رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حرب الأنتخابات

مصر تعيش حالة حرب من نوع خاص،انها حرب الانتخابات،فالكل يتسارع فى احدث مكاسب سياسية واستقطاب للاصوات،ونعيش فى حالة ضبابية من الاخبار وعدم معرفة الحقيقة،فما حدث فى الايام الاخيرة يحتاج لتفسيرات وتوضيح حول بعض المواضيع الهامة والتى مازالت لم تنتهى،فمازلنا لا نعرف جنسية والدة الشيخ ابو اسماعيل؟،ولا حقيقة جنسية الدكتور العوا ؟،وما موقف عمرو موسى من التجنيد ؟

،ومرض الشاطر ؟، وتأئييد شفيق لمبارك ؟وترشيح سليمان ؟ .... وغيرها من الاخبار التى تنتشر،ولا يوجد لها نهاية او تأكيدات،فانتشار مثل تلك الاخبار يحدث حالة قلق وخوف فى الشارع المصرى ويزيد من حدة الصراع السياسى،فلابد من ايجاد طريقة ما للوصول الى نهاية ما ينشر وذلك بمعرفة الحقيقة،وهذه مسؤلية الدولة والمسؤلين عن الانتخابات الرئاسية وعدم ترك المواطنيين ضحية للشائعات وكل من يتحدث ،اننا نعيش بالفعل فى حالة حرب انتخابية .

مصر دولة محورية فى منطقة الشرق الاوسط ولها ثقها فى العالم كله،واستقرار مصر مهم لكافة الدول،ولجميع دول العالم مصالح مشتركة مع مصر،وهناك صراع تاريخى على مكانة مصر المركزية والمؤثرة ،وكثيرا حاولت دول ان نتتزع مكانتها،فلم تستطيع وحتى فى اصعب الظروف التى تمر بها مصر،لان ثقلها تاريخى بحضارتها العريقة وموقعها الجغراقى وخصوصية تنوع شعبها ومناخها الفريد،فلديها ميزات لم تتوفر بعد فى اى دولة،بل ان مصر كان المفترض لها ان تكون فى مصاف الدول العظمى لولا ما حاك بها من فساد من انظمة مستبدة حاكمة طوال عدة عقود،لذلك تحاول كل دولة ان ترعى مصالحها فى تلك الدولة العريقة،وهذا سر اهتمام دول العالم بمن سيكون رئيس مصر القادم .

ومازال تداعيات ترشيح الشاطر فى انتخابات رئاسة الجمهورية مستمرة،سواء داخلياً،اوخارجيا،لكن الامر الهام بالنسبة لمصر هو تأثير هذا الترشيح على العلاقات الدولية الخارجية،وخاصة مع امريكا،وقد تبين من ردود الافعال فى امريكا وفى الصحف الامريكية وبعد زيارة وفد لاخوان لامريكا،ان هناك حالة من الرضا على ترشيح الشاطر،بل انها تفضل فوزه فى الانتخابات،فلماذا ترى امريكا ان مصالحها باتت مؤكدة مع الاخوان المسلمين فى مصر ؟ ابدت امريكا استعدادها التام فى علاقة قوية مع الاخوان فى حالة تسلمها السلطة،وجاء ذلك بعد تأكيد الاخوان على احترام تلك العلاقة المتبادلة،والتزام الجماعة بمعاهدة السلام مع اسرائيل وكافة المعاهدات الدولية السابقة التى وقعتها مصر مع دول العالم،فبعد الثورة فى عدة دول عربية وفى مصر بدأ الامريكان ينظرون للاخوان على انه تيار اسلامى وسطى ومتزن،ويتصرف بعقلانية وحكمة ودراسة للمسائل السياسية بعناية فائقة،وان الاخوان حريصون على استقرار مصر ووضعها الدولى والاقليمى،وانهم الاقدر سياسيا على ادارة مصر فى المرحلة القادمة لخبرتهم السياسية الطويلة،حيث انهم جماعة منظمة تعلى الشورى والانتخابات مكانة مميزة وتحترم كل الاراء،وتحافظ على حرية المراة والاقليات ولم يسبق للجماعة اى تاريخ سىء فى هذا الصدد . وسوف يكون لفوز الشاطر ايجابيات كثيرة على العلاقات الاقتصادية الامريكية ومفاوضات صندوق النقد الاجنبى،لان امريكا والصندوق يريدان التعامل مع الحزب صاحب الشعبية او الاغلبية على الارض،وبالتالى سوف يكون مسؤلا عن طريقة ادارة القرض وتسديده،بل ان صندوق النقد الدولى ابدى استعداده الكامل فى حالة موافقة الاخوان على القرض ان يقدم لمصر قروض ميسرة وبفائدة منخفضة وتسيهلات فى السداد،الا ان الاخوان رفضوا الموافقة على القرض فى حين وافقت الحكومة المصرية برئاسة الجنزورى عليه،ومع ذلك اصر الصندوق على موافقة الحزب صاحب الاغلبية فى مجلس الشعب،لذلك تم تأجيل قرار منح القرض لحين موافقة الاخوان،ومن حق الاخوان الاعتراض على القرض،بالمنطق كيف يوافق حزب غير موجود فى السلطة سوف يشكل الحكومة القادمة على قرض سوف تقوم بصرفه حكومة اخرى لا يعرف اوجه تصريف القرض او تكشف

عنها،لذلك ارى انه لا يمكن للتقدم خطوة الى الامام الا اذا استقالة الحكومة الحالية،وقام حزب الحرية والعدالة بتشيكل حكومة ائتلافية،.فوز الشاطر سوف يؤث ايجابيا على العلاقات الخارجية المصرية مع امريكا وكل الدول،وسوف تحافظ مصر على مكانتها،بل وتعود قوتها الاقليمية والدولية التى فقدتها طيلة عقود،لان الادارة السياسية القوية تخلق كرامة الدولة،وتحقق كرامة المواطنيين ،ولا يجب ان ننسى ان الاخوان بدوا فى الظهور فى السلطة فى عدة دول عربية ،مما يدفع بالقول ان الانظمة ذات الرؤية المشتركة تتعامل افضل مع بعضها وتتبنى رؤيا مشتركة وتعاون افضل .

من ناحية اخرى نجد ان معظم الدول العربية خاصة الخليج ترى فى الشيخ حازم ابو اسماعيل رئيسا مناسبا لمصر وتتمنى فوزه وتبدى استعدادها لمساعدة مصر اقتصاديا فى حالة فوزه،واكثر تلك الدول تائييدا لابو اسماعيل هى السعودية يليها الامارات والكويت،الا ان قطر تميل الى الاخوان المسلمون،وربما ذلك لتقارب الافكار الدينية المذهبية بين ما يتبناه الاتجاه السلفى فى مصر ودول الخليج . فى حين ترى اسرائيل ان عمر سليمان الانسب والذى يمكنه المحافظة على استقرار المنطقة ورعاية معاهدة السلام،ولانه عقليه مخابراتية ظلت فى هذا المنصب طويلا ويعلم الكثير من الملفات وكيف كانت تدار وتدرك انه اذا تولى الحكم،لن تتغير سياسة مصر الخارجية تجاه اسرائيل وامريكا بل يمكنه الحفاظ على امن اسرائيل،وتعتبره اسرائيل حليف تقليدى وسوف ينتهج نفس الرؤية السابقة للنظام السابق مع بعض التغييرات الداخلية فى الدولة دون تأثير على مصالح اسرائيل وامريكا . اما معظم المغتربين من المصريين فى الخارج فيؤيدون عمرو موسى لاحساسهم بان موسى لدية الخبرة السياسية والقدرة على التعامل مع معظم الدول وبناء علاقات خارجية قوية،وربما زاد من تلك الرؤية قوة ،انه عمل امين عام لجامعة الدول العربية،وللمغتربين اتصال به،ويتمنون فوزه،اما انصار جمال عبد الناصر واصحاب الفكر القومى المتفرقين فى معظم الدول العربية،وفى مصر يؤيدون حمدين صباحى،لما للرجل من تاريخ ذو فكر ناصرى قومى اشتراكى،وربما تفكك نظام القذافى وصدام وصالح اثر بقوة على الفكر القومى والناصرى،وقلل من مؤيديه،الا انه مازال موجودا،وان كان على استحياء ، اما ابو الفتوح فظهر كمرشح للثوار وانضم له كارهى الاخوان والسلفيين .
كل دولة او منطقة ابدت رغبتها فى تمنيها بفوز شخص معين فى رئاسة مصر ،امريكا تريد الشاطر ،والخليج يريد ابو اسماعيل ،واسرائيل تريد سليمان ،فماذا يريد المصريين ؟ 
------------
الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى
[email protected]