عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى لا تنقرض المدارس (2)

قلت فى مقال الأسبوع الماضى، إن تغييراً شاملاً تقوم عليه قيادات مؤهلة مطلوب لإحداث النقلة النوعية التى نحتاج إليها فى التعليم. ولا شك أن هذا التغيير تتعدد جوانبه لتغطى كل النظام التعليمى من «ساسه لراسه» كما يقولون.

أتحدث اليوم فقط عن القيادات المؤهلة التى يجب أن تفكر فى التغيير وتبادر بالتغيير، وتتابع هذا التنفيذ حتى إتمام النجاح. غنى عن البيان أن فاقد الشىء لا يعطيه، فلا تتخيل أن مدير المدرسة ضعيف الشخصية أو غير سوى الخلق سيكترث لبناء الشخصية القوية لطلابه أو سيفهم ما هو المطلوب أو حتى سيستطيع تنفيذ ما هو مطلوب. إذن يجب أن نحسن اختيار مديرى ونظار ووكلاء المدارس للتأكد من الكفاءة وقوة الشخصية وحسن الخلق، فتلك متطلبات مبدئية لكى يستطيع أى منهم النهوض بالدور المنوط به من حيث بناء شخصية الطالب والقيام على تحليه بالخلق السليم. ثم بعد ذلك علينا أن نتعهد المدير أوالناظر أو الوكيل بالتدريب اللازم الذى يؤكد تفهمه لرسالة النظام التعليمى وإقناعه بها وتنمية القدرة على السعى لإنجازها. وبغير ذلك لن تستطيع إدارة المدرسة بما يحقق المطلوب منها.
وما قلناه عن القيادات بالمدرسة نقوله أيضاً عن القيادات بإدارة المنطقة التعليمية وبوكالة الوزارة وبالأجهزة المركزية فى وزارة التربية والتعليم. ذلك مطلب مبدئى قبل أن نتكلم فى النواحى الفنية التفصيلية الخاصة بوظيفة أى منهم.
بعبارة أوضح مطلوب أن تفهم كل القيادات المضمون الصحيح للنظام التعليمى، لماذا أنشأنا المدرسة؟ ولماذا نرسل أبناءنا إليها؟ وكيف يتكامل دور المدرسة مع دور العائلة؟ وما جوانب التربية التى علينا القيام بها للطالب فى الحضانة وفى الابتدائى وفى الاعدادى وفى الثانوى؟
لقد أجريت مرة اختباراً محدوداً لعدد من وكلاء وزارة التربية خلال برنامج تدريبى، وكان الاختبار هو «حدد ما هى رسالة النظام التعليمى؟ وما هو دور المدرسة؟» وكانت النتيجة صادمة حقاً، فقد تباينت الاجابات تبايناً شديداً، وابتعد أغلبها عن المفهوم الصحيح.. وصدمت بالفعل لأنه ليس هناك اتفاق

بين وكلاء الوزارة على رسالة النظام التعليمى الذى يديرونه ولا على الدور المطلوب من المدرسة ويعكس هذا التباين بالضرورة عجزاً عن تحقيق رؤية موحدة لما نريده من المدرسة، وبالتالى يحدث التباين فى الواجبات المتوقع من مدير المدرسة القيام بها، وإذا حدث ذلك سينتج بالضرورة تباين فى تحديد الصلاحيات والأدوات التى توضع تحت تصرف المدير، وستتباين بالضرورة معايير تقييم أداء المديرين، وستتباين بالتالى مؤشرات نجاح أو عدم نجاح المدرسة فى النهوض بدورها.
مرة أخرى، وربما عاشرة، أكرر أن رسالة وزارة التربية والتعليم ومدارسها تتلخص فى بناء المواطن الصالح من حيث إدراك المعارف واتقان المهارات والتحلى بالخلق القويم والشخصية السوية، وهذه أمور تتجاوز فكرة تدريس منهج دراسى معين، أو تلقين دروس فى الرياضة أو الفيزياء أو اللغة أوغير ذلك. المطلوب شىء أكبر من ذلك بكثير، وما لم تدرك القيادات آفاق هذا الدور الشامل للمدرسة فلن تفلح فى قيادة النظام، وهذا ما أدى إلى تراجع دور المدرسة إلى الحد الذى يهددها بالانقراض، كما أوضحنا فى مقالنا السابق.
إذن أول شىء مطلوب هوأن نحسن اختيار القيادات، وأن ندرب هذه القيادات تدريباً جيداً بغرض تعميق فهم رسالة المدرسة ودورها، وإدراك أدوات النهوض بالرسالة وبالتالى معايير اختيار العاملين ومعايير تقييم أدائهم وتقييمها.
آخر سطر
فعلاً.. فاقد الشىء لا يعطيه