رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ورطة اختيار رئيس مناسب،انتقالى أم انتقائى ؟

نحن اصبحنا فى ورطة اختيار رئيس مناسب لتلك الفترة،فالشخصيات التى اعلنت عن ترشيحها للرئاسة تنقسم الى ثلاث اصناف،الاول:الذين يعتبرون فى صفوف المعارضين السابقين للنظام السابق ،ويمكن اعتبارهم ثوريون الى حد ما ،او تفاعلوا مع الثورة بدرجة او اخرى،

والثانى:الذين شاركوا فى وقت من الاوقات فى نظام مبارك السابق ولم يتم عزلهم سياسياً وحق لهم الترشيح،والاخير:اشخاص تدخل الانتخابات دون تاريخ سياسى،وفقط لمجرد الظهور وان كان عقيماً وليس له اهمية او تاثيراً،وبالتالى سوف ينحصر الصراع بين صنفين الاول والثانى وداخل الصنف الاول،وربما يستفيد الصنف الثانى من حدة المنافسة والصراع على الاصوات والتأييد فى الصنف الاول، لكن الامر اعقد من ذلك واصعب من هذا التحليل البسيط الظاهرى،فالمتحكم فى صعود شخصية او انخفاض اسهمها اصبح هناك تيارات تتلاعب لتخدم مصالحها واهدافها المستقبلية فى اختيار من يتوافق معها،فالاخوان المسلمين لن يؤدوا شخصاً الا اذا وافق " رضخ "،للاتفاق المسبق معهم على ما سوف يتم مستقبلاً بعد فوزه،لما لحزب الحرية والعدالة من قدرة سياسية ضاغطة فى الشارع المصرى والتنظيم الجيد الذى معه يمكن للمرشح ضمان ملايين الاصوات بمجرد اعلان مجلس شورى الجماعة او المكتب السياسى لحزب الحرية والعدالة تأييده لشخصية ما،وهذا حق الجماعة لما لتاريخها من نضال سياسى جاء وقت حصد نتائجه،ثم يأتى السلفيون تباعا والاحزاب الاصغر والاقل قدرة فى الحشد الجماهيرى،ويغيب عن المشهد الاحزاب التى تشكلت بعد الثورة لذوبانها وضعفها وعدم تحقيق شعبية على الواقع بجوار الجماعات المنظمة مثل الاخوان والسلفيين،ثم يأتى فى اعالى المشهد موقف المجلس العسكرى الذى يملك السلطة الحالية ويمكن تسخير امكانياته فى تلميع او جمهرة اى مرشح ،وان كنت اعتقد ان الاخوان والمجلس والسلفيون يبدو ان المصلحة المشتركة تجعلهم متوافقين الى حد ما فى اختيار شخصية بذاتها والعمل على نجاحها .

تصورى اننا امام اختيار رئيس انتقالى يتفق مع المرحلة الحالية التى سوف تؤسس للمرحلة القادمة،وسوف يكون له صلاحيات معينة منقوصة غير كاملة بضغط من العسكرى وموافقة من الاخوان حتى تنتهى تلك الفترة واحداث التغيير فيما يأتى،وهذا الرئيس الانتقالى ربما لا يصلح له مرشح اسلامى او ثورجى،وانما لابد ان يتصف بالعقلانية والوسطية وعدم التغيير الجزرى ومحاولة الاصلاح التدريجى والتوافق مع جميع الجهات،فامامه عدم التصادم مع المجلس العسكرى او التعرض له بعد الانتخابات او بمعنى اخر لابد ان يعلم ان المجلس العسكرى لن يقبل الا بحصانه له من القضاء او المحاكمات او اى قضايا فساد فى فترة حكمه،ولابد ان يدرك انه امام التغيير الجوهرى فى البرلمان وان الحكومة القادمة اخوانية ائتلافية لا محالة فى ذلك ،وايضا لابد له ان يضع امام عينيه انه رئيس مصر بعد الثورة وبالتالى مطلوب منه تحقيق مطالب الثورة والراغبين فى التغيير وانهم لن يمهلوه وقتاً طويلاً فى تحقيق ذلك،هذه هى الصعوبات التى سوف تكون امام الرئيس القادم ولذلك يجب اختيار رئيس يتوافق معها ولديه مرونة وحنكة سياسية مسبقة وعلم ببواطن الامور وكيفية التصرف واتخاذ قرارات معلوم تاثيرها على المجتمع وعلى وضع مصر اقليمياً وعالمياً ،ولذلك ارى ان المرشح

الاسلامى لا يتناسب مع تلك الفترة بقدر افضلية رئيس انتقالى له تجربة سابقة قوية بالعمل السياسى وخبرة على ادارة الامور العاجلة،وهنا يكون نقطة فى غاية الاهمية ،انه ليس بالضرورة ان كل شخص شارك فى النظام السابق فاسد او لا يصلح للقيادة ،وانما ربما فرضت عليه الظروف والبيئة السياسية التى فرضها نظام مبارك وضعية معينة،واقصد ان اختيار اشخاص لم يثبت عليهم مشاركتهم فى الفساد جائز وليس عيباً وربما الاصلح ،ووجود برلمان قوى وصلاحيات محددة سوف تفصل بين السلطات وصلاحيات وتقلل فرصة الفساد او الانفراد برأى لشخص الرئيس كما سبق،ويصبح الرئيس الانتقالى هنا له الافضلية،ثم يأتى الفترة الرئاسية القادمة ليكون فيها الرئيس الانتقائى الذى يعبر عن مرحلة اخرى واختيار الاصلح والافضل بكامل الصفات والرؤيا التى سوف تكون البيئة السياسية والمجتمعية اصبحت قادرة ومهييئة على قبول رئيس انتقائى .

ومع هذه الرؤية لابد من اعطاء الفرصة لكافة المرشحين عادلة وبنفس القدر دوت تأثير اعلامى او صحفى او من النخبة حقاً وانصافهم لجهودهم الكبيرة وسعيهم للتغيير،فقد تحدث مفاجاءات فى الرأى العام تجاه شخصية معينة تظهر نتائج غير متوقعة،ولابد ان نكون لدينا الاستعداد لقبول اى شخصية سوف تنال بتوافق الشعب،واختلاف الاراء والرؤى حول المرشحين امر صحى وديمقراطى،اذا تم بالاسلوب السليم دون التدخل من اى اطراف سوف يتكون النتيجة رأى الشعب معبرا عن افضل النتائج لانتخابات رئاسية عصرية ،ولعل اكبر المفاجاءت كانت اعلان الصوفيون التوحد وجمع الشمل وراء مرشح يعبر عنهم ويتحدون انهم سوف يفوزون بالرئاسة ويعلنون انهم نحو 15 مليون ،والامر الذى لا يعرفه هولاء حقيقة ان ليست السياسة بالعدد وانما فى طريقة ادارة مسائلها ،وكيفية ادارة الملفات السياسية وخاصة الانتخابات بطريقة معينة لتحقيق مكاسب وليس هناك ما يعرف بالشعارات والقوة فى العدد او المذهب لادارة تلك المواضيع بقدر الخبرة والدراسة والادارة ،وان كان يحق لهم الاعلان بتلك الطريقة الا اننى ارى انها فئوية وتحت مظلة خاصة مما لا يحقق معها مكاسب او قدرة على الفوز بمنصب رئيس مصر .
[email protected]