عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نخانيخ النظام والإعلام الفاسد

الإعلام في أوروبا وأمريكا، سواء المقروء أو المرئي، يمتع بكل الحرية، ويصل إلى أي معلومة يريد نشرها، لأن الدولة توفر له كل المعلومات، لإيمانها بأن المعلومات حق لكل مواطن، لكن إذا أخطأ الإعلام في معلومة أو بعض منها يعاقب، فإذا قامت قناة تليفزيونية، أو جريدة، بنشر خبر كله أو بعض منه كذبا، فيتم تطبيق القانون عليه، والمعاقبة، علاوة على معاقبة المواطنين، بمقاطعة الوسيلة الإعلامية، وما أريد الوصول إليه أن حرية الإعلام في الغرب، مقرونة بالمصداقية, والعقاب أيضا.

إننا إذا كنا بصدد حرية الرأي والنشر، سواء إعلاما صحفياً أو مرئيا، فإن هذا لابد أن يكون مقروناً بالأمانة والنزاهة والشفافية، والمصداقية، أما إذا تدخلت الأهواء، فتنشر تلك الوسائل أخبارا كاذبة، أو كما يريدها ناشروها، فإنه لابد أن تكون هناك ضوابط، وأننا أمام اختيارين: إما إتاحة حرية الرأي والنشر فى وجود النزاهة والمصداقية، وإما أن تكون هناك ضوابط عقابية مشددة لأى أخبار أو معلومات كاذبة لأن الأمر يهم المجتمع والمواطن البسيط .
وتعريجًا على ذلك فإنني وبكل أمانة، لا أجد إعلامًا مرئيًا مهنيًا، يتصف ببعض ما يتصف به الإعلام الغربي (على فرضية أنه الأكفأ )، إلا قناة 25 يناير، فأجدها تتجه نحو الإعلام الهادف والنظيف، والصادق، والذى يتبنى رسالة، لأنه لابد من أن يكون للوسيلة الإعلامية هدف ورسالة، أو أنه يكون عارضاً للأخبار بصدقيتها، وهنا لو اتبعنا نفس أسلوب المواطن الغربي فى كيفية معاقبة الوسيلة الإعلامية الكاذبة بمقاطعتها، لتحرر إعلامنا بدرجة كبيرة من التقيد بأفكار ومنهج أصحاب وكتاب ذى رؤية معينة.
ومن ضمن المعلومات حتى يكتمل حديثي أن هناك قنوات مصرية تعانى بشدة من الحصول على الإعلانات بسبب مقاطعة المشاهدين، نتيجة لكذبها فى الأخبار، واتجاهها الظاهر فى تناول المواضيع، وببعض تلك القنوات تعتمد على الإنفاق المباشر من أصحابها, ولا تغطى إعلاناتها تكاليف بثها، كذلك معظم الجرائد المصرية تعانى من نفس المشكلة، وما أريد أن أقوله إن الإعلام الآن يتجه للتطهير،

او بمعنى أدق (للمهنية)، تلقائياً ولن يتبقى على الخريطة المصرية بعد سنوات إلا القنوات والجرائد التى تتمتع بمصداقية لدى القارئ والمشاهد.
فإذا كان نخنوخ، يمتع بأهمية كبرى لدى وسائل الإعلام المصرية، في استضافته من قبل القنوات، وأحاديث الجرائد، بل سعى بعض القنوات لجعل منه المظلوم، وأنه كان بطلا في مساعدة الآخرين، قبل معرفة الحقيقة، وإن كان بعضها قد ظهر، بإحالته للنيابة، واتهامه بحيازة أسلحة، ومخدرات، وجرائم إرهاب للآخرين، وترويع المواطنين، والاشتراك في قضايا فساد ورشوة وبلطجة، وهى جرائم تكفى لنبذه، وأن يتعامل معه الإعلام، على انه مجرم، فإن ذلك يدل على أن الإعلام المصري الخاص، يحتاج لتغيير طريقته في تناول الموضوعات والأحداث، بل إن نخنوخ قد سحب البساط الإعلامي من الرئيس في زيارته للصين، ومن متابعة المسئولين في زياراتهم للمحافظات، وهذا يدل على نفس النهج السابق للإعلام المصري، الذى كان كل اهتمامه بالفن والكرة، ولا يحاول ان يكون فاعلا، باستضافته العلماء وما يفيد المجتمع.
إن نخنوخ صورة مصغرة توضح كيف كان النظام السابق يدير الدولة فى تسخير كل إمكاناتها، حتى البلطجية فى خدمة النظام، واتباعه، فلا أستغراب من المدافعين عنه، فهؤلاء نخانيخ أيضا اشتركوا فى الفساد واستفادوا منه, فإذا كان النظام نفسه يمارس البلطجة, فماذا كان يمارس البلطجية؟!.
----
الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى
[email protected]