رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجريمة ندوة سياسية بدون ترخيص

ماذا يحدث فى مصر؟ هذا هو السؤال الذى يحتاج لاجابة،هل نحن بالفعل فى مرحلة الثورة ام نحن لم نصل بعد الى تلك الصورة الى تخيلناها بعد احداث ثورة يناير؟وعلى ما يبدو اننا نحلم او لا ندرك حقيقة الواقع عندما نشاهد حقائق يومية لا تدل ولا تشير الى اننا فى فترة تغيير،سواء تغيير فى طريقة ممارسة السياسة او مراقبة السياسيين

او مفهوم مزاولة الحرية السياسية والنشاط الثقافى بوجه عام،وما جعلنى اصل الى تلك النتيجة بعيدا عن ما يجرى من ضغوط فى شكل ومظاهر الحياة اليومية للمواطنيين وان الامر زاد تعقيداً وصعوبة ولم يصل الى المواطنيين مجرد الشعور بالتغيير او تخفيف وطىء المعاناة اليومية فى الحصول على متطلبات المعيشة،لفت انتباهى ان هناك عقوبة تنتظر مجموعة من الشباب والتهمة انعقاد ندوة سياسية بدون ترخيص،وتم اخطارهم بالتهمة،وانهم مطلوبين امام المحكمة،وذلك وفقاً لقانون تنظيم الممارسة السياسية الذى لم يتغير منذو ايام السادات على ما يبدو،وكانت المفاجاءة لهولاء الشباب،والمفاجاءة اكبر بالنسبة لى،ان هولاء مجرد مجموعة شبابية فى قرية صغيرة قاموا بعقد ندوة بسيطة لا يتعدى حاضريها نحو مائة شخص على الاكثر ،وربما اقل،فى دردشة سياسية حول الاوضاع الحالية،اى انها لا تعدو مجرد حديث على قهوة شعبية،فكانت التهمة،انعقاد ندوة سياسية بدون ترخيص،والغريب ان القائمين على تلك الندوة محامين فلم يعلموا ان هذا القانون مازال سارياً،واصبحت التهمة سارية ،وفى انتظار العقوبة .

الواقعة كانت:قدمت النيابة العامة بسنورس محافظة الفيوم كلا من الاستاذ عمر احمد هلال المحام والاستاذ  محمود ابراهيم ابو سعاد المحام ايضا الى المحاكمة بتهمة عقد ندوات سياسية بدون ترخيص وتقرر نظر هذا الاتهام بجلسة 29 / 3 / 2012 بسراى محكمة سنورس بجلسة علنية وشكرا لكم والتهمة موجودة فى التشريعات المصرية الثورية وعقوبتها الحبس لمدة لا تزيد عن ثلاث سنوات ،-الجنحة تحمل رقم 19380 لسنة 2011 جنح سنورس-والحقيقة الامر مزعج ومخيف اذا كنا لا نعرف مجرد كيف نمارس الحقوق السياسية او كيف نقوم بعمل ندوة،وكيفية الحصول على التراخيص،وهل تلك القوانيين حديثة ام انها مازالت تنتظر تعديل الدستور المصرى،فاذا كانت سوف تعدل،فيجب الانتظار دون اتخاذ اجرارات بشأن تلك القضايا،ام اذا كانت ثورية،فلماذا تلك القوانيين بالذات ثورية دون غيرها،ام ان القضية امنية بالدرجة الاولى،واذا كانت كذلك فيمكن القول اننا بالفعل نحلم اننا فى ثورة وانه لم يحدث شيئاً سوى

شعارات ولافتات واحاديث تليفزيونية وصحف،وان الواقع امراً مختلف ،وسوف يندرج هذا الحديث الى سابقيه من احاديث عن الثورة والتغيير وان الحقيقة لن يتأكد منها المصرييين الا بعد فوات الاوان،وان قلة المكاشفة والتصريحات والشفافية تجعلنا كمن يدور فى دائرة لا يمكن الوصول الى نقطة ثبات فيها،هل نحن فى ثورة ام نوعا من التغيير ؟

وعلى الرغم من ذلك فانا لدى قناعة اننا نعيش الان مساحة حرية اكبر،فنستطيع الكتابة والنقد وان كان ذلك متاحاً قبل تغيير النظام -"اسف قبل تغيير رأس النظام"،الا ان الاختلاف فقط هو عدم الملاحقات الامنية،ونحن نحسد على تلك الحرية وهى اصلاً حرية سلبية بمعنى ان الحرية لا تعنى فقط ان اكتب او انتقد،بل ان يكون للكتاب والصحف دوراً فى تغيير المجتمع،لان لهم رؤية ونظرة اوسع للوقائع وهم ينظرون لها من بعيد دون مصلحة شخصية فى الغالب سوى اظهار الحسن من السىء،وان يكون للحرية الصحفية تأثيرا على قرارات المسؤلين،فلو القى المسؤلين باعينهم او بأعين مستشاريهم ورؤساء مكاتبهم يوميا على ما يكتب فى الصحف او على الانترنت لأدركوا ما هى المشاكل الاكثر الحاحاً والتى يريد الشعب توصيلها لهم،بل انهم ايضاً سوف يجدون الحلول والافكار والمقترحات منشورة على تلك الصفحات،وبالتالى لا يكون مجهود هولاء المسؤلين سوى تجهيز تلك المشاكل وحلولها فى شكل تنفيذى،وبرؤية واقعية حسب القدرات والامكانيات،ويصبح بالتالى هناك حلقات تواصل بين حرية الرأى والمسؤلين،لكن هذا يريتبط بعقلية المسؤلين وتفكيرهم ومدى تغيير طريقة الاداء،وهذا ما يحتاج لثورة،فهل قامت الثورة ؟ ام نحن نحلم ؟
الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى
[email protected]