عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خماسين الثورة المصرية

لم يتخيل مصرى انه بعد قيام الثورة فى يناير منذو اكثر من عام،ان تتعرض لكل تلك المشاكل والعقبات،فكان الظن ان تنحى الرئيس سوف يوفر المناخ المستقر المعتدل وسوف تسير الثورة فى طريقها للامام،الا ان الثورة تعرضت لموجات من عدم الاستقرار نتيجة اخطاء كثيرة للمجلس العسكرى والتيارات السياسية المتنافسة

والتى لم تتفق حتى الان على الاسس المشتركة وترك المسائل الخلافية،وعندما اقتربت الخطوة الهامة التى ينتظرها المجتمع المصرى فى انتخاب رئيس بطريقة ديمقراطية مباشرة نابعة من الشعب،وبارادته،فكانت قرارات اللجنة المسؤلة عن انتخابات الرئاسة غير راض عنها من قبل بعض التيارات لاستبعاد بعض الرموز الهامة المعبرة عن احزاب او كتل سياسية موجود لها ثقلها على ارض الواقع،مما احدث شق كبير فى الثقة والنزاهة لما يمكن ان ينجم عليه نتائج تلك الانتخابات،وكانت المادة 28 من الاعلان الدستورى هى سبب تلك المشكلة،وتلك المادة المعصومة والتى لا يمكن الطعن بسببها على قرارات اللجنة،اعطى مبررا لزيادة الشعور لدى مؤيدى بعض المرشحين بالظلم وان قرار الاستبعاد مقرر وسياسى ولا يستند على اساس قانونى،ولو كانت تلك المادة غير موجودة او يجوز الطعن فى قرارات اللجنة كان افضل،ويتيح للمستبعدين ان يمارسوا حقوقهم وباسانيديهم المتوفرة لديهم بالطعن،ويصبح وقتها القانون والقضاء هو الحكم بين اللجنة والمرشحين،كل ذلك العبث السياسى،يضاف الى الحكم القضائى بوقف لجنة تأسيس الدستور،مما فرغ الثورة من اى تحقيق لاى مطلب او تحقيق نتائج،فنصبح امام نظام تم تنحى رئيسه وبقاء كل الحال على ما هو كما كان قبل الثورة،ولم يزيد على احوال المصريين سوى المشاكل ونقص الامن ومعاناة يومية وانتشار البلطجة وارتفاع للاسعار وانتشار الجرائم ،وعدم معرفة الجناة فى كثير من الاحداث والتى قتل فيها العديد من المصريين ،وانهيار فى الاقتصاد المصرى ،وانخفاض فى الاحتاطى النقدى للدولة ،وعدم القدرة على التحكم فى ادارة الدولة وانهيار البنية التحتية،وزيادة البطالة،ووقف كثير من المصانع عن العمل،واستمرار الاحتكار وسيطرة بعض رجال ورموز النظام الوطنى السابق على مفاصل الاقتصاد القومى،وعدم تغيير القيادات المسؤلة عن الفساد والتى كانت موجودة ضمن منظومة الفساد الذى كان يحكم مصر،والكثير ..بالاضافة الى الشعور بالاحباط واليأس من الشعب بسبب مرور الوقت وعدم وجود نتائج ملموسة للثورة،كل ذلك كان سبباً فى هبوب رياح عاتية جديدة على الثورة،تبدأ من جديد بتنظيم المليونيات والتظاهرات والاعتصامات فى التحرير وفى جميع الميادين،اعتراضاً على تلك النتائج السبية السابقة،الا ان تلك الاجواء الجديدة تختلف عن سابقتها لانضمام كافة التيارات السياسية والحركات والائتلافات الثورية والنقابات،فى صورة تختلف تماما فى حشد غير مسبوق،ومن جميع المحافظات،لاظهار ان الشعب مازال بقوته الثورية منذو اول ايام الثورة،ولم تفتر عزيمته بمرور الوقت الذى عول عليه الكثير من المناهضين للثورة واعدائها ،انها خماسين الثورة المصرية .

وعلى المجلس العسكرى ان يدرك دون تعال او عدم قراءة للواقع الجديد،ان المشهد مختلف تماما،ولن تفيد التصريحات والشعارات التى

كانت تصدر دوريا منذو الثورة لتهدئة الرأى العام دون تحقيق نتائج،وان اى تصريحات سلبية او لا تتوافق مع حالة الغضب الشديدة سوف يكون لها انعكاس خطير على استقرار مصر،ولا يستبعد مطلقاً التصادم العنيف من قبل الشباب الثائر،وان طريقة ادارته لمصر يجب ان تتغير حتى لا يفقد شرعيته التى اكتسبها ذاتياً دون استفتاء من الشعب رغبة من الشعب فى الاستقرار وثقته ان الجيش لا يمكن ان يكون مانعا ضد التغيير ومحاربة الفساد والعدالة الاجتماعية والحريات الاجتماعية والسياسية والديمقراطية،فقد جرب المجلس العسكرى تهيئة الاجواء وعدم التصادم مع اى تيار سياسى واعطاء الفرصة للجميع ان يعبر عن رائيه،الا ان هذا لا يتوافق مع الرغبة الشعبية التى تتطلب ان يقف صراحة مع الشعب ضد رموز النظام السابق ومنع منهاضة الثورة ومحاولة الانقلاب عليها واعادة النظام السابق فى شكل جديد،ولعل عدم موافقة المجلس العسكرى على اتاحة الفرصة للاغلبية فى مجلس الشعب لتشكيل حكومة جديدة والتلويح باقالة المجلس فى حالة سحب الثقة من الحكومة،ثم قراره بعدم موافقته على قانون العزل السياسى وتحويلة الى الدستورية،قرران شكلا خطأ واظهر تباطؤ او تواطؤ مع الثورة والاسراع فى نقل السلطة،لكننا الان فى نقطة فارقة فى الثورة المصرية واستقرار مصر فهما متلازمان معا،تحقيق مطالب الثورة واستقرار مصر،ولا يمكن تحقيق الاستقرار الا بتحقيق كل مطالب الثورة،والا سوف تتعرض مصر لموجه جديدة من الثورة فى وجه المجلس العسكرى وما تبقى من رموز النظام السابق،ولا يستطيع احداً ان يتنبأ بنتائج تلك الموجه،فهى اشبه برياح الخماسين القوية التى ربما لا يستطيع التصدى لها،الا الانتظار حتى تهدأ،واعتقد انها لن تهدأ حتى تنهى موجتها .

مصر بالفعل تتعرض لموجه من الثورة الجديدة،تباعا للثورة الاولى،لكن تلك الموجه شديدة وتعبر عن غضب الشعب وانفعاله ونفاذ صبره،وعدم قدرته على التحمل والانتظار اكثر من ذلك،مصر تشهد خماسين الثورة المصرين .
----------
الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى
[email protected]