عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحديث عن الثورة اصبح كا لحرث فى الماء

من كثرة الاحاديث عن الثورة وما يجب ان تكون عليه مصر بعد الثورة من تغيير اصبح كالحرث فى الماء!!! فالمسؤلين الحاليين اصبحوا كما كنا قبل الثورة على غير المتوقع،يتركون من يكتب ومن يقول كيفما يشاء،ويفعلون ما يشاءون،فجميع وسائل الاعلام المقرؤه والمرئية

وحتى المسموعه ،حكومية وخاصة تتحدث عن الثورة ،وعن متطلبات التغيير وانه امراً عاجلاً،وان الملفات والقضايا التى تتعلق بالفساد والفاسدين واضحة تماماً والكل يعلمها ،ولكن هناك علامة استفام غريبة،لماذا المسؤلين لا يفعلون شيئاً ولو بمجرد تصريحات ؟ وهذا دلالة قوية على اعتقادهم بان الثورة سلاحها بارد او حدته خفيفة لا يجرح،وان هذا السلاح بدأ يبرد للغاية وقرب على الصدأ والتاكل وسوف يتنتهى قريباً بمرور بعض الوقت!!هذا الاعتقاد كان سائداً فى نظام مبارك وكان الاعتقاد هذا ينظر به المسؤلين لكل مطلب شرعى للشعب،بانه مجرد موجه سوف تهدأ ولا داع للانزعاج وان الموقف تحت السيطرة الامنية تماماً،وقد حدث بالفعل ما يجعل المسؤلين الحاليين اشباه السابقيين فلا محاكمات ولا انعزال لفاسدين،فلماذا يخشون الكلام وغضب الشارع !! لكنى اقول ومتأكد من كلامى ان الرئيس القادم فترة رئاسته سنة فقط وليس سنوات،بعدها اذا لم يتم التغيير المطلوب ومحاسبة كل هولاء،فسوف يكون مع من سبق،لان المسؤلية تقتضى اما ان تكون عادلاً وتقاوم الفساد،واما ان تكون مشتركاً فيه او راضيا عنه،والشعب لن يخاف وان حدة السلاح لم تبرد بل حامية وسوف تقطع كل رقبة فاسدة او خائنةبعون الله اولاً وبالمجاهدين المؤمنيين بالحق والعدل،وسلاح الشعب هو الثورة والغضب الجارف الذى حدث مرة اخرى فلن يكن كسابقه ،فقد جرب وتعلم وعرف اخطاء السابق،وادرك ان هناك فجوات حدثت فى الثورة السابقة وان التنظيم والادارة عامل كان مفقودا فيها،وانا لا اتهم مسؤلاً بعينه،وانما اعتقد ان لديهم قصور فى المعلومات عن حالة الشارع المصرى وغضبه واستيائه ،وان تلك المصيبة هى التى قضت على النظام السابق،لانفصاله عن الشعب وهمومه،فيجب ان يتعلم المسؤلين ايضاً كما تعلم الشعب،كيف لا يتعالى على الفقراء والعاطلين وان لا يعتقد انه محصون او يعيش فى بيوتاً مشيدة.

اننا بالفعل بدأنا نحرث فى الماء،فلا نرى اى تغيير فى الحياة اليومية للمصرى العادى،بل زادت حياته مشقة ومعاناة اكثر من ايام النظام السابق،فقد كان يعيش فى قهر وذل وتكميم للافواة وحبس للانفاس،الا انه كان يجد العيش والبوتاجاز والحاجات

الضرورية الازمة يومياً،علاوة على توفير امنه فى بيته وفى طريقه وفى عمله،ألا يكون هذا ثمناً للثورة ونحن لاندرى؟ربما يكون هذا هو ثمن ان انتفض الشعب على كل الظلم والقهر فكان عقابه اشد ظلما وقهرا وحرماناً،فاذا كان ذلك فتلك مصيبة كبيرة لا حل لها،فكيف لرجل ليس له الا اخ واحداً يخشى عليه ويحميه ولا يحب احداً ان يتعرض له او يشهر به،ولا يستطيع التعدى عليه او مهاجمته،او اتهامه بالفساد،او التعاون مع غيره ضده،الا انه الاخ الوحيد لايريد مساعدته وهو قادر ويمتلك كل اساليب المقدرة،فهذه هى اخلاقيات المصرى وولاءه وقيمه مهما بلغت الالام والمحن والقسوة والظلم والجبروت وعدم العدالة،دائما رجلاً يخشى على بلده وعلى جيشه،فهما جزءاً منه،ولهذا يجب ان يدرك المسؤلين والقائمين على ادراة مصر،ان شعبها طيب مسالم يحب ان يرى قائده قوياً شجاعاً،على العدو وعلى الفساد والظلم وليس عليه هو،لانه لا حول له ولا قوة،فلا يجد ملجاً الا الله يدعو ليلاً نهاراً ان يحمى مصر ويرعاها ويرعى حاكميها ويهديهم،وهم لا يرعونه ويجهلونه بل يحاربونه فى لقمة عيشه وحياته،فانها مفارقة ان نجد شعبا بتلك المواصفات ولا نجد حاكما يقدره ويرعاه ويعمل على توفير حياة كريمة له .

ان ما حدث ثورة بالفعل وسوف نتحدث عنها يومياً وسوف يذكرها التاريخ بالثورة وافضل ثورة مصرية فى تاريخه،وسوف نستمر فى هذا الحرث فى الماء حتى يعلم من يريد ان يغلق اذنه او عينيه حتى لا يسمع او يرى تلك الكلمة ان الثورة حقيقة،ولن تنتهى بل الثورة مستمرة .

-----------
المحلل السياسى والاقتصادى
[email protected]