عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا ريس "اعتبرنى ميت"

من لا يرى أن الفقر هو أكبر مشاكل مصر،فهو لا يرى،ومن لا يرى أن الثورة كان وقودها الرئيسى انتشار الفساد بكل أنواعه - فساد السلطة والمال- فهو لا يرى،ومن لا يدرك أن غالبية الشعب المصرى يعانى وبشدة الفقر وضيق العيش فهو غير مدرك،ومن لا يسعى من المسئولين الى حل مشاكل الفقر فهو لا يستحق التواجد كمسئول،عانى الشعب (معظمه)الفقر والمرض طويلاً وللأسف لايزال يعانى،

فلم يصل إليه بعد تأثير الثورة ووعود من كانوا يستخدمون شعارات الثورة ومناصرة الفقراء للوصول الى المناصب،وصل منهم من وصل،والبقية تسعى بكل ما تملك قبل أن تنتهى ملحمة الثورة،فالثورة أصبحت الطريق للسلطة وهى فرصة نادرا ما تتكرر،وربما لن تحدث فى المنظور القريب،لا يزال العاطلون ينتظرون الوعود بإيجاد وسيلة للحياة- عمل أو إعانة-،لا يزال الموظفون يعانون من ارتفاع المصاريف وعدم قدرتهم على توفير أعباء الحياة لأسرهم،لا يزال المؤقتون الذين صدرت قرارات بتثبيتهم ينتظرون،ويسألون،أين تلك القرارات وأين الوعود،..،إنها وعود،فالرئيس د.مرسى الذى وصل الى السلطة كان قد وعد بتثبيت كافة المؤقتين ورفع الأجر للموظفين وتطبيق الحدين الأدنى والأقصى للأجور،إنه قد وعد !! لكنه نظر بعيداً فاتجه نحو السعودية مرة ،وعيناه تتجهان نحو الصين،ومتابع للأحداث فى سيناء!! فلم يجد من مستشاريه أن يذكروه،فإن الذكرى تنفع المؤمنين،إن لك وعوداً قطعتها على نفسك،ولا مفر من تنفيذها،لانك أمل الثورة،وأمل هؤلاء الفقراء فى مناصرتهم،ورفع المعاناة عنهم وأسرهم..أقلت المشير وعنان،وغيرت الجنزورى وألغيت الإعلان الدستورى،ولا يزال الفقراء ينتظرون القرار بأن تنظر إليهم،إن المصرى الفقير لا يهمه كثيراً،إذا كان المشير تمت إقالته،أو تم تكريمه،ولا يهمه إذا كان رئيس الوزراء هو الجنزورى،أو قنديل،ولكن يهمه أن يجد قوت يومه،يهمه أن يجد مسكناً،يهمه أن لا يتسول حتى يستطيع تجهيز ابنته المقبلة على الزواج،يهمه أن لا يشعر بالحزن والاسى كل يوم وهو يرى ابنه عاطلاً،ان مقولة "الرئيس لن يفعل كل شىء" غير صحيحة،فلا يزال هناك من يتقاضى أجراً بالملايين،ولا يزال الفساد والرشوة مسيطرين،ولا يزال المحسوبية فى التعيينات،ولا يزال كل شىء على ما هو عليه،فما تبقى لهؤلاء؟
ذهب أبو أسامة الرجل البسيط الحال الى مدير إدارة بلطيم التعليمية،ليقول له إن له ثلاثة أولاد بالمدرسة،وأنه لم يقدر على دفع المصاريف المدرسية،وانه سمع،اذا كان لأحد،ثلاثة أولاد،يجوز دفع مصاريف لإثنين وإعفاء الثالث،فرد عليه مدير المدرسة( يا راجل،الكلام دا لو ابوهم ميت )،فرد عليه (أبو أسامة)،دون تفكير ولو للحظة واحدة بقوله( اعتبرنى ميت )،المهم أن ترفعوا عنى بعض المصاريف لأننى لا أستطيع،والمدرسة مصرة على إما دفع المصاريف او طرد الاولاد،...،قد تبدو للبعض القصة بسيطة،لكنها فى وجهة نظرى مؤثرة،وأن أصحابها

كثر،فقد تجرأ الرجل واعتبر نفسه ميتا من أجل تعليم أولاده،فهى رسالة لرئيس الدولة،هناك من يرغب فى بيع كليته،وهناك من يرغب فى التبرع بجزء من جسمه،لإيجاد وسيلة للعيش،بل هناك شباب يرغبون فى الانتحار،من اليأس والإحباط،فماذا سيفعلون بعد قيام ثورة وعزل الرئيس،وانتخاب رئيس جديد ؟ ولا يزالوا ينتظرون ؟ إنه ناقوس خطر،بسبب البطء الشديد فى القرارات،فالقرارات لا تصدر إلا بعد موت الناس،لماذا؟ لأن التغيير لا يزال فى الشعارات ولم يصل الى التحقيق .
إن هؤلاء الفقراء والعاطلين هم أساس الثورة،وهم من دافعوا عنها،وهم من ينتظرون الكثير من الرئيس لرفع معاناتهم،فلم نسمع فى حديث الرئيس عما سيفعله لهؤلاء،لأن الوقت عامل مهم ولا يقدرون على الانتظار أكثر من ذلك،لقد انتظروا كثيراً ويحتاجون اليوم الى سماع أى قرارات مبشرة لهم أو ترسم الابتسامة على وجوههم،ففى مصر نحو 12 مليون عاطل عن العمل،ونحن 50% من الشعب فقراء،علاوة على المرضى،مرضى الكبد والقلب الذين لا يستطيعون العلاج،فهل بالفعل نسى الرئيس الفقراء والعاطلين ؟
سيادة الرئيس لقد عانى الشعب الكثير،وكل أمله فى الله ثم سيادتكم،والأمر يحتاج لقرارات جريئة،إننا نود قرارين فقط الآن تسعد بهما الملايين ":1- مصر خالية من العمالة المؤقتة- قرار رئاسى بجعل مصر خالية من العمالة المؤقتة،والقرار الآخر " 2- بدل إعانة لكل عاطل أو فقير تحت خط الفقر - لا يجد ما يوفر له قوت يومه،-قراران فى منتهى الأهمية والضرورة،ولا يمكن تأجيلهما يوماً واحداً .
ان ( ابو اسامة )،ينتظر ماذا سيفعل رئيس الجمهورية له،وإن العاطلين والمؤقتين ينتظرون ماذا سيفعل رئيس الجمهورية لهم ؟ والموظفون ينتظرون متى سيطبق الحدين الاقصى والأدنى للأجور ؟،وأن الشعب ينتظر قرارات حاسمة تصل إليهم ؟ فمتى ؟
----------
الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى
[email protected]