عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل المدرسة فى طريقها للانقراض ؟

عشرات و ربما مئات الآلاف من بيوت مصر مشغولة أو مهمومة بمصير الأبناء والبنات الذين نجحوا فى الثانوية العامة و تطلعوا للالتحاق بالجامعات، فأغلقت الأبواب فى وجوههم لأن الحد الأدنى للقبول ارتفع إلى مستويات مجنونة حقاً .

هل يعقل أن يحقق طالب 98% أو 99% من مجموع الدرجات ثم لا يستطيع اختيار الكلية التى يرغبها؟ أى نظام تعليمى هذا الذى يجعل الحد الأدنى للقبول فى إحدى الكليات أكثر من 100%؟ وأى منطق يحكم نظام الامتحانات ونظام التصحيح الذى يجعل أولادنا حيارى ماذا يفعلون أكثر مما فعلوا؟ طالب اجتهد وذاكر وفق ما علّموه، وأنجز ما طلبوه ، وحصل على الدرجات النهائية أو يكاد .. ماذا تريد منه أكثر من ذلك لكى يتمكن من الالتحاق بالكلية التى يريدها؟
الأدهى من ذلك أن فرسان الثانوية العامة الحاصلين على المجاميع الجنونية عندما يلتحقون بالجامعة لاحظنا أن الكثرة منهم لا يحققون نفس المستوى من الدرجات أو التقديرات و يتراجعون إلى أواسط أو أواخر الصفوف بالجامعة، أى أنه لا توجد علاقة مؤكدة و ثابتة بين مجموع الثانوية العامة وتقديرات الجامعة، وهو أمر يثير التساؤل. فالتفوق فى الثانوية العامة ليس مؤشراً على التفوق المرتقب بالجامعة. ونصبح بالفعل أمام معضلة غير مفهومة. نظام للثانوية العامة يفرز المتفوقين بالمجاميع الهائلة فيذهبون للجامعة يخيب أملهم ولا يتفوقون.السؤال هو : هل هذا أمر طبيعى؟ أم أن هناك خللاً يجب تصحيحه؟
ثم نأتى إلى قضية القضايا.. الدروس الخصوصية! فى حوارات الأوائل مع الصحافة المطبوعة اعترف أغلبهم بأنهم تعاطوا الدروس الخصوصية بانتظام فى كل أو معظم المواد، بل أكد بعضهم أنه لم يكن حريصاً على الانتظام فى المدرسة لأن الدروس الخصوصية تعطى فى الصباح. أى أن الدروس أصبحت هى الأصل عند الطالب وليس المدرسة. وهذه ظاهرة فريدة قد يهتم مسئولو التعليم ببحثها وتفسيرها ، لأنها فى تقديرى سبّة فى جبين النظام التعليمى.
يتسق مع هذا التحليل أيضاً ما نلاحظه عندما نقارن نسب النجاح فى الثانوية العامة بين طلاب المدارس وطلاب المنازل، حيث يصدمنا رقم 54% وهو نسبة النجاح لدى طلاب المنازل.. فهل استغنى الطلاب عن المدارس؟ وهل نحن على

أبواب اختفاء المدرسة من النظام التعليمى؟! وهل ستختفى وزارة التربية والتعليم بعد ذلك؟ وماذا سنصنع بالوزير ووكلائه و مديريه؟! و ماذا يا ترى سنصنع بنظاره ومعلميه؟
وبعد كل هذا الهم، هل نجح النظام التعليمى فى تخريج شباب ذوى شخصيات قوية متزنة قادرة على البحث و التفكير ومؤهلة للابتكار والابداع وتحمل المسئولية والحكم السديد على الأشياء؟ أظن أن نجاح النظام فى ذلك محدود بعض الشىء، فنحن نخرّج حفظة معلومات، أو ببغاوات قلما تسأل و قلما تفكر مع أن الاستفسار فى تكوين البشر فضيلة رئيسة، ولولا الاستفسار ما كان هناك ابتكار وما كان هناك تقدم. نحن نعلّم الأولاد أن يحفظوا ما قلناه لهم أو كتبناه فى كراساتهم، ولا نعلّمهم النقاش و الحوار و الاستفسار والاعتراض، ولا نعلّمهم كيف يكونون أصحاب رأى و لهم وجهة نظر، ولا كيف يدافعون عن آرائهم ووجهات نظرهم، ومتى يغيرونها حين يثبت خطؤها.. باختصار نظام الدراسة فى المدارس هو أولاً: نظام طارد للطلاب إلى مراكز الدروس الخصوصية، وهو ثانياً: لا يبنى شخصية ولا ينمى الابداع، وهو ثالثاً: يفرز متفوقين وهم غير متفوقين فى مهارات الحياة، وأخيراً هو نظام تتسرب أعداد متزايدة من الطلاب منه كل يوم، ومهدد بالانقراض!
ما العمل؟
مطلوب تفكير جديد ، وتغيير شامل يقوم عليه قيادات مؤهلة لاحداث النقلة النوعية المطلوبة ..
كيف ذلك؟
الحديث طويل ، لعلنا نتابعه فى المقال القادم.
آخر سطر
أعط العيش لخبازه .. ولو يأكل نصفه

[email protected]