رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة "25 يناير" علي المحك

مع احترامنا لحق تيار الإخوان المسلمين في الحرية والتعبير عن الرأي لكن الأزمة أن بقية الأحزاب المعارضة العلنية وكذلك حزب الثورة لم تنل حتي الآن فرصتها في التعبير والمشاركة .. القلق مبرر والشكوك واجبة ودم الشهداء أولي بالرعاية والإجلال.

الفقرة السابقة سقطت بسبب خطأ مطبعي من خاتمة مقالي الخميس الماضي لذا أجد من الضروري إعادتها خاصة أن عنوان المقال كان "الاستفتاء ضربة للمعارضة الديمقراطية".

النقد هنا كان ولايزال موجهاً أساساً للسلطة الحاكمة التي أغفلت رأي أهم أحزاب المعارضة برموزها المهمة وفي مقدمتها حزب الوفد فضلاً عن الجبهة الوطنية للتغيير. أيضاً أدي الإسراع بالاستفتاء إلي إغفال آراء كثيرة مهمة لشخصيات وطنية مثل د. محمد البرادعي وعمرو موسي والمستشار هشام البسطويسي وأيمن نور وحمدين صباحي وهم من أهم المرشحين لرئاسة الجمهورية في مصر.

هذا الإغفال لعناصر القوة الديمقراطية للنخبة الفاعلة في مصر يعد مؤشراً سلبياً إزاء الأسلوب الذي تسير به البلاد في هذه المرحلة والذي يخشي أن تنعكس علي كل أطراف المعادلة بالنسبة للمشاركة السياسية في حكم مصر بعد ثورة شعبية كانت تجسيداً لتلاحم الأمة واجتماعها حول أهداف وطنية موضع اتفاق عام.

اليوم وقبل تسليمي هذا المقال للجريدة ظهرت نتيجة الاستفتاء تؤكد أن الأغلبية قالت نعم لا يسعنا إلا أن نحترم اختيار الشعب متمنين أن عجلة المشاركة الإيجابية التي رأيناها يوم الاستفتاء ستعمل دوماً علي أن تكون مصر صاحبة الحق الأول في الرأي والمشورة والقرار.

بدا يوم الاستفتاء كعيد من أعياد الديمقراطية بذلك الاندفاع إلي المشاركة بشكل حضاري ومحترم بشكل ذكرنا بميدان التحرير وثورته التاريخية وما أسسه فى علم الثورات من ملامح مصرية فريدة تسجل انتصار الثورة السلمية علي الطغاة. هذا لا يمنع تسجيلاً لبعض ما شاب عملية الاستفتاء من رفع شعارات دينية محضة قد تؤدي إلي استقطاب غير واع لما يجب أن تكون عليه عملية الاستفتاء وما يليها من انتخابات من انضباط سياسي ووطني لما فيه من حفاظ علي مقدرات هذا الشعب وحقه في الحرية الحقيقية المسئولة.

كذلك أوضح الاعتداء علي الدكتور »محمد البرادعي« أن الغوغائية التي قابل بها البعض هذا الوطني الكبير لم تكن تلقائية خاصة أن الأمر كاد يتكرر معه في نقابة الصحفيين هذا يدل علي أن بلطجية الحزب الوطني مازال لهم أدوارهم المعبرة عن أهدافهم في إعادة التسيد علي مصر بأشكال وأساليب تمثلهم.. وبئس التمثيل.

أتيح لي أن أعرف نتيجة الاستفتاء من خلال برنامج "الطبعة الأولي" للأستاذ محمد المسلماني، شعرت أن النتيجة قد تركت أثرها علي مقدم البرنامج الذي بدا متحفظاً بشكل مفاجئ إلي درجة انتقاده نزع صور الرئىس مبارك من بعض الأماكن حتي لا يبدو شكلنا سيئاً أمام العالم!! وغيرها من الملاحظات التي أشعرتني - ولعلي أكون علي خطأ - أن رياح الحرية تنحسر ولو إلي حين.

في الصباح مع (دينا عبدالرحمن) وصباح دريم الذي أتيح لي رؤيته وجدت أغنية »الست دي أمي« قد تم إخراجها بشكل جديد بأسلوب يربط بين عيد الأم وضباط القوات المسلحة تحديداً.. بدا الفنان خالد عجاج وهو يرتدي الزي العسكري! لعله خير.

أعطي رأي الباحث الأستاذ ضياء رشوان - وهو متخصص في الجماعات الإسلامية

- بعداً جديداً لنتيجة الاستفتاء بنعم.. أوضح رأياً جديداً جديراً بالاعتبار وهو أن عامل الرغبة في الاستقرار التي تم الترويج لها هي التي أثرت علي جموع المصريين أكثر من قراءة عامة متمحصة لبنود الاستفتاء، بل أكثر من استماعهم إلي أي دعاية دينية إسلامية كانت أو مسيحية وفي هذا المعرض ومن خلال الإجلال للأديان نرجو أن تبتعد الشخصيات الدينية عن الإدلاء بآراء تؤثر بنعم أو لا علي العمليات السياسية وقد تحولها إلي عراك طائفي لن يفيد منه أحد.. نريد أن نعظم شعار ثورة 1919 وثورة 25 يناير 2011 "الدين لله والوطن للجميع".

أما عن ثورة يوليو 1952 وثورة الشعب في يناير الماضي، فالفارق بينهما كبير جداً.. ثورة 1952 كانت بمثابة انقلاب عسكري حوله القائمون به إلي عملية اجتثاث سريع وإن كان باسلاً للنظام الملكي..

كان لمصر وقتها دستورها العظيم 1923 وكانت لها أحزابها بزعامة الوفد قائد الكفاح المسلح في القناة حتي وإن شاب الحياة السياسية بعض الفساد. أزمة مارس 1954 أدارها جمال عبدالناصر باقتدار ودهاء ضد محمد نجيب الذي بدا منحازاً للديمقراطية وعودة الجيش إلي ثكناته. كان ثوار يوليو قد حلوا الأحزاب وعطلوا الدستور ولم يعدموا بعض المنافقين من أعداء الوفد الذين ساعدوهم علي هذا.

النخبة السياسية والثقافية كانت وقتها مع الديمقراطية التي مارسها المصريون قبل الثورة باستثناء تلك المظاهرات العمالية التي خرجت بإيعاز من عبدالناصر تهتف »يسقط الدستور.. تسقط الديمقراطية.. يسقط المتعلمون« كانت مظاهرات مأجورة ومدفوعة تزعمها »الصاوي« وهو نقابي عمالي كان محط سخرية الشعب المصري طويلاً وأسموه »صوصو«.. كانت البيانات تزور علناً مع بدء تقليم أظافر أساتذة الجامعة وأساطين القضاء.. يعرف أن زعيم الوفد مصطفي النحاس علق مبكراً: أن الجيش مثل البولدوزر إذا خرج فسيكتسح كل شيء أمامه. أما ثورة 25 يناير 2011 فهي ثورة شعبية من الألف إلي الياء بدأها شباب متعلم خرج بمطالب وطنية محل إجماع.. لم يرفع الشباب الذين أشعلوا الثورة لافتات أيديولوجية ولم يعلنوا عن هويات سياسية أدي هذا إلي تحلق الجماهير والتيارات الوطنية حولهم في إيثار لمصالح الوطن العليا.