رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اللوبى الصهيونى وراء تقسيم الدول العربية

اثار خبر إعلان منطقة برقة إقليما فيدرالياً من قبل عدد من الشخصيات ووجهاء بعض القبائل الليبية تساؤلات عديدة حول طبيعية الثورات العربية ومن خطط لها ؟ وهل هى بالفعل نابعة من الشعوب العربية ام نتيجة مخططات خارجية تستهدف تقسيم الدول العربية باحداث الفوضى ونشر الافكار القبلية والنزاعات الطائفية ؟

خاصة ان البيئة فى تلك الدول الثائرة تستجيب لتلك المؤامرات لما حدث من فساد شامل من الانظمة الحاكمة طوال عدة عقود، والظلم وعدم المساواة بين اجزاء ومناطق الدولة الواحدة ،والتفريق بين الشعب الواحد باعطاء امتيازات لمنطقة او فئة معينة على حساب بقية الدولة او الشعب ؟ ،وتلك التساؤلات ظهرت اكثر بعد انتهاء الثورة الليبية رسميا بسقوط نظام القذافى وكان يتخيل الغالبية من الشعب العربى استقرار ليبيا وارساء نظام ديمقراطى عادل لكافة الليبيين،لكن ظهر بوادىء التقسيم ونبرات الانفصال بين مناطق ليبيا مما يسبب خطرا على وحدة ليبيا وخطرا ايضا على بقية الدول العربية لو نجح هذا التقسيم .
والحقيقة ان خطورة تقسيم الدول العربية لم تظهر بداية مع اعلان انفصال برقة بل سبق ان ظهر التقسيم فى العراق ثم اليمن وتبعها الحرب فى سوريا وقبل كل ذلك انفصال جنوب السودان،والمؤكد ان انفصال جنوب السودان كان بدعم امريكى غربى اسرائيلى ،ومساندة بالاموال والسلاح لما لديهم من معلومات عن تواجد حقول النفط فى تلك المنطقة وهو يشبه تماما ما يحدث فى برقة نظرا للاكتشافات النفطية الكبيرة فى تلك المنطقة ،لكننى ايضاً اشير الى الاخبار التى كانت تنشر فى بعض الجرائد الاجنبية بان بعض الطيارين الاسرائيلين شاركوا فى ضرب نظام القذافى،كما انه حدثت لقاءات اسرائيلية مع بعض القادة الليبيين ايام الثورة ولولا اتفاق الطرفين على المصالح المشتركة ما تم النجاح للثورة بمساعدة حلف الناتو فى سقوط القذافى،علاوة على اخر حادثة وهى مقتل القذافى ليس على ايدى الثوار بل على ايدى مخابرات خارجية اثناء القبض عليه بعد ارشاد جهات اجنبية للثوار عن مكانه ، وكلها دلالات واضحة على اختراق اسرائيل للدول العربية اثناء الثورات وانتشار الفوضى وعدم وجود الامن مما اتاح للمخابرات الاسرائيلية ان يقوم بتنفيذ مخططاته على وجه مريح واستخدم بعض العملاء فى تلك الدول فى تنفيذ تلك المخططات بحجة مساعدة الثوار فى ازاحة الانظمة الفاسدة ونشر الحرية .

هناك اختراقات اسرائيلية لعدة مناطق عربية واضحة مثل كردستان العراق،وليبيا وجنوب السودا واليمن والصومال وتمركز الاسرائيلين فى

اثيوبيا وارتيريا وينشط الموساد الاسرائيلى فى تلك المناطق بشكل مكثف ويقوم بفعل ما يريد دون رقابة او حائط سد من تلك الدول ،ويعتبر الهدف الاكبر لاسرائيل هو تضييق الخناق على مصر باحداث تغييرات كبيرة وفوضى وعدم استقرار فى الدول المجاورة لمصر ،وربما داخل مصر ايضاً ،وهذا الامر خطير ويجب ان يتم التوعية من اجل ان يكون لمصر حوائط سد منيعة ضد نشر افكار ربما ظاهرها الحرية ومحاربة الفساد وتلقى قبولا لدى الشارع المصرى دون النظر عن من هم وراءها ! وباطنها الذى قد يحمل الشر والتقسيم ونشر الفوضى والخطر بكيان الدولة وتماسكها .

الثورات العربية لاشك انها نابعة من الشعوب العربية ،نابعة من جوهر الوطنيين ،وسببها الظلم والفساد للانظمة السابقة وعدم العدالة الاجتماعية وتفشى اصحاب رؤوس الاموال ،وانتشار الفقر والقهر ،وعدم حرية الرأى وديكتاتورية القرار ،واهانة الشعب وعدم توفير اى كرامة له فى داخل بلده او خارجه ،لكن هذا لا ينفى ان هناك جهات قد استفادت من تلك الحالة وفقاً لمصالحها واهدافها ،واولى تلك الجهات العدو الاسرائيلى الذى لا يعرف مبادىء ولا اسس ولا قيم انسانية ولا حرمة الدول ولا حقوق الشعوب ،فهو نظام صهيونى عالمى قائم على الكراهية ونشر الحرب والفتن وزعزة استقرار الدول ونشر الفوضى ليتمكن من نشر حالة انشغال الدول العربية بظروفها الداخلية ويصرف الانظار عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف ، الا اننا نؤمن بان فى الدول العربية عقلاء ومفكرين وسياسيين واجهزة مخابراتية وامناء على اوطانهم وشرفاء،يعرفون تلك المخططات وبأيديهم فقط المحافظة عليها والوقوف صفاً ضد تلك المخططات الاسرائيلية .
[email protected]