رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتبه أيها الظالم

الظلم ظلم والظالم ظالم، لا فرق في ذلك بين من يظلم باسم الديكتاتورية أو تحت ستار الدين، بين ظلم سجان وظلم سجين، بين ظلم النفس وظلم الآخرين، فالظلم ضد الحرية والعدالة،

ضد الشرع والقانون، ضد الإبداع والنهضة، لبشاعته وقسوته حرمه رب العباد علي نفسه عندما قال في حديثه القدسي: (يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) وقال صلي الله عليه وسلم: (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) أما الظالم فهو من تصور نفسه فوق الناس وفوق القانون حتي اغتر بقوته وانشغل عن هموم الناس بمصالحه، إن تطلع لشيء سعي لبلوغه بأي ثمن وإذا ما انقلب عليه يحط من قدره ويشوهه، يعد بما لا يقدر ويتحدث فيما لا يفهم ويكذب عندما يستشار ويقبل تحمل مسئوليات لا يقوي علي الوفاء بالتزاماتها، الظالم له ألف وجه، يحدث الناس عن العدل ويمارس الظلم، يدعوهم للوحدة ويعمق بينهم الفرقة، يمنيهم بالأمن ثم يعيث فيهم ترهيباً وتقتيلاً وسحلاً وضرباً... إلخ.
يناديهم باحترام القانون ولا يفعله إلا علي هواه ووفق مقاسه وبحسب المقضيات والمصالح، الظالم هو من ينادي بالتطهير رغم أنه ليس بطاهر، من يتحدث عن كرامة الإنسان وهو يهدرها، من يسكت عن الحق ويستقوي بالباطل ويشكك الناس في الناس ويقسمهم إلي أطياف وطوائف ويتظاهر بالدفاع عن الفقراء ثم يتخلي عنهم لصالح سوق بلا ضوابط وأسعار ترتفع بلا هوادة أو رحمة وأزمات تشتعل بالطلب وحياة باتت أشبه بالجحيم، الظالم لا يعرف المشاركة بل المغالبة، يرتدي ثوب الدين وهو كافر بكل القيم، يؤمن بالخفاء ويكره العلن لا تفزعه الدماء ولا يخيفه الفشل ولا يعرف للموت جلالاً ولا يتخذ صديقا ولا يحترم رمزاً ولا يعترف بمبادئ المساواة وتكافؤ الفرص، الظالم هو من يخرج من السجن ليضع غيره في السجن، من يختار الناس

للمناصب بناء علي درجة القرابة وليس مستوي الكفاءة من يعلي الشعارات حتي لو كانت علي حساب المهارات، من يتفلسف بغير علم وينتقل من مكان إلي مكان بلا هدف ويتسول رغم ما تحت يده من موارد ويتلهف علي البقاء في الحكم بينما قد ينسي أحكم الحاكمين، الظالم هو من يستعين بالغريب علي القريب ويتنازل عن الأرض والعرض ويبيع الأصيل بالعويل ويبارك زواج المال بالسلطة بالدين ويغتصب صلاحيات ويستعين ببطانة فاشلين ويعادي كل من لا ينتمي لأهله وعشيرته.
فيا أيها الظالم، تذكر أن الغالب بالشر مغلوب والمستقوي علي الضعيف أضعف منه وما من ظالم إلا سوف يبلي بظالم والظلم أسرع شيء لتعجيل نقمة وتبديل نعمة، واتقي دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب، يا أيها الظالم تذكر أن استئسادك علي المظلوم ليس بطولة ومماطلتك في رد الحقوق لأصحابها تحصنك من محبة الناس وتجعلك دائما عرضة لاستهزائهم وسبهم وشتمهم وكراهيتهم.. وفي الختام أرجوك ألا تنسي أنه إذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فلا تنسي قدرة الله عليك ولا تنسي كذلك ما قاله الشاعر:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً.. فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه.. يدعو عليك وعين الله لم تنم