عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القميص الواقي لسيادة الرئيس

لم يكن يعلم المصريين سوى أن رئيس الدولة له حماية وحرس قوى لا يمكن اختراقه، وكان معلوما عن مبارك أن يحظى بحماية تعتبر من اقوى الحراسات لرؤساء الدول، وكان لدية من الأجهزة ما يحقق ذلك، لدرجة أن زيارة الرئيس السابق لاحدي المحافظات أو المدن كانت بمثابة إعلان طوارئ في تلك المحافظة أو المدينة،

وبالتالي لم يتاح للمواطنين أن يستقبلوا أو يفرحوا بزيارة رئيسهم، بل كانت نقمة وتنغيصاً على حياتهم العادية حتى تنتهى الزيارة، وكانت لا توجد حرمة، وكل شيء يمكن استخدامه أو مراقبته أو التحفظ عليه، حت ممتلكات الأشخاص الخاصة، من اجل تأمين سيادة الرئيس، وليس غير معلوماً انه كانت تتم اعتقالات وتمشيط امنى كثيف للسياسيين والمعارضين، خاصة من الإخوان المسلمين والمعارضين السياسيين قبيل الزيارة، وكان الرئيس السابق يمتلك نحو الف من الأفراد لتحقيق امنه كما قيل من بعض الجهات، وكانت هناك نفقات باهظة من اجل ذلك، وكان دائما يقال أن الرئيس لا يمكن اغتياله أو التعرض له لأنه محصن بأمن شديد وحراسة قوية، ولعل حادثة أديس أبابا في أثيوبيا تبرهن على ذلك، فذكرت تقارير انه كان يجهز لزيارة الرئيس للخارج قبلها بشهر امنياً، وترسل حراسات لتعيين الأماكن في الخارج وتنقلاته وفحص كل شيئاً سيتعلق بزيارته، حتى انه في بعض الصحف الغربية ذكرت أن حراسة الرئيس المصري السابق تكاد تماثل حراسة اكبر دولة في العالم وهى الولايات المتحدة، كل ذلك كان يتم من اجل الحفاظ على حياة الرئيس وحمايته من أي اعتداء، خاصة بعد اغتيال الرئيس الراحل السادات وسط قياداته الأمنية وقيادات الجيش، وهذا لان الرئيس يعتبر رمز الدولة ويعبر عنها، فأي اعتداء عليه، يعتبر اعتداء مباشر على الدولة، وعلى هيبتها وعلى كل مواطن بها، وكان المواطنين لديهم قبولاً في توفير اكبر قدر للرئيس مهما اختلف معه الكثيرين في إدارته للدولة، إلا انه لم يذكر عن الرئيس السابق أو من قبله انه تحدث عن حراسته أو تأمينه أو عن قميصه الواقي .
وتختلف درجات التأمين والحراسة لرئيس الوزراء ووزرائه في السابق عن الرئيس في الكثير، إلا أنها كانت ايضاً محكمة وعلى درجة عالية من تحقيق درجات الحفاظ على اعتباريتهم، إلا أن كل ذلك كان يكلف الدولة الكثير من الأموال، ويزيد من حالة فصل الرئيس ووزرائه عن الشعب، مما جعلهم في مكان عال لا يمكن التصور الوصول اليه، مما سبب حقداً وكراهية ومعارضة للرئيس السابق ووزرائه، كل ذلك كان يتم في حالة أمنية مكثفة ولا يمكن لأى إعلامي أو صحفي أو وسيلة إعلامية التعرض لذلك ف أي تفاصيل.
وللمقارنة نذكر على سبيل المثال رئيس فنزويلا " شافيز " هذا الرجل يعتبر من اكثر رؤساء الدول تلاحماً مع الشعب لدرجة انه لا يوجد له إلا حراسة ضيقة للغاية ويجلس في حوارات واحاديث طويلة مع الشعب ليتحدث عن سياساته تصل إلى اربع ساعات متواصلة ، بل انه معروف انه عن يغنى ويرقص ويشارك المواطنين في المناسبات والاحتفالات، وأيضا رؤساء أمريكا اللاتينية خاصة أورجواي فلا يملك هذا الرئيس دخلاً يكفى لشراء سيارة خاصة، وهناك نماذج كثيرة، وما أريد الوصول له إلى انه كلما قل وتضائل الحواجز بين المسؤولين والشعب كلما زادت درجة التفاهم والتقارب وتقدمت الدولة، كما انه لا يمكن أن ننسى أن رؤساء معظم الدول معروف دخلهم الشهري ومعلن بشفافية لكل مواطن، كذلك بقية المسؤولين.
تغيرت الصورة، واصبح المشهد الرئاسي اكثر وضوحاً بعد الثورة، وأصبحت المعلومات متاحة بدرجة اكبر، إلا أن الرئيس

الحالي ذكر اكثر من مرة، انه لا يرتدى قميصاً واقياً، وغير غير معتاد عليه من رؤساء الدول أن يتحدثوا في مسألة أمنية ، لعلها سرية للغاية وبالدرجة الأولى، ولا يجوز التصريح بها، والا فقدت هدفها، ويمكن القول أن الكثيرين من مؤيديه لا يفضلون تلك الاحاديث، وان يكون حديثه في المسائل السياسية التي يرغب المواطن معرفتها، أو التي يريد الرئيس أن يصلها إلى المواطنين، فلا اعتقد أن المواطن العادي يهتم بان الرئيس يرتدى قميصاً واقياً أم لا ؟ ولا يستحق وقت رئيس الدولة أن يضيع في ذكر ذلك، فكل ثانية في حديثه، أو حركة إرادية أو لا ارداية، أو كلمة مسؤولة ومراقبة من المواطنين و المحللين، خاصة اذا كان رئيس بحجم دولة كبرى بالمنطقة كمصر، وكان الأفضل للرئيس أن يتحدث من ورق مكتوب ومصاغاً بطريقة تلقى القبول والدقة، لكنه على الرغم من ذلك يغفر له انه يحاول أن يلقى باحاديث تشعر المواطن بانه رئيس بدرجة مواطن عادى، وانه من قلب الشعب، ويشعر بأحاسيسه وقضاياه، وانه يسعى لتوصيل رسالة انه لا يحب أن يعزله منصبه عن التفاعل والتواصل مع شعبه، علاوة على أننا في مرحلة جديدة، لم يكن الرئيس قبل ذلك مسؤولا في أي منصب سابق، إننا كشعب بسيط لقى مرارة رؤسائه على عدة عقود نريد أن نرى رئيساً بالفعل يشعر بقضاياه، ويعلم ما يرد، ولكنى لابد ان اذكر شيئا مهما لم يكن موجودا سابقا، عندما قام التليفزيون المصري بعمل لقاء مع الرئيس لم يحدد لمعديه أو من قاموا بالمقابلة نوعية أو ما هية الأسئلة، وتركوا لهم كافة الحرية في أي سؤال ، وكان الرئيس يتحدث بطبيعية الرجل البسيط، وشعرت بذلك عندما اخرج فجاءة ورقة صغيرة من جيبة ليقرأ احد الأرقام الخاصة بموضوع معين.
اعتقد أن الرئيس الحالي يمتلك قميصاً واقياً جديد في نوعيته وهو الشعب، وعليه أن يتحدث عن هذا القميص الواقي، واليه، وان الرئيس لا يزال كما تعودانه في بساطته، وبنفس طريقته، ولم يغير المنصب منه في شيء، وانه قادراً على تحقيق تواصلاً وبناءً مع شعبه، وان مصر تتحرك في الطريق السليم والصحيح، وان الثورة تحقق أهدافها، وان الشعب عليه أن يفرح بثورته ورئيسه.، وفى النهاية سيدى الرئيس، الشعب هو القميص الواقى لأى رئيس.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي والاقتصادي
[email protected]