رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كارت أحمر لبقاء النظام السابق


حصل د. عبدالحليم قنديل الكاتب الكبير ورئيس تحرير »صوت الأمة« علي جائزة عالمية في الصحافة، من الرائع أن يواكب التفوق المهني المشهود تفوق وطني يضع »قنديل« في أول صفوف الأحرار المدافعين عن حقوق الشعب.

يعد د. قنديل رمزاً لشجاعة بلا حد ومعبراً عن غيرة نبيلة علي قدر مصر والمصريين مما جعل في أدائه ومواقفه خير تمثيل لكاتب اخترق الخطوط الحمراء التي وضعها نظام مبارك. لكم أشبعهم الأستاذ قنديل احتقاراً مستحقاً لقاء ما أقدموا عليه من تقزيم مصر والقضاء علي إمكانياتها الإنسانية والحضارية طوال ذلك الحكم الطاغي الذي امتد طويلاً. كان كاتبنا ممن راهنوا علي عظمة الشعب المصري ولم يكن مستعداً أن يقبل بمشاعر اليأس والقنوط التي راجت عن أننا شعب لا يثور أبداً.

الأستاذ عبدالحليم قنديل فارس يضرب في العمق ولا يكتفي بالإشارة إلي الحقائق بل يظهرها بكل كيانه واضعاً نفسه في قلب الأخطار.. بدا للناظرين كرجل من الموقنين أن قضية مصر ضد مجرميها الحاكمين يجب أن تكون دوماً في الصدارة دون خوف من زبانية أمن الدولة ومن يديرونهم ليسوموا الناس العذاب.

الكاتب الكبير كان في مقدمة من أطلقوا إلي عنان الحرية »حركة كفاية وشعارها »لا للتمديد ولا للتوريث«.. ارتفع بسبب كفاية سقف المعارضة المصرية فوجئنا في النقابات والميادين من يهتف بصوت عال بسقوط حسني مبارك لأنه الفاعل الأساسي والمسئول الأول عما حاق بمصر من أكبر عملية تجريف لثروات مصر الحقيقية مقابل تضخم مخز لثروات الأسرة الحاكمة وحلقاتها التي زرعها مبارك أشواكاً مسمومة لاتزال تنخر في جسد مصر الطاهر الثائر تريد لثورته أن تتبدد أو تضيع.

نال د. قنديل من العنت الخسيس ما ناله بأكثر من وسيلة عدوان تجسدت في جريمة الاعتداء عليه في صحراء مدينة نصر علي يد بلطجية من الرؤوس المعروفة التي كشفها الأستاذ بضربات من قلمه المسنون حين أوضح أن قاماتهم قد صنعتها الأموال المسروقة والأراضي المنهوبة والتحالفات الخائنة.. إحساس بالضبابية والقلق والغضب عم الشارع المصري.. قد تختلف الأسباب والدوافع لكن النتائج تشير إلي أن جدول الأولويات لثورة شعبية عظيمة يبدو مهزوزاً أو مختلاً أو متباطئاً في يد السلطات المعول عليها تنفيذ المطالب المشروعة للشعب المصري.

وقع نظري علي كتاب الأستاذ »عبدالحليم قنديل« بعنوان كارت أحمر للرئيس صدر قبل تخليه أو تنحيه أو إقامته في شرم الشيخ المفضلة.. صورة الغلاف لحسني مبارك وبيده ميزان العدالة المختل واليد الأخري بها هراوة التنكيل والإرهاب شعرت أنني في حاجة لقراءة هذا الرجل وكتابه ربما بمزيد من الأسي والقلق.. فالثورة الشعبية نجحت ولكونها لاتزال في حاجة إلي مزيد من البذل وربما الدماء.. الرئيس خلع ولكن نظامه لم يخلع إنما يسير في الأرض مرحاً يخطط ويدبر ويتبختر ويحرق كما اعتاد النظام أن يفعل كل الاتهامات الضارية الملتهبة تشير بالاتهام والمتهم الرئيسي وأهم أعوانه طلقاء وبعضهم يتجول في الأندية كأنهم يرمون القفاز في وجه شعب عظيم ابتلي بأحط

حكم أراد أن يبني حصونه علي قواعد فساد مترابط لا ينفك إلا ليعود الارتباط وسط غابة من خلط الأوراق والعجز عن فك الألغاز وحرق وفرم دوار لأهم المستندات نعلم أن بعد كل ثورة شعبية مرحلة تشبه توابع الزلزال تهتز فيها الأرض بما حملت وقد تخرج بعض الحمم إلي أن تتوازن الحياة وتستقر.. هذه الفكرة صحيحة وعلمية تصدق علي الثورات لكنها ليست مبرراً لاستبقاء أوضاع خاطئة تجذر في الأرض إمكانية لزلازل جديدة نخشي أن تكون هذه المرة غوغائية ودموية لن تفيد إلا إسرائيل.

لم يكن ميدان التحرير وثورته السلمية مجرد حلم يراد لنا أن نستيقظ منه علي وحشية أذناب النظام وعصاباته الممولة يستمرون في حرق مصر.. ولم يكن ميدان التحرير مجرد مدينة فاضلة منفصلة بل كان الميدان هو مصر الحقيقية وقد نجحت في استرداد روحها وجمع كل الأبناء تحت مظلتها فبدا الرصاص والنار الموجه إلي الصدور العارية برداً وسلاماً.. حتي أمهات الشهداء كن يكتمن الدموع خوفاً من تشويه النصر الذي قدم في سبيله الأبناء أرواحهم.

عندما امتلك الشعب مصيره في ميدان التحرير كان الكل في واحد.. لم يستثن قطاعاً أو رأياً أو طبقة أو حزباً تدثر الجميع بدفء الثورة بعد أن ذابوا في حق مصر في الحياة الكريمة وعشق يوم جديد آت.

إبطاء في موضع السرعة.. وتسرع وقت أن تلزم الحكمة وقوات أمن تفرض شروطاً غير مفهومة ولا نراها تعود ولا نراها تعاقب إذا ما ثبت تقصيرها أو امتناعها عن العمل!

تعديلات دستورية كان هناك لهفة غير مبررة علي إعلانها مع وجود إعلان دستوري.. ثم تؤدي الموافقة عليها إلي انتظارنا لإعلان دستوري آخر.. ثم رغم أن المنطق البسيط يقول إن الإسراع في الانتخابات البرلمانية ربما أدي إلي بقاء ونجاح نفس الشخصيات القديمة أو أشباهها فلا نري إلا إصراراً علي استعجالها هل هي عودة سياسة التجربة والخطأ التي علينا أن نقبلها بعد كل هذا العناء وتلك الدماء؟!