رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

برلمان عيان وحكومة ميتة

أدهشنى كثيراً أن يقوم إخواننا فى مجلس الشعب باتهام حكومة الجنزورى بأنها تعمدت افتعال أزمة البنزين مؤخراً انتقاماً من رغبتهم فى سحب الثقة من تلك الحكومة، وهو بلا شك اتهام يدل على سذاجة من أطلقه من ناحية، وظلم من اتهم به من ناحية أخرى، لأن حكومة الجنزورى موجودة بالاسم وليست بالفعل، قد تقول لى أن فيها وزراء، نعم فيها وزراء للداخلية

وللتعليم وللإسكان وللبترول وللتنمية المحلية وكلهم يذهبون كل صباح إلى أعمالهم يجتمعون ويعقدون المؤتمرات الصحفية ويأخذون بدل جلسات ويسيرون فى حراسات ومواكب لكنهم فى النهاية لا يختلفون عنى وعنك تفاجئهم المشكلات مثلما تفاجئنى وتفاجئك يوصفونها يتناقشون حولها يحذرون من خطورتها إلا أنهم فى النهاية مثلى ومثلك ليست لديهم خطط قصيرة أو طويلة لتفادى حدوث تلك المشكلات أو حلول للقضاء عليها، خذ عندك، أنا وأنت كنا لا نزال ندعو الله ليل نهار كى يبصرنا بتلك الأيادى الخفية التى أشعلت فتنة ماسبيرو وحرقت المجمع العلمى وأوقعت أكثر من 75 قتيلاً ومئات المصابين من جمهور الأهلى والمصرى فى مجزرة بورسعيد وهى الفكرة نفسها التى خرج علينا بها المستشار محمد عطية، وزير مجلسى الشعب والشورى، عندما برر أزمة البنزين التى ضربت كل محافظات مصر إذ قال لنا بالفم المليان: «إن هناك أيدى خفية وراء أزمة البنزين والسولار المتصاعدة، وأن رئيس هيئة البترول أبلغنى بضخ كميات متزايدة من البنزين والسولار أكثر من الكميات اللازمة ورغم ذلك فإن هناك مناطق كمصر الجديدة ومدينة نصر لا توجد بها كميات كافية من البنزين والسولار وهو ما يطرح تساؤلات: أين تذهب تلك الكميات ومن يستولى عليها؟ هل هذا مخطط لإظهار أن وزارة البترول فاشلة؟».
وبعد تلك التساؤلات يمضى سيادته قائلاً: «إن هناك سرقة مدبرة ومخططة ومحكمة من المنبع للبنزين والسولار» يا عزيزى فكر قليلاً فيما قرأت من تصريحات الوزير إن كان لايزال عندك عقل: ألا تلاحظ أنه يتساءل ويحتار مثلما أتساءل أنا وتحتار أنت؟ ألا ترى أنه مثلى ومثلك يحمل مسئولية جريمة إخفاء البنزين والسولار على الأيادى الخفية دون أن يعرفنا من سيرحمنا منها؟ ألا ترى أنه لا يقل عنى وعنك فى الإحاطة بحجم المشكلة وطبيعتها؟ ربما يقول قائل: هذا كلام وزير مجلسى الشعب والشورى ولا يصح أن يؤاخذ عليه لأنه ليس وزير البترول ولا يصح أن يفتى وغراب على رأس تلك الوزارة، وللقائل الحق فيما قال، ولنعرض المسئولية على من قبل تحملها ولابد أن نتعرف على الكيفية التى تعامل بها عبدالله غراب، وزير البترول، مع هذه

الأزمة وما هى تصريحاته بشأنها؟ وهل اختلفت عما أقوله أنا وأنت فى العمل أو فى النادى أو فى المنزل أو حتى على المصطبة؟ كل ما تمخض عنه كلام الرجل: «إن أزمة البنزين والسولار الآن، هى بسبب فقدان المواطن المصرى الثقة فى الحكومة» وهذا يعنى أن الشلل المرورى التام فى كل محافظات مصر الآن هو بسبب فقدان المواطن الثقة فى الحكومة، وأن طوابير السيارات الممتدة لمسافة كيلومترات أمام معظم محطات الوقود وتعطل مصالح الناس وإضاعة الوقت، بسبب فقدان المواطن الثقة فى الحكومة، وأنا أسأل سيادته: هل ثقة المواطن أو عدمها هى التى تدفع الطرف الثالث لأخذ كميات كبيرة من البنزين ثم التخلص منها عمدا فى الصحراء؟ هل ثقة المواطن أو عدمها هى التى جعلت الأزمة تظهر مرة فى أول يناير من هذا العام عندما تعالت المطالبات بتسليم المجلس العسكرى للسلطة ثم عادت هذه الأيام بينما نحن على أبواب الانتخابات الرئاسية؟ وماذا لو لم تعد ثقة المواطن فى الحكومة؟ هل سنقول وداعاً للبنزين واللى مش عاجبه يشرب من البحر؟ إذن، إيدك وإيدى من هذه الحكومة والأرض، قد تقول لى: وما دامت الحكومة ميتة فماذا عن البرلمان؟ أقول لك: عيان وربنا يفك ضيقته وضيقة رئيسه الدكتور محمد الكتاتنى سرور، لكن أرجوك ألا تنسى أن ذلك البرلمان من صناعتى وصناعتك و«من قدم شىء بيداه إلتآه وهنيالك يا منتخب التيارات الدينية»، زرعت فحصدت ولا تحزن لأن أوان الحزن قد فات، وإلى أن تقوم ثورة أخرى إن شاء الله سنظل أنا وأنت ومن قرأ هذا المقال ومن لم يقرأه ضحية مستباحة لبرلمان عيان يصارع فى حكومة ميتة، وعليه العوض ومنه العوض.