رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصر الثورة بين الثوار والبلطجية

مصر الثورة – كما يحب ان يطلق عليها الجميع – تعنى مصر بعد الثورة العظيمة التى اطاحت بالنظام السابق ،اشترك فى تلك الثورة من كان فى الميدان ” وله الفضل الاكبر ” ,والميدان ايضا يعنى ميدان التحرير وكافة ميادين مصر ، وكل المصريين فى البيوت الذين كانوا يبكون فى لحظة تنحى الرئيس السابق مثلما كان يفرح ويهلل المتواجدون فى ميدان التحرير وميادين مصر ،

وسمى كل من نادى واستمر فى التغيير بالثوار ، وتم تشكيل مئات الائتلافات والحركات الثورية ،التى تنادى بتحقيق مطالب الثورة ،وتكوين ائتلاف للثوار هذا شيئا بسيطا للغاية ،مجرد صفحة على شبكة التواصل الاجتماعى باسم معين ،اصبح ائتلاف يجمل اسم معين يرأسه شخص ما يضاف لبقية الائتلافات للثورة ، كل ذلك حسن ، ويصب فى الاتجاه الصحيح لتصبح كل مصر ثائرة على الفساد والظلم والقهر ،ثم بناء مجتمع جديد يحترم حقوق الانسان المصرى ويلبى احتياجاته مثل اى مجتمع ، وتتغير نظرة الحكومة فى الدولة من ” حكومة لا تسعى الى تحسين مستوى معيشة افرادها – كما يسميها البنك الدولى ” الى ” حكومة تسعى الى تحسين معيشة افرادها ” ، وكلمة افرادها تعنى الشعب ، فيعتبر البنك الدولى افراد الحكومة هم الشعب نفسه على اعتبار ان الحكومة هى من الشعب وتعبر عنه ، وجاءت بطريقة ديمقراطية تعبر عن المجتمع فى غالبيته .

الا اننا فى مواجهة مشكلة حقيقة لا يمكن غض النظر عنها ، او الخوف من عرضها ، وهى ” كيفية التفريق بين الثوار والبلطجية ؟ ” ، فلا احد ينكر ان الكثيرين من البلطجية استغلوا الهوجة السياسية فى مصر والاوضاع الامنية ومحاولة فهم ان الامن والقوة العسكرية ايدى ناعمة ، وقاموا بنشر تكوينات او اشتركوا فى تجمعات اطلقوا عليها ائتلاف ثورة ، وبالتالى لا يستطيع احدا الاعتراض لهم ، بل هناك كثيرين من البلطجية فى القرى والمدن يثيرون الرعب والهلع للناس ، ” بحجة اننا من الثوار ” ، واذا كنا بالفعل نستطيع التفريق بين الثوار والبلطجية فلا يمكنا ان نواجه هولاء البلطجية الذين يمكن لهم التعدى على اى شخص فى ظروف عدم وجود الامن ، بل اننى اذهب بعيدا ان ضباط الامن انفسهم يخشون التعرض للكثيرين خشية من ادعائهم ” انهم ثوار ” ، وبالتالى اصبحنا فى مشكلة حقيقية ، التفريق بين الاثنين وكيفية التعامل !! والافضل ارى ان يكون هناك ممثلين يعبرون عن الائتلافات الثورية سواء اعلاميا او فى المطالبة بما يرون ، وبدلا من الاعتصامات والمظاهرات يمكن التوجه مباشرة الى المجلس العسكرى او رئاسة الوزراء وعرض تلك المطالب ، واذا انتهت الميادين من تلك الاعتصامات والمظاهرات نكون قادرين على التمييز بين الثوار والبلطجية بشكل كبير .

تحدث معى صديق ضابط شرطة فى احد الاقسام وقال لى : ” ذهبت للقبض على احد مسجلى الخطر وهو مجرم فى العديد من القضايا بعد استغاثة الكثيرين من الاشخاص ، وعندما حاولت تثبيته للقبض عليه لان فى حوزته سلاح ابيض وطبنجة ، قال المجرم باعلى صوته ، ” انت لو قبضت على سوف اشتكيك لاننى من الثوار ” ، فوقفت حائرا هل اصبح المجرمين من الثوار ؟ واذا قبضت عليه ولابد من استخدام القوة سوف اكون انا وقتها الضحية والمحاسبة بحجة الثوار ؟ “…. وهناك الكثير من تلك الحالات التى يخشاها ضابط الشرطة ، وربما كانت سببا فى عدم قيام رجال الشرطة فى واجبهم بشكل كامل .وانا شخصيا اتفق مع صديقى ضابط الشرطة واوافقه حيرته ، اما الاتجاه الاخر الذى يقول يجب على ضابط الشرطة التعامل بالقانون فى اداء عمله ولا يخشى سواه

، فهذا كلام نظرى بحت ، ويتم فى ظروف مهيئة لذلك ، وهذا ما سوف يتحقق بعد انتخابات الرئاسة ويطبق القانون على الجميع ، اما الان فعلينا ان نكون منصفين وننتبه للمخاطر التى يمكن ان تستغل باسم الثورة ، فلا كل الثوار ثوار ، ولا كل الائتلافات الثورية تعبر عن الثورة !!

كما اننى لاحظت ان معظم المتحدثين الشباب فى الاعلام خاصة التليفزيون يتحدثون باسم الثورة وباسم مصر كلها ، وهذا شيئا غير واقعيا ، من اعطى لهولاء التفويض للتحدث باسم ثوار مصر ؟ بل يجب ان يتحدث كل شخص عن نفسه فقط ، فانا شخصيا – والكثيرين – لم افوض لسان ما يتحدث عنى واعترض على اى شخص يتحدث بلغة التفويض الا اذا اعطيناه اياه ، اما اذا  تحدث الشخص نيابة عن حزب او حركة فهذا معقول ، ونتقبله ، كما اننى الاحظ مع الاسف ان الكثيرين من شباب الثورة المتحدثين فى الاعلام ليسوا على القدر المطلوب من الوعى السياسى والكفاءة والثقافة التى تؤهلهم لذلك ، ويجب العناية فى المتحدث ومواصفاته جيدا ،لان كلامه موجها للشعب كله ، ويراه العالم  فيجب ان نكون على قدر المسؤلية ، وهذا دور الاعلام فى اختيار شخصيات لها صفات ” المتحدث ” ، ولها اسس معروفة فى طريقة التحدث والاستماع للغير والحوار والاقناع ، حتى المظهر مهما ايضا ، وباختصار يجب ان تتوفر فى من يظهر على التليفزيون كافة شروط  ” المتحدث ” ليستطيع توصيل الفكرة او هدف موضوعه والانتباه له .

هناك الكثير من الشعارات المتداولة صحفيا واعلاميا تخص تلك الفترة الانتقالية ، فعلى الرغم من اننا قبلنا بمبدأ الديمقراطية الا ان الكثيرين مازالوا لا يؤمنون بمبدأ قبول الاخر واحترام نتيجة تلك الديمقراطية ، فنحن جمعيا الان فى فترة معروف اتجاهها وهو الانتظار لحين انتخاب رئيس الجمهورية بطريقة ديمقراطية وتسليم السلطة فلماذا اذن لا ننتظر ؟ فاذا لم يتحقق ذلك فنعاود الثورة من جديد وبشكل اكثر تنظيما ، وتأثيرا ، وقد تعلمنا من المرحلة السابقة الكثير وعرفنا السلبيات التى بسببها لم تتحقق القوة المطلوبة والاتحاد بين كافة التيارات والائتلافات تحت شعار واحد وهو ” من اجل الثورة ” ، واعتقد ان المجلس العسكرى لن يحقق الكثير فى الفترة حتى انتهاء انتخابات الرئاسة ، لذلك علينا الانتظار لعدة شهور لكى نرى حكومة جديدة ورئيس منتخب ، ووقتها يمكن تقييم المشهد ككل .
[email protected]