رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام غير مسئول من اكبر مسؤول

رئيس الوزراء الدكتور الجنزورى شغل قبل ذلك فى ايام النظام السابق وزيرا للتخطيط ، ورئيس للوزراء ،ولقب بوزير للفقراء -" ولا اعرف لماذا سمى بهذا اللقب ؟ "- ، والان هو رئيس وزراء مصر بعد ثورة يناير التى غيرت بعض المفاهيم لدى المسؤلين ،فبدأنا نسمع عن كلمة عدالة اجتماعية ومساواة والحد الادنى للاجور ورفع المعاشات والبطالة وغيرها،،وهذه المفاهيم كلها رائعة،مع انه لا يتحقق من تحقيقها الا الندر البسيط ، وذلك ليس بسبب قلة الموارد بل سؤ ادارة تلك الموارد ، والفشل الادارى وعدم توظيف ما هو متاح من امكانيات بكفاءة لسد حاجة ما هو ضرورى .

لكن ما لفت الانتباه تصريح رئيس الوزراء -" والذى يملك صلاحيات رئيس الدولة كما يدعى "- بخصوص الحد الادنى للاجور وكان كالاتى :" ان الدولة ليست شئؤن اجتماعية "،وان المرتب لابد ان يرتبط بالعمل" ، كأن توفير الحد الادنى للحياة فى مصر اصبح من البدع وان على المواطنيين الا يطالبون بتوفير ذلك ،وان الدولة غير مسؤلة عن توفير دخل يومى لكل مواطن ليتمكن من الحصول على الضروريات التى يعرفها جميع الدول ونصت عليها مواثيق الامم المتحدة " المأكل والملبس والمسكن "، واذا لم تقم الدولة بتوفير تلك الضروريات تسمى" دولة لا تسعى حكومتها لتحسين مستوى معيشة افرادها "، ولا يحترمها العالم ولا يقدر شعبها ولا يكون لها مكانة دولية ولا يعتد باتفاقياتها ، بل وتصبح دولة منبذوة ،ولا يقبل عليها الزوار ولا سائحين ولا يفضلها الاشخاص او الشركات فى الاستثمار او اقامة المشروعات ، فان احترام الدول الخارجية لاى دولة ينبع بالاساس بمدى احترام الدولة " حكومتها " لشعبها .،ويبدو ان ذاكرة الجنزورى بدأت تتضعف للاسف مثل ذاكرة هيكل،فهيكل قال ان مبارك كان لا ينوى توريث ابنه ،مع ان كل الشواهد كانت تدل على كذب ما قاله هيكل ولم يستدل على كلامه الا بالاموات،وكنت اتمنى ان يستدل على كلامه بشاهد واحد على قيد الحياة لنسمع رده على تلك الاكاذيب والروايات الباهتة ،وان انصح الاستاذ الكبير هيكل ان يقضى بقية حياته بعيدا عن الاعلام والاحاديث التى تجلب له الملايين نظرا لكبر سنه وتحريفه لبعض الحقائق او انه يبدع بخياله فى مسائل لا يجيد فيها الخيال،اما رئيس الوزراء فيبدو انه غير راض عن الشعب وان الشعب عندما يريد ان يأكل ويسكن فيعتبر متمردا على النعمة والرفاهية التى توفرها له الدولة .
احترام كافة دول العالم للمواطن الامريكى ،نتيجة احترام امريكا  لمواطنيها ،وعمل ادارتها سواء محليا او عالميا فى توفير رفاهية هذا المواطن وحمايته ، فدخول امريكا الحروب وانشاء القواعد العسكرية وعقد الاتفاقيات الدولية مع الدول الاخرى وادارة الملفات الدولية كله ذلك مسخرا فى توفير كرامة للمواطنيين الامريكان

ودراسة خطط مستقبلية للاجيال القادمة، ولذلك تحترم كافة الدول المواطن الامريكى ، بل ان الامر حقيقة اعقد من تلك الرؤية بالنسبة لمسؤلينا ، فهل يتخيل هولاء المسؤلين المصريين بعد الثورة انه اذا تم تبليغ السفارة الامريكية فى اى دولة بالعالم بان هناك شخص يتعرض لاى مشكلة فان السفير بنفسه يتابع مشكلته ويقوم بحلها ، لانه يعلم انه سوف يحاسب " لماذا لم تقوم بعملك وترعى المواطن الامريكى الذى استعان بك !! " ، والمقارنة بين مسؤلى الدولتين فيه ظلما بالطبع لامريكا ، فمسؤلينا مازالوا لا يعترفون بحقوق المواطن الضرورية فكيف سوف يهتمون بالمواطن المصرى بالخارج ؟

يا رئيس الوزراء كنت اتمنى استمع لتصريح واحد فقط او ضمن حديث ،عن من يتقاض نصف مليون فى الشهر ،ومن يتقاض 10 مليون فى السنة واكثر ،اما بخصوص الشئؤن الاجتماعية فالدولة هى خادمة مواطنيها ،وعليها ان توفر لهم الحياة الكريمة ،وعلى اداراتها " المسؤلين " ،ان يكون كل عملهم فى هذا الاتجاه ،فاذا عجزوا عن توفير ذلك ،فليس العيب فى عدم قدرة الدولة فى معيشة المواطنيين لكن فى هولاء المسؤلين ويجب عليهم ان يتركوا مناصبهم لغيرهم ،فهذا حق المواطن على الدولة ،فدول مثل اثيوبيا وكينيا والسودان لم يخرج على مواطنيها مسؤلين بتلك التصريحات .

فاذا كانت تلك تصريحات المسؤلين فى الدولة ،فماذا حققت الثورة من تغيير ?اذا كان توفير دخل يومى لمعيشة المواطن اصبح رفاهية وحلم !!،بل يجب على المواطن ان ينتظر ما يعطيه له المسؤلين دون ان يطلب او يحاول الحصول على حقوقه ،فى حين ان هناك من يعمل بالدولة تكفى زبالته لمعيشة الف مواطن بجانبه ،ونتمنى الرحمة من المسؤلين ومراعاة مشاعر الشعب الفقير ،فان تلك التصريحات نفسها هى التى اشعلت الثورة وهى ايضا التى يمكن ات تشعل ثورة اخرى .
[email protected]