عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع آل الكحلاوي إعزازاً وتقديراً

 

امتزاج الإيمان الديني بالموهبة الإبداعية يعطي نتاجاً سمحاً رخواً مشرقاً.. ولعل هذا الامتزاج هو من خصائص الدين في مصر تاريخياً.

أيضاً فإن الثراء الديني الابداعي يمثل حصنا ضد العنف أو الشراسة أو التعصب والانغلاق. الابداع بكل صوره ينقي القلب والعقل بينما يطهر الإيمان الروح الإنسانية ويطلقها من أسرها.

التقيت في مرحلة عزيزة »خالد محمد خالد« المفكر الكبير.. نهلنا من كتاباته الوطنية والديمقراطية والإسلامية وكلها كانت نتاجاً لروح فنان يكتب وكأنه يصدح بأغنيات أو سيمفونيات تصل إلي قلب المتلقي وتبث رسائل الحب في عذوبة ورحابة.

تميزت مصر بالغنائيات والموالد الدينية حتي أصبحت تلاوة القرآن فيها فناً مصرياً يشيع في النفوس ألقاً ودفئاً خاصا يؤثر في العالم العربي كله تأثراً بالمعني والجوهر بمثل ما تأنس الأسماع بالأصوات النادرة التي عرفت بها بلادنا ولاتزال.. كان يعرف عن الزعيم الوفدي مكرم عبيد حبه وتذوقه للقرآن الكريم وترديده في مناسبات وطنية كذلك كانت المسيحية في مصر ذات طابع متفرد، حيث أحاطت السيدة العذراء والسيد المسيح بمكانة قلبية فذة.. أحب المصريون هذه الأم القديسة بطريقتهم الودودة، كان من المألوف لدي أجيالنا ما شاهدناه في الطفولة والصبا بشكل طبيعي أن أعداداً من المسلمين كانوا يصومون للعذراء ويقدمون النذور لها ويتبركون بها. إن المصرية الحقة مضادة للغوائيةلأن لا شيء علي الأرض يفني فقد تكون هذه الصور التي ظنناها انتهت هي التي بعثت أقوي ما تكون خلال ثورة 25 يناير التي أحيت الروح المصرية بكل شموخها وتوحدها في لوحة فنية قد لا يجود بمثلها الزمان، في الثورة لم يسمع هتاف ديني أو رأي متعصب، لأن مصر كلها كانت في حضرة الديان في رجاء واحد لله ترجو فضله وكرمه فغمرها بما تريد ويزيد.

أحب الاقتراب من آل الكحلاوي في عطائهم الممدود وأجيالهم المتعاقبة ومصريتهم الجميلة، نذكر الفنان محمد الكحلاوي الأب الذي رحل منذ زمن بينما نشهد بين الحين والآخر أعماله السينمائية القديمة في أفلام الأبيض والأسود وما حملته من أغان بدوية اشتهر بها.. بعد عطاء فني طويل انتقل الكحلاوي إلي حالة روحية صوفية جعلته يتحول بحياته وفنه إلي إبداع محب ومبتهج تمثل في المدائح النبوية التي غناها في نبي الإسلام الكريم سمعنا من تسجيلاته وشرائطه »لأجل النبي - مدد يا نبي - النبي غالي وبلاده بعيد - قاصدك وناوي أتوب«، كلها تعد من العلامات المميزة في دنيا الإنشاد الديني الذي يشع بالحب والأمل.

أيضاً أهدانا الكحلاوي عدداً من أبنائه الذين عبروا عن تجربته وفقاً لاختلاف الشخصيات والتخصصات منهم من جدد دور الداعية الديني فحوله إلي سيرة عمل يشتد فيها الجود والتضحية والتجرد خدمة للإنسانية في إبداعها الخاص الذي يمس النفس مساً رقيقاً وعميقاً ويعمل علي تنقيتها من القسوة والجفاف والتعصب لابد أن أذكر هنا د. عبلة الكحلاوي أستاذة العلوم الإسلامية التي تقدم حواراتها الإعلامية إشعاعاً روحياً لا يفارق المستمع أو لعله

لا يجب أن يفارقها كيف تجتمع الوداعة مع الصلابة؟!، والحنان الغامر كيف يحتمل هذا العبء الباهظ الذي وضعته د. عبلة علي كتفيها الرقيقتين؟.. حديثها صلب كالعطر وأحياناً ما يشبه حضورها ذلك البخور المصري الأصيل فيه أشياء تطمئن وتحوط وتحجب كأنما تطرد الشر بعيداً عن المقام.. سيدة كالشهاب ترفل في ثوبها الأبيض ذات وجه أسمر مليح تذكر بأغنية نجاة الصغيرة لنهر النيل »عطشان يا أسمراني محبة.. أملالي القناني محبة«.. كثيرون يتصلون بها في برامجها كل يريد أن يهمس بسر خاص أو بألم مضن أو حتي بميزة لهم دون سابق معرفة.. هي الداعية لمصر وللإنسان وهي الشاعرة المرهفة إذ جسدت لنا في شعرها ودموعها توحداً مع أم الشهيد. نشهد إبداعها في »الباقيات الصالحات« ذلك المشروع الخيري الكبير الذي أقامته للمصابين بالزهايمر ولأهلهم البؤساء في رحلة العلاج اليائس.. ومعها في برنامجها بنفس الاسم نرتشف معها أملاً جديداً للعمل المدني والشحذ المعنوي للمصريين كافة أن يهبوا لإنقاذ مصر في مرحلة النقاهة الصعبة، إذ يتكاثر عليها الجهلاء بخطورة اللحظة. أيضاً كانت للدكتورة عبلة الكحلاوي مع ياسمين الخيام ود. عمرو خالد أدوار مهمة في الدفاع عن الوجه الحضاري للإسلام أثناء إحدي الأزمات العنيفة في الغرب.

من عائلة الكحلاوي نلتقي بالدكتور محمد الكحلاوي أستاذ الآثار الإسلامية وهو يمارس أنبل أنواع الغضب لأن الثورة تحققت ولكن نتائجها لاتزال شاحبة عبر د. الكحلاوي عن حبه بشكل غيور وغاضب من بقاء نفس الأساليب البائدة في كثير من السياسات الحالية، حيث يتم اختيار القيادات بشكل استفزازي مضاد لما ثارت من أجله مصر. الأهم حديث د. الكحلاوي عما تلقاه الآثار المصرية من انعدام الحماية الأمنية بشكل ربما أسوأ عما كان قبل ثورة 25يناير. بعد أن نجحت حملة سابقة ضد بناء استثمارات ضارة للبيئة في منطقة القلعة إذ بالمنطقة تتعرض لنفس الغزو في غفلة من القانون بما يهدد منطقة القلعة الأثرية بالخطر.