برلمان عيان وحكومة ميتة
أدهشنى كثيراً أن يقوم إخواننا فى مجلس الشعب باتهام حكومة الجنزورى بأنها تعمدت افتعال أزمة البنزين مؤخراً انتقاماً من رغبتهم فى سحب الثقة من تلك الحكومة، وهو بلا شك اتهام يدل على سذاجة من أطلقه من ناحية، وظلم من اتهم به من ناحية أخرى، لأن حكومة الجنزورى موجودة بالاسم وليست بالفعل، قد تقول لى أن فيها وزراء، نعم فيها وزراء للداخلية
وللتعليم وللإسكان وللبترول وللتنمية المحلية وكلهم يذهبون كل صباح إلى أعمالهم يجتمعون ويعقدون المؤتمرات الصحفية ويأخذون بدل جلسات ويسيرون فى حراسات ومواكب لكنهم فى النهاية لا يختلفون عنى وعنك تفاجئهم المشكلات مثلما تفاجئنى وتفاجئك يوصفونها يتناقشون حولها يحذرون من خطورتها إلا أنهم فى النهاية مثلى ومثلك ليست لديهم خطط قصيرة أو طويلة لتفادى حدوث تلك المشكلات أو حلول للقضاء عليها، خذ عندك، أنا وأنت كنا لا نزال ندعو الله ليل نهار كى يبصرنا بتلك الأيادى الخفية التى أشعلت فتنة ماسبيرو وحرقت المجمع العلمى وأوقعت أكثر من 75 قتيلاً ومئات المصابين من جمهور الأهلى والمصرى فى مجزرة بورسعيد وهى الفكرة نفسها التى خرج علينا بها المستشار محمد عطية، وزير مجلسى الشعب والشورى، عندما برر أزمة البنزين التى ضربت كل محافظات مصر إذ قال لنا بالفم المليان: «إن هناك أيدى خفية وراء أزمة البنزين والسولار المتصاعدة، وأن رئيس هيئة البترول أبلغنى بضخ كميات متزايدة من البنزين والسولار أكثر من الكميات اللازمة ورغم ذلك فإن هناك مناطق كمصر الجديدة ومدينة نصر لا توجد بها كميات كافية من البنزين والسولار وهو ما يطرح تساؤلات: أين تذهب تلك الكميات ومن يستولى عليها؟ هل هذا مخطط لإظهار أن وزارة البترول فاشلة؟».
وبعد تلك التساؤلات يمضى سيادته قائلاً: «إن هناك سرقة مدبرة ومخططة ومحكمة من المنبع للبنزين والسولار» يا عزيزى فكر قليلاً فيما قرأت من تصريحات الوزير إن كان لايزال عندك عقل: ألا تلاحظ أنه يتساءل ويحتار مثلما أتساءل أنا وتحتار أنت؟ ألا ترى أنه مثلى ومثلك يحمل مسئولية جريمة إخفاء البنزين والسولار على الأيادى الخفية دون أن يعرفنا من سيرحمنا منها؟ ألا ترى أنه لا يقل عنى وعنك فى الإحاطة بحجم المشكلة وطبيعتها؟ ربما يقول قائل: هذا كلام وزير مجلسى الشعب والشورى ولا يصح أن يؤاخذ عليه لأنه ليس وزير البترول ولا يصح أن يفتى وغراب على رأس تلك الوزارة، وللقائل الحق فيما قال، ولنعرض المسئولية على من قبل تحملها ولابد أن نتعرف على الكيفية التى تعامل بها عبدالله غراب، وزير البترول، مع هذه