بلاغ إلي رئيس جهاز التعمير
أشعر كأن الساعة فى مصر متأخرة، ففى الوقت الذى لا تتسارع فيه الأحداث وتتلاطم أمواجها تأتي ردود الأفعال الحكومية دائمًا أبطأ بكثير من المتوقع وأقل من المفترض والمطلوب فهل يدور الزمن ضد إرادة الناس أم يتعمد المسئولون وقف دورانها انتقاماً من الناس؟
في عام 2008 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء الأسبق أحمد نظيف رقم 3310 الخاص بتطوير منطقة شمال الجيزة ومطار إمبابة وما ترتب عليه من نزع بعض ملكيات الأراضي لأكثر من ألفي أسرة لصالح المشروع بحجة تحسين المستوي الاجتماعي والخدمي وتقليص العشوائيات التي ضجت بها المنطقة إلا أنه منذ ذلك الحين وحتي بعد قيام ثورة مصر المجيدة في الخامس والعشرين من يناير لم يتمكن الأهالي من الحصول علي المقابل المادي الذي يعوض قيمة تلك الأراضي أو يستردوا أراضيهم للانتفاع بها وعلي الرغم من تعدد الشكاوي التي أرسلت من قبل الأهالي لمجلس الوزراء وجهاز التعمير والنتيجة لم يسمع أحد أو يرد أحد وكأن الناس في واد والمسئولين في واد آخر، فإلي متي تظل مآسي المصريين رهناً للصمت وعدم الاكتراث؟.. وما الذي يمنع ملاك هذه الأراضي من صرف مستحقاتهم؟.. وهل تصبح التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات هي الوسيلة الوحيدة للحصول علي الحقوق في هذا الزمن؟
هذه تساؤلات أبعث بها إلي وزير الإسكان ورئيس جهاز التعمير بعد استغاثات كثيرة تلقيتها من أصحاب هذه الأراضي الذين أبلغوني مراراً وتكراراً بأنهم سوف يضطرون إلي اللجوء للاعتصام في حال عدم إجابة طلباتهم، وهو الأمر الذي أعارضه كثيراً إيماناً مني بأن مثل هذه المطالب فئوية تؤثر سلباً علي استقرار هذا البلد ورخائه.
إن مثل هذه المطالب الفئوية قد تجر البلد لمشكلات تبدو في ظاهرها صغيرة، إلا أنها تؤدي في نهاية الأمر إلي كوارث يصعب تداركها فما حدث يوم الأحد الدامي أمام ماسبيرو
الغضب شر البلية والخوف قد فارق قلوب المصريين والحق أحق أن يتبع فهل هناك أذن تسمع أو عيون ترى أو قلوب مبصرة لمتاعب الناس وأوجاعهم واللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
[email protected]