رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النظام السابق،انتج كل هذا الكم من البلطجية ؟

عندما قامت الثورة كان اكبر المشكلات التى تعرض لها كل بيت مصرى ،وكل مصرى يسير فى الشارع هو الامن ،فجأءة ضاع الامن وفجأءة اختفى رجال الشرطة ،وبدأت اللجان الشعبية فى حماية المناطق ،فى القرى والمدن ،لكن الغريب ليس اختفاء الشرطة فجأءة ،بقدر ما ظهر الالاف من البلطجية فى كل مدينة وحتى القرى التى يعرف اهاليها بعضهم البعض ،وانتشرت السرقات والقتل ،والفوضى

،فى مجتمع يحكمه فى الاساس القيم والدين ،بدرجة اكبر من القانون ،لان القانون كان يطبق فى معظمه على الطبقات الفقيرة وغير القادرة ،اما الاغنياء واصحاب السلطة فيجدون الطرق من التغلب على هذا القانون ،فى دولة كان يحكمها عصابة من البشر تفكر فقط فى كيفية استغلال النفوذ للسيطرة وجمع الممتلكات .

ان ظاهرة البلطجة فى مصر اسسها النظام السابق لانه هو اول من مارسها على الشعب المصرى بفرض القهر والفقر بالقوة ،ونهب الاموال والاراضى دون حق ،والرشوة واستغلال النفوذ ،وعدم الولاء للوطن ،وعدم مراعاة الدين ولا العرف ،لم يترك شيئا الا واستخدم البلطجة فى ادارته ،وكان اخرها انتخابات مجلس الشعب التى قام بتزويرها علنا باساليب البلطجة،بل تعدى كل المعقول باثارة الفتن والتعصب ونشر الرزيلة وقضى على كل ما هو اخلاقى اعلاميا وثقافيا ،بالبلطجة استولى على ممتلكات الدولة التى هى فى الاساس ملكية عامة للشعب ،وفى جميع المجالات حتى المجالات العلمية ،افسد التعليم والجامعات وانتج شباب لا ثقافة له ولا وعى ،ولا يعرف سوى اسماء المغنيين ولاعبى الكرة ،وهمش العلماء واصحاب العقول ، بل حارب كل صاحب قلم حر او عقلية علمية يمكن ان تنير الطريق امام الشباب ،كل ذلك من اجل تسهيل السيطرة على المجتمع بتفككه وتهميشه وترويعه .

استمر النظام السابق طيلة ثلاثون عاما فى استخدام البلطجة ،وشارك فيها الكثيرين،فهل لا يحق محاكمة هولاء على تلك القضايا ؟،والتى لا تقل عن جريمة القتل ؟بل هى اكثر واشد تأثيرا لانها تقضى على امة فى شبابها وارضها وممتلكاتها ! والتخطيط لاجيالها ومستقبلها ، اشترك فى تلك الجريمة اصحاب اقلام واعلاميون واساتذه جامعات وسياسيين ونخب كثيره، وكانوا لا يتوقعون مطلقا ان يأتى يوما يحاسبون فيه !! انها ارادة الله ثم ارادة الشعب الذى انتفض وكسر حاجز الخوف والسيطرة على العقل ،فبدأ فى تغيير حياته ومستقبله واستنشق هواء نقى،لكن مازال الكثيرين من الاعلاميين واصحاب الاقلام مستمرون واشترك معهم جددا بعض السياسيين فى الاستمرار على نهج النظام السابق،لكنها مرحلة الفرز ،ولن يستمروا طويلا ،لان الوعى لدى هذا الشعب بدأ بثورته وبمعرفة الحقائق .

ان ظاهرة البلطجة فى المجتمع المصرى تحتاج لدراسة

،وتحتاج لمساعدة هولاء البلطجية فى التأهيل من جديد ،هولاء اكثرهم كانوا فى السجون بسبب تهم حقيقية او ملفقة ،او انهم نتاج الفقر والقهر ،او البطالة والفراغ وعدم ايجاد فرصة عمل ،فلم يجدوا سبيلا اخر ،سوى التعدى على الاخرين ،فى مجتمع يتكون فى غالبيته من الفقراء واقلية من الاثرياء فلابد ان يكون الناتج بلطجة ،وهذه رسالة الى المسؤلين فى الدولة الان ،او من سوف يتولون الحكم ، ان اهم المشكلات هى العدالة الاجتماعية والقضاء على الفوارق الطبقية ، وتقليل حجم البطالة ،فاسباب البلطجة معروفة ،وكيفية علاجها ممكن اذا رغب هولاء المسؤلين،ويتبقى دور رجال الامن فى المحافظة على المجتمع من مخاطر البلطجية المنتشره، وهذا دورهم النبيل ورسالتهم التى يقدرها كل المخلصين .
حتى القمع السياسى وعدم الحرية الفكرية انتجت سياسيين اصحاب رأى غير مألوف على المصريين وحركات سياسية غريبة فى افكارها تقترب من ممارسة العنف اكثر من كونها تمارس السياسية ، لان السياسية والعمل الاجتماعى له اسس ومبادىء والهدف النهائى هو خدمة المجتمع ونشر الافكار البناءة وليس الفوضى ، والايمان بالديمقراطية وليس اثارة الفتن والشائعات واستخدام اى اسلوب بهدف الوصول الى الحكم ، فانتشرت الافكار الشيوعية ، والغربية التى لا تتفق مع المجتمع ، بل تعدى الى افكار ماسونية ويهودية فى مجتمع متدين بطبيعته ويحكمه الدين والعرف فى كل اطياف المجتمع سواء مسلمون او مسيحيون ، فمن انتج تلك الافكار ؟ انه النظام السابق الذى اتهج اسلوب البلطجة .

النظام السابق فى مصر - مبارك ونظامه، والعادلى وكل من اشترك فى ظاهرة اجرام يعانى المجتمع بأكمله منها وتقتحم المجتمع المصرى وتنتشر فى القرى قبل المدن - انتج كل هذا الكم من البلطجية ؟
[email protected]