رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خريطة طريق (3)

نستكمل تحليل تقرير التنمية البشرية فى مصر عام 2010 علنا نضع أيدينا على كيفية الاستفادة بلتقدم العلمي والتقني  في العصر الحاضر فى تغيير الواقع المصرى المظلم و الذى لا يتفق بالقرن الواحد و العشرين ،

و يشير التقرير إلى أن عدد الشباب في مصر الآن حوالي 20 مليون شاب وشابة - في الفئة العمرية (18-29 سنة) – وهو ما يشكل حوالي ربع سكان مصر. وتمثل هذه الفئة تحدياً وفرصة في آن واحد، فهذا هو الوقت الذي ينتقلون فيه من مرحلة التعليم إلى مرحلة العمل، والمواطنة، والزواج، وتكوين أسرة مستقلة. وهذه الفترات الانتقالية الخمس، إذا أُحسن توجيهها، سوف تجعل من رأس المال البشري الشاب عاملاً حاسمًا يقود إلى النمو والتنمية في الدولة كلها ، و لكن للأسف ، كما يبين التقرير ، إلى أن الدولة كانت فى غفلة تامة عن وضع رؤية  لمجتمع منتج يمكنه احتواء كافة الفئات ، و هذا ما أدى إلى تفشى اليأس الكامل بين الشباب ، و ويرى التقرير أن هناك العديد من القيود التى تمكنه من أن يكون عنصرا فاعلا فى المجتمع ، و يرى التقرير أن هذه القيود غالباً ما تكون متشابكة وتندرج تحت الموضوعات التالية، وإن كانت لا تقتصر عليها:
أولا : يرى هؤلاء الشباب أن هناك فترة طويلة يظلون  فيها منتظرين توفر الظروف التي تمكنهم من بدء حياة مستقلة، يقضونها في طوابير البطالة، ويعيشون خلالها مع آبائهم، ويكونون عاجزين ماليا عن الزواج أو امتلاك مسكن مستقل أو ممارسة أى حياة طبيعية ، فينصرف الكثير منهم فى إهدار شبابه فى وظائف يائسة لا تتماشى مع قدراتهم.
ثانيا : لم يستكمل 27% من الشباب في الفئة العمرية (18-29 سنة) تعليمهم الأساسي  ، حيث أن  17% تسربوا من المدرسة قبل أن ينهوا التعليم الأساسي، 10% لم يلتحقوا قط بالتعليم ، و هناك خلل كبير فى جودة التعليم فى كافة مراحل التعليم حيث أن أكثر من 62% من خريجى المدارس الفنية لم يكتسبوا أى مهارات  تذكر من هذا التعليم ، بل أن أكثر من 42% من خريجى هذه المدارس لا يجيدون القراءة و الكتابة ، و معنى هذا أن نظامن التعليم فى مصر يؤدى إلى زيادة انتشار الأمية بشكل فاضح لا إلى نقصها.
ثالثا : حوالي 20% من السكان ضمن الفئات تحت خط الفقر ، ذلك لو أخذنا في الاعتبار بعض المتغيرات مثل الكثافة و التزاحم في المسكن والوظيفة الملائمة ،

ويعانى الفقراء دائما من أوضاع أكثر صعوبة من حيث الالتحاق بالمدارس بالقياس إلى الأغنياء، لاسيما الإناث في الأسر الفقيرة اللائي يرتفع نسبة عدم التحاقهن بالتعليم على نحو كبير، و يوجد في المناطق الريفية نسبة صادمة تبلغ 80% ممن لم يسبق لهم الالتحاق بالتعليم.
رابعا : لا تتفق مخرجات التعليم إن وجد مع متطلبات سوق العمل ، بالإضافة إلى تكدس الطلاب فى فصول بعيدة كل البعد عن الآدمية، والعجز في المعلمين المؤهلين، والمناهج التقليدية، والاعتماد على الحفظ والاستذكار بدلا من الاعتماد على منهج مبتكر ينمي القدرة على حل المشكلات ويفي بمتطلبات عالم يسيطر عليه العلم و التقنيات الحديثة و تسوده المنافسة ، كما يشكل العجز فى توافر أبنية تعليمية تستوعب الأعداد المتقدمة للتعليم فى معظم القرى المصرية عائقا عن التحاق الأطفال و الشباب ، و خاصة البنات ، بجميع مراحل التعليم.
خامسا:  تعتبر بطالة الشباب هي السمة الغالبة على شكل البطالة في مصر، وأكثر أنواع إقصاء الشباب خطورة هم الشباب ، و حوالي 90% من المتعطلين يقل عمرهم عن 30 عامًا، كما يتأثر عدد أكبر بالبطالة الجزئية و المقنعة حيث يعمل الشاب يوما و يظل شهورا بلا عمل فعلى ، مما يؤدى إلى تفشى البلطجة .
سادسا: وجد أن هناك ارتباط قوي بين عدم وجود وظائف دائمة والفقر، فالشباب الفقير لا يستطيع أن يتحمل البقاء طويلاً بدون عمل ويلتحق بأي وظيفة يمكن أن يجدها، سواء كانت وظيفة مؤقتة أو موسمية،  ولهذا لا يعتبر مجرد الحصول على وظيفة هو المخرج من الفقر، ولكن اليأس من الحصول على وظيفة مجزية والحفاظ عليها يزيد الشباب يأس و إحباطا.
[email protected]