حتى لا تكون النتيجة، لن يفلح أحد
أمن مصر أمان لجميع المصريين واستقرارها هو استقرارهم ومحاولة المساس بوحدتها أعمال شيطانية سفلية سيدفع الجميع ثمنها باهظا، كل المشكلات لها حل في إطار الحوار والمناقشة والرأي والرأي الآخر، الفقر يمكن محاربته والتعليم الفاشل يمكن إصلاحه والفساد المالي والإداري وسرطنة الغذاء
وتلوث المياه وغلاء الأسعار واحتكار السلطة، كلها مشكلات وأزمات يمكن إيجاد حلول لها وتجاوزها إذا حكم مصر من يختاره الشعب، أما المشكلة التي يصعب حلها إذا وقعت لا قدر الله، فهي مشكلة الفتنة الطائفية لأن الدم لن يعالجه سوى الدم وسقوط قتيل من هنا سيقابله سقوط قتيل من هناك، والدخول لدوامة العنف لن يحدث شرخا اجتماعيا فحسب بل سيحدث كسرا للعمود الفقري للمصريين الذين عاشوا عبر تاريخهم مسلمين وأقباطاً إخوة متحابين يعيشون في بيت واحد ويأكلون من طبق واحد ويتحدثون لغة واحدة ويتنفسون هواء واحدا ويحلمون بحلم واحد ويقدسون بلداً واحداً اسمه مصر.
ولأن نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير معناه ولادة مصر جديدة وبناء تحالفات جديدة فقد رأى الأعداء التقليديون أن أفضل وسيلة لهدم الحب بناء الخوف، أفضل وسيلة لتمزيق الوحدة تكريس الفرقة، أفضل وسيلة لتعويق مسيرة المصريين إخراج ملف بعبع الفتنة الطائفية واستثمار ورقة الأقليات لاستعداء البعض على البعض واستقواء القريب بالغريب واصطناع معارك جانبية تشغل الناس عن معاركهم الحقيقية وقضاياهم الملحة وأظن أن ما حدث يوم الأحد الدامي في التاسع من أكتوبر الماضي أمام ماسبيرو، لا يختلف عما سبق أن وقع في إمبابة وفي أطفيح، السيناريو واحد تقريبا، خلاف مصطنع بين مسلمين وأقباط يتطور لتجمعات صغيرة يندس وسطها فرقة تحرض وتستثير النعرات الدينية وثانية تجيش ما استطاعت من القاسي والداني والثالثة تخرج من تحت الأرض محملة بالأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف والعصي والأسلحة النارية وفجأة تنشب معارك وتحرق وتهدم كنائس وتندلع المظاهرات ويسقط القتلى والجرحى وتكبر الحبة وتتحول لقبة تنفخ فيها بعض وسائل الإعلام المأجورة والتي تحاول تصوير ما يحدث وكأن مصر على أبواب حرب أهلية، ثم يشاء اللطيف الخبير أن ينتهي دائما ذلك السيناريو المؤلم بتدخل العقلاء والوطنيين من الجانبين لاحتواء الأزمة وإطفاء النار وإضاعة الفرصة على أعداء الخارج بمنعهم من التدخل في شئون مصر وحرمان أبالسة الداخل من مكاسب رخيصة دنيئة على حساب الوطن.
إن خطورة ما يحدث الآن