رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خاريطة طريق (2)

و حتى نبدأ بالبحث عن خريطة طريق باستخدام رافدى المعرفة ، أى العلم و التكنولوجيا ، علينا أن نحدد موقعنا أولا ، أى نحدد أين نحن ، و نبحث عما لدينا من معلومات موثقة عن هذا الموقع ، و نبدأ بالبشر و هم العنصر الأساسي فى إحداث أى تنمية مطلوبة

، و على هذا نبدأ بالتحليل العلمى لتقرير التنمية  البشرية فى مصر لعام 2010 ، و  تشير نتائج هذا التقرير أن انتقال الفقر بين الأجيال هو العامل الرئيسي في وجود دائرة الفقر فى مصر ، ويشير التقرير أيضا إلى أن الشباب الفقير ينشأ ويستمر فقيرا، خاصة في المناطق الريفية، ويظل غير مؤهل لاقتناص الفرص أو الحصول على عمل دائم حيث أن التعليم فى تلك المناطق قاصر بالفعل عن أن يؤدى أى دور ملموس فى فتح مدارك الشباب إلى هذه الفرص أو أن يدعمهم بالمهارات و التقنيات المطلوبة لاقتناص هذه الفرص، و على هذا فإن هناك حاجة واضحة، خاصة في ريف مصر، لكسر الحلقة المفرغة للحرمان من خلال تطوير التعليم ثم تيسير الخدمات المطلوبة لتوليد الدخل، وتطوير الخدمات التي ترتقي بالظروف المعيشية و التعليمية والصحية بحيث يكون لدينا شباب قادر نفسيا و صحيا على كسر هذه الحلقات ،  و على هذا فإنه يجب أن توجه جهود الحكومة إلى استخدام أدوات العلم فى البحث  عن التقنيات الحديثة التي تمكنها من كسر خلقات الفكر القاتمة ، وبتحسين الخدمات و إتاحة فرص الوصول إلى الإرتقاء بالبشر و توفير فرص العمل بالتمويل و بالتقنيات المناسبة لهم
كما وجد التقرير إن أكثر النتائج الصادمة وغير العادية هي تلك التي تتعلق باستبعاد الشباب من المشاركة السياسية والمشاركة في العمل العام، خاصة وأن التقرير يعَّرف الشباب بأنهم الفئة التي يتراوح عمرها بين 18-29 سنة، وهى بداية السن التي عندها يحق للشباب قانونا التصويت في الانتخابات، واتخاذ القرارات الاجتماعية الهامة. ويرى الشباب أنفسهم أن جانبًا من اللوم يقع على البيئة الثقافية والسياسية في مصر لتواضع المشاركة وضآلة الانخراط في العمل العام ، و لا شك أن خوف الحكومات السابقة من خلط الدين بالسياسة قد حفز هذه الحكومات إلى غلق كل ما هو دينى و سياسى أمام الشباب ، فكانت النتيجة هى الجهل التام بكل معرفة سياسية أو دينية لدى الشباب ، فلا

ترى فى شبابنا رغبة فى الارتباط بأى حزب أو أيديولوجيات سياسية ، كما ترى ارتباطهم بالدين يتم من خلال أفكار متوارثة بعيدة كل البعد عن العلم الدينى الحقيقي الذى يدعو إليه الدين ،  حيث تخلت جميع مراحل التعليم عن التعليم الدينى إلا بعض المدارس التى يطلق علها دينية ، و هى قاصرة عن فرض الدين على التعليم ، فالشهادات العامة لا تنظر إلى الدين ، و هكذا بات لدي شبابنا الاعتقاد أن الدين بعيد كل البعد عن العلم و عن السياسة ، غير متيقنين أن خشية لله لا تتم إلا بالعلم بقدرة الله فى هذا الكون الفسيح
على أنه مما يثير الدهشة أن هذا التقرير عرض أن  82% من الشباب في عينة المسح العالمي قد أكدوا على أهمية الحفاظ على العادات والتقاليد الراسخة في الدين والأسرة كخصائص يطبقونها تمامًا على أنفسهم ، بالرغم من إهدار كل القيم الإنسانية على يد النظام السابق ، و هذا ما يتعارض أيضا  مع ما يراه المحللين السياسيين أن شبابنا قد تشأوا فى ظل سلطة مستبدة و أحزاب و قوى سياسية مغرضة و مناخ فنى و ثقافى و إعلامى شديد الانحطاط ، و جهل مدقع فى التعليم دون قدوة يسيرون ورائها ، أو مثل عليا يتمسكون بأصحابها ، مما أصابهم الآن بتخلف فى لغة الحوار و بعد عن القيم و عدم القدرة على الممارسات الديمقراطية ، و عدم الإيمان بالأجيال التى تحاول أن تتولى السلطة الآن أو ضمان مستقبل أو حياة كريمة داخل أوطانهم

[email protected]