رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قنديل..اختيار مفاجأة .فهل يكون المفاجأة؟

لا شك ان امريكا والغرب بلاد العلم الحديث، فالفارق العلمى بيننا وبين تلك الدول فى التعليم والبحث العلمى كمن يركب قطارا يسير بسرعة الطلقة ومن يركب التوك توك،الا ان اهم علوم تدرس فى الخارج هو علم الادارة-كيفية ادارة الموارد-،ويعتبر الاقتصاد رأس تلك العلوم، واذا ذهبنا الى السياسة فنجدها قائمة على اعمدة التخطيط والاستراتيجيات والتنفيذ الدقيق،

والمعروف ان اى دولة تضع لنفسها خططاً قصيرة الاجل لا تتجاوز سنة، وخططاً طويلة -خمسية واخرى قد تصل الى التخطيط للاجيال القادمة-، فى منظومة الامكانات والاحتياجات، فالتخطيط الجيد المؤدى الى التقدم من يقدر على التوازن بين الاحتياجات المتعددة والمتجددة والمستمرة وبين الامكانات المتاحة، فكيفية ادارة الموارد هو السبيل الى احداث حركة النمو وتقدم المجتمعات وتحقيق رفاهية للشعوب، ولذلك الدول المتقدمة تنفق بشكل كبير على البحث العلمى لإيمانها ان كل دولار يتم صرفه حالياً سوف يكون له قيمة مضافة للاقتصاد وسوف يعود على افراد المجتمع بالنفع،وهناك دول تفتقر للامكانات لكنها تمتاز بكيفية الادارة الاستراتيجية مثل اسرائيل والصين والهند وغيرها، بل ان دولة صغيرة للغاية قد لا تتجاوز مساحة شبرا  تقوم بتصدير منتجات اكثر من الدول العربية مجتمعة، وان ما تحتاجه مصر الآن هو التخطيط السليم وفقاً لامكاناتها وقدراتها المتاحة والمتطلبات الملحة، وان ذلك يحتاج لادوات اهمها العقل الذى يدير تلك الاستراتيجة وهذا التخطيط، فمصر دولة كبيرة فى تعداد سكانها، وتمتاز بتنوع مواردها،الا ان النظام السابق افسد كل القطاعات فى الدولة واضاع معالمها الاقتصادية، فلا يمكن وصف اقتصادها بالاقتصاد الحر لتحكم رجال النظام السابق فى مفاصل الاقتصاد واستخدام الاحتكار وانتشار الفساد على نطاق واسع، فقد صنفت منظمة الشفافية العالمية مصر فى مركز متأخر للغاية بعد دول نامية كثيرة لانتشار الفساد فى مصر.
ان اختيار رئيس الوزراء الجديد الذى تعلم فى امريكا عليه مسؤلية كبيرة فى اعادة منظومة ادارة الاقتصاد وموارد الدولة ومحاربة الفساد، وأولى مهامه تغيير القيادات الاقل فى الدرجات، والاستعانة بوجوه جديدة تؤمن بالعمل الجماعى وحب الوطن والعمل من اجله، لكننى سوف اركز على امر هام وهو لماذا العامل المصرى لا يتمتع بصفات انتاجية عالية؟ اعتقد لانه يشعر بالظلم وعدم العدالة، فاذا شعر المواطن بان هناك عدالة وانه سوف يستفيد من زيادة انتاجه، وانه لا يوجد من يسرق نتيجة عمله، فانه سوف ينتج وبقوة، لذلك نحتاج لفلسفة جديدة وهى العمل من اجل انفسنا، وهى سوف تأتى بثمارها على الوطن، انشاء قواعد جديدة من النظم الادارية للحوافز والكفاءات ترتبط بالانتاج فى وجود حد ادنى من الرواتب سوف يحقق طفرة فى الانتاج، وايجاد بدائل اخرى غير سياسة الكوبونات والاعانات لانها لن تقضى على الفقر وتزيد من الفساد،علينا ان نرى تجارب العالم المتقدم فى كيفية ادارة مواردها وكيف تم احداث توازن فى المجتمع بين الطبقات،واننى ارى انشاء جهاز لمكافحة الفساد يراقب الاداء الحكومى ويتمتع بصلاحيات كبيرة سوف يكون

مؤثراً ايضا فى القضاء على سرطان الفساد.
اختيار رئيس وزراء جديد هو نهاية فترة انتقالية صعبة منذ قيام الثورة وحتى الآن، وعليه ان يرى جيداً مشاكل مصر،وان يقوم بمعالجتها بطرق غير تقليدية،ويلزم ذلك تغيير المحافظين ومديرى القطاعات ووكلاء الوزارات الى اشخاص جدد يتمتعون بعقلية ادارية وبنزاهة،ليكونوا الساعد فى تحقيق خطط الرئيس ورئيس الوزراء،ولا يمكن ان ينسى رئيس الوزراء اهم مشاكل مصر وهى البطالة والفقر والعمالة المؤقتة والمطالب الفئوية،فلكى يحدث استقرار وتدور عجلة التنمية لابد من القضاء على تلك المشكلات اولاً بخلق دولة خالية من العمالة المؤقتة والمطالب الفئوية،وتحقيق عدالة فى الاجور، فنحن لا نزال امام مفارقة بعد الثورة ان هناك اشخاصا يحصلون على راتب شهرى اكثر من مليون وآخر لا يزيد دخله على سبعين جنيها،بالاضافة الى العاطلين،وانا اقترح ان يتم تقديم اعانة فورية لكل رقم قومى يعانى البطالة او الفقر بنحو 400 جنيه فى الشهر بدل فقر او بطالة لحين ايجاد فرصة عمل له، وفى حينها يتم منع الاعانة عنه،وهى بداية لمنع المطالب الفئوية ورفع المعاناة عن الشعب،ومصادر تلك المبالغ تأتى من تخفيض اجور الذين يحصلون على مبالغ غير معقولة فى الجهاز الحكومى،وهنا لابد لنا من اتباع سبل جديدة فى البيانات والمعلومات، فلا يمكن تصور ان يكون المواطنون او التنظيم والادارة ليس على درجة كفء بحيث يكون لديه معلومات او بيانات للعاطلين والفقراء ورواتب الموظفين فى قطاعات الدولية، فنحتاج لحصر شامل لجميع المواطنين وممتلكاتهم وعملهم ثم تقييم ذلك فى خطة واسعة وسريعة لاحداث تغييرات جذرية يشعر المواطن بآثارها، نحتاج لسرعة فى اتخاز القرارات والتنفيذ ليدرك ويعلم المواطن البسيط ان الثورة قد نجحت وان ثمارها قد بدأت، وهذا هو مسؤولية رئيس الدولة ورئيس الوزراء
سيدى الرئيس على بركة الله فى اختياركم لرئيس الوزراء الجديد ،ونحن كشعب املنا كبير فى اختياركم فى تحقيق امالنا وبدرجة ترضى الجميع ..وفقكم الله.
---
الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى
[email protected]