رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رئيس واحد وليس ائتلافاً رئاسياً

اصعب انواع التفكير فى وقت الازمات والشدائد،فيصعب اتخاذ القرار وطريقة تنفيذه،واهم ما فى القرار هو توقيته وسرعة اجراءه،ومعرفة انعكاسه والتنبؤ بنتائجه،ومعرفة حالة الرضا العام بقدر الامكان من متلقى الحدث،فالقرار فى حد ذاته ليس مخرجاً من ازمة بقدر ما هو حل دائم يتوافق مع حجم المشكلة

وتعقيداتها،وخاصة اذا كانت العوامل والمحددات المرتبطة بها كثيرة ومتنوعة ولها تأثير على النتائج،وللتبسيط،فى خضم مشكلة الترشيحات للرئاسة وخروج بعض الاسماء الهامة والتى كانت ستصبح اساسية فى الانتخابات،مثل حازم ابو اسماعيل،وخيرت الشاطر،وعمر سليمان،بدأ الحديث عن حل توافقى بين كافة المرشحين الباقيين للاتفاق حول مرشح للرئاسة واخرين نواب او مساعدين،وهذا الاقتراح يفرغ عملية الانتخابات من مضمونها،فالانتخابات هدفها ان يتقدم اكثر من فرد للترشيح سواء فردى او نيابة عن حزب،ويتم الاختيار وفقاً لاختيارات مباشرة من الشعب،وليس ان يتم ائتلافاً بين كافة الاسماء كأننا نكون ائتلافاً من المرشحين،وبذلك كأنما افترضنا ان كل مرشح له الحق فى منصب،لو كانت الانتخابات هكذا لسعى كل شخص للحصول على مقعد فى هذا الائتلاف واصبح الامر عبثاً،فكيف لاشخاص تدعى انها رؤي مختلفة وتمثل اتجاهات سياسية متنوعة،ان تتوافق الى الحد الذى يصبح معه اننا امام مجلس رئاسى،وليس شخص رئيس لدولة .

ان هذا التفكير سوف يخلق الاختلاف اكثر فيما بعد لو قرر هذا المقترح،واعتبر اى مرشح من  الذكاء ان يخوض الانتخابات منفردا،او اتحاداً مع شخص اخر فقط يتوافق مع رؤيته السياسية وبرنامجه السياسى،هذا الاقتراح دل على اننا بالفعل لا نختار بين برامج لمرشحين،وانما اشخاص يسعون فقط للوصول الى منصب الرئاسة،فكيف تتوافق البرامج السياسية الى الحد الذى يكون فيه كل البرامج لعدة مرشحين منهج واحد سياسى او اقتصادى،انه انكشاف لطبيعية الانتخابات المصرية وانها مازالت فقيرة للغاية ولا ترقى الى التجارب العالمية فى الدول المتقدمة،التى ربما يختلف اثنين فى مجرد الاختلاف فى سطر فى برنامج احدهما عن الاخر،وتقوم المنافسة الانتخابية على فكرة صغيرة،وقد يبدو للبعض اننى ضد الاتحاد او الوقوف فى صفاً واحدا،امام ما يسمى الفلول او رموز النظام السابق،وهذا بالطبع انكره،لكن يمكن لاى شخص ان يساهم فى المجتمع دون ان يكون رئيساً،أما اننا نكافىء كافة المرشحين باختيارهم معا،سواء مجموعة ضد اخرين،فهذا مرفوض ولا يمثل ديمقراطية او نزاهة،وكأننا نعيد تجربة القائمة النسبية لانتخابات مجلس الشعب التى افرزت اشخاص لا يمكن ان يتواجدوا فى هذا المجلس العريق الا بهذا النظام،والجميع شاهد واقر بذلك ،فهل هى انتخابات القائمة النسبية للرئاسة ؟

ثم اننى عندما اختار فى انتخابات الرئاسة ما يجبرنى على اختيار

شخص لا يتوافق مع رغبتى الشخصية،فهى تلك الحالة سوف اتحول الى مرشح اخر فردى يتنافس مع هولاء،واعتبر ان هذا التوافق او فكرة مجلس رئاسى سوف تضر كثيرا بالنتائج وسوف تنعكس رغبات المصريين الى اشخاص اخرين لا ينتمون الى تلك القائمة،حتى لو اضطر الى اختيار رئيس غير متوقع ،كان لابد من التفكير جيدا فى تلك الفكرة وتباعيتها،قبل ان يوافق عليها معظم المرشحين،ولعلنا نتذكر عندما طرح المرشح التوافقى من المجلس العسكرى وبدعم من بعض الاحزاب لقى معارضاً شديدة من الكثيرين بحجة انه جبر على اراء الشعب،ولا تختلف تلك الفكرة الحالية عن سابيقتها،الا فى من يطرح الرؤية والفكرة،لكن المعنى والمضمون واحد .

انها انتخابات رئيس مصر،وليس سعياً للحصول على منصب،ونرجو ان يعلو هولاء المرشحين عن محاولة التغرير بالمصريين تحت اى مسمى،وان سوف يتحول المصريين من مرشحين يرى فيهم الكثيرين انهم افضل الشخصيات لمصر بعد الثورة،الى مرشحين محسوبين على النظام السابق او رموز فى الحزب الوطنى،وانا شخصيا سوف ارفض الفكرة واتحول عنها الى مرشح اخر،لانه من حقى كمصرى ان اختار شخص ولا يفرض على اشخاص لكى اختار شخص ضمنهم،كما فى محلات البيع ان تشترى سلعة وتحصل على الاخرى هدية معها،فى اسلوب للبيع الماهر ،فانا لست فى حاجة للسلعة الاخرى،واذا اجبرنى البائع على تلك الطريقة فى البيع،فسوف ابحث عن غيره،بصرف النظر عن الاسعار،هكذا هى الديمقراطية والحرية،ديمقراطية فى الاختيار دون ان يكون هناك تأثرا على رغبات المصوتين او اجبارهم على الاختيار ،فكرة مجلس رئاسى فكرة خاطئة تماماً ولا ترتبط بالديمقراطية ولا بالمنافسة الشريفة،فنتمنى ان يبتعدوا عنها،قبل ان يبتعد المصريين عن تلك القائمة .
--------------
الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى
[email protected]