مطلوب مقرر عن «الأخلاق والمواطنة»

فى خطوة غير مسبوقة قرر المجلس العربى للأخلاق والمواطنة والذى أشرف برئاسته الدعوة للعناية بقضايا المواطنة بشكل مكثف خلال هذه المرحلة من التحول الديمقراطى فى مصر لتأكيد هذا التحول السلس وتيسيره على أن يشمل ذلك عقد الندوات والمؤتمرات

وإصدار النشرات وإجراء البحوث وتبنى التشريعات وإطلاق الحملات إلى آخره. وفى إطار هذا التحرك المدروس قرر المجلس تبنى الدعوة لتقديم مقرر دراسى عن المواطنة فى جميع المراحل الدراسية.
يستهدف هذا المقرر الدراسى التعريف بالمفهوم الصحيح للمواطنة ومتطلبات تحقيقها والنتائج المترتبة عليها، وحقوق المواطن وواجباته، ووسائل تعميق الإحساس بالمواطنة والحرص عليها والدفاع عنها بين كل فئات الشعب دون تمييز ودون تفرقة.
يتضمن هذا المقرر كذلك شرح والتعريف بالمفاهيم المختلفة ذات الصلة بالمواطنة مثل «الحرية» و«الديمقراطية» و«المشاركة» و«المســئولية الاجتماعية» و«حقوق الانسان» و«التميـيز» و«التعصب» و«التفرقة» و«المساواة» و«تكافؤ الفـرص» و«الانتماء» وغير ذلك من المفاهيم الإيجابية أو السلبية والقيم المرتبطة بالمواطنة.
يصاحب ذلك السعى لتعميق مفهوم المواطنة كإحساس ومصير وحق وواجب وحمايته والدفاع عنه لدى المواطن بحيث يتجاوز مجرد المعرفة والفهم إلى أن يكون جزءاً من حياة المواطن يتمسك به ويدافع عنه ولا يقبل الاعتداء عليه سواء بالنسبة للمواطن نفسه أو بالنسبة لغيره.
يلزم كذلك أن يتضمن المقرر تعريفاً تفصيلياً بالآليات والأدوات والتشريعات المرتبطة بالمواطنة ومناقشتها وفهمها والتمسك بها لكل فئات المجتمع، غنى عن البيان أن محتوى هذا المقرر سيتفاوت عمقاً وعرضاً وطولاً بحسب المرحلة العمرية للطالب فيكون هذا المقرر بسيطاً جداً فى المراحل السنية الأصغر ويتدرج عمقاً وعرضاً وطولاً مع نمو الطالب.
يرتبط بهذا المقرر أيضاً مسألة الأخلاق والسلوك، وبالتالى قد يكون من المناسب أن يتضمن تغطية مناسبة لغرس وتشجيع الأخلاق والسلوكيات الحميدة بين الطلاب وبناء الشخصية السوية والقوية القادرة على التعامل الناجح مع المجتمع ، فالمواطنة والأخلاق مفهومان مرتبطان، وتناولهما معاً يفيد فى تعميق الاقتناع والتبنى لكل منهما.
يلزم التنويه إلى أن مقرر «الأخلاق والمواطنة» يجب تدريسه أو بالأحرى «تعلّمه» بأعلى درجة من المشاركة من قبل الطالب، فيبتعد كلية عن أسلوب التحفيظ والتلقين ، ويبتعد المعلم عن أسلوب الإلقاء قدر طاقته، فمثل هذا المقرر بطبيعته يتطلب تعلّمه فى إطار إبداعى يحقق الغرض المعرفى وأيضاً الغرض الوجدانى الذى هو أهم.
تتعدد الوسائل والأساليب والطرق المتاحة لتعلّم هذا المقرر ابتداء

من ورش العمل إلى المناظرات إلى الندوات إلى تمثيل الأدوار إلى الحكايات، إلى البحوث، إلى المشروعات والزيارات الميدانية إلى تنوع المعلمين، إلى استضافة المتحدثين، إلى تنظيم الوقفات، إلى الانتخابات الطلابية، إلى نمذجة البرلمانات والمجالس النيابية ، وغير ذلك مما لا يقع تحت حصر ويترك لإبداع المعلمين والأساتذة وإبداعات المؤسسات التعليمية.
هذا المقرر أيضاً يجب ان يكون مقرر نجاح ورسوب وذلك لتحقيق الاهتمام المطلوب به من قبل كل الأطراف على ان يتم التفكير الإبداعى فى مقاييس وطرق التقويم فلا تركز على مقاييس مدى حفظ المعلومات أو قياس القدرة على استرجاعها، وإنما قياس النمو الخلقى ودرجة النضج المجتمعى والسياسى للطالب ، وقد تتطلب هذه المسألة جهداً مركزاً وموجها بالمركز القومى للامتحانات والتقويم لاستكشاف البدائل وتطوير الأدوات واختبارها قبل تطبيقها .
أتصور أيضاً أن هذا المقرر سيشارك فى تدريسه معلمون وأساتذة متنوعون ، وأيضاً متحدثون خارجيون ، وكذلك طلاب متميزون ، وقد يتضمن حضور جلسات الاستماع فى المجالس النيابية ، وقد يتضمن مسابقات بين الفصول وبين المدارس والجامعات.
يعكف المجلس العربى للأخلاق والمواطنة حالياً على الإعداد التفصيلى لهذا المقرر وتجهيز ملفاته وحقائبه ومراجعه وأدلته كجهد تطوّعى يقدم لوزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى للاستفادة به والتفكير الجدى فى تقديمه.
هذا ويرحب المجلس بأية مساهمات أو مقترحات قد يتطوع بها القارئ الكريم، فالهدف واحد، والوطن واحد، وكلنا مسئول عن المساهمة فى تطوره وتقدمه.

آخر سطر
كل مصرى شريك فى هذا الوطن وله
حق متكافئ فيه

رئيس حكومة الوفد الموازية
[email protected]