رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسباب واقعية لالغاء نية البرادعى للترشح للرئاسة

اعلان الدكتور البرادعى الغاء نيته للترشح لانتخابات الرئاسة القادمة احدث صدى واسعا داخل مصر وخارجها ،وذلك لثقل الرجل الدولى كرئيس سابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ،فهو شخصية معروفة عالميا وسبق له الحصول على جوائز عالمية فريدة ، واتسم بالادارة الكفأ ،

وقلة التحدث ،وايمانه بالليبيرالية بمفهومها الواسع الذى يميل الى المبادىء الغربية اكثر منها مجرد الانفتاح على بعض قيم الغرب والتلائم العصرى للمستحدثات ،وتفكيره انشاء دولة عصرية تقوم على اسس دولة القانون والمسواة بين كافة الافراد ،والحرية الشخصية فى التعبير بغض النظر على اى مقيدات بما يتناسب للمجتمع ، ويحسب له موقفه الشجاع فى بداية الثورة ، حيث كان من اول الشخصيات التى صرحت علنا- " دون انتظار لما سوف تنتج عنه المظاهرات والاعتصام " - بوجوب تنحى الرئيس السابق ،فى وقت انتظر الكثيرين طويلا حتى يستكشفوا الحالة العامة وما يمكن ان ينتج عنها تلك التظاهرات قبل ان يكونوا فريسة اذا فشلت الثورة .

  الا ان النتائج المتلاحقة بعد الثورة اظهرت تقدم التيار الاسلامى بشكل متوقع فى بعضه و غير متوقع فى الاخر،وان الاتجاه العام المتوافق مع المزاج الشعبى هو فرضية تشكيل حزب الحرية والعدالة بالائتلاف مع بعض الاحزاب الاخرى الصغيرة الحكومة وفقا لنتائج الانتخابات او بمعنى اسهل ان التيار الاسلامى سواء الحرية والعدالة او حزب النور لابد ولا مخرج من تواجدهما او اياهما فى الحكومة الجديدة ،واظهرت النتائج تراجع للاحزاب الليبيرالية وخاصة العريقة مثل الوفد والتجمع ،وحتى الاحزاب الثورية لم تحصل على نسبة بحيث يكون لها تأثير فعال فى الحياة السياسية ،كل ذلك مؤشرات تعبر عن ارادة او مزاج شعبى يتجه وفقا للهوجه الحادثة للثورات العربية فى ظهور التيار الاسلامى وامتلاكه الحياة السياسية ،وهذا واضحا ، فى جميع الدول العربية التى حدثت فيها ثورات ،وهذه النتائج سوف تؤدى الى ان اى شخص ينوى ترشيح نفسه فى انتخابات الرئاسة ويرغب فى الفوزلابد ان يضمن يضمن تأييد التيار الاسلامى او بالاحرى الاخوان المسلمين او حزب الحرية والعدالة .

كانت تلك الرؤية امام الدكتور البرادعى فاتخذ قرارا حكيما باعلان الغاء نيته للترشح لانتخابات الرئاسة ،لان النتيجة اصبحت يمكن التنبؤ بها ، وقرارا حكيما من شخصية قرأت الواقع السياسى بشكل غير عاطفى ، وبدون عنجهية ، او تملق للاخرين ، او محاولة كسب التعاطف والولاء لاى من الاطراف المؤثرة، فحافظ على مبادئه سواء اتفق معه او اختلف الكثيرين ، حيث ان الرجل له رؤية اخرى غير تلك التى

يراها اصحاب الرأى الذين سوف يشكلون الحكومة ،وان يكون الرئيس القادم متوافق مع رؤيتهم من الباطن ، والا لن يعبر الى كرسى الكراسة ، كما انه واختار التوقيت السليم ، حيث قرار الانسحاب توافق مع ايام الثورة الاولى ،مما يشكل ضغطا قويا على المجلس العسكرى الحاكم فى تلبية مطالب الثورة الت تأخرت وتباطىء فى تنفيذها وتسليم السلطة دون التفاف ،فزادت شعبية الدكتور البرادعى ونال احترام الجميع .

ان الفترة القادمة سوف يظهر فيها مفاجاءات كثيرة ،واحداث سياسية معقدة ،لان الامر قرب على نهايته ،اما ان تسير الثورة فى طريقها واما تتارجع الى الخلف ،وهذا كله مرهونا بمواقف المجلس العسكرى ،والقدرة الشعبية فى الضغط لتحقيق الهدف الراهن فى تشكيل حكومة يراقبها برلمان منتخب ،واختيار رئيس مصرى وفقا للرغبة الشعبية ، فى جو من الحرية السياسية دون محاولة البعض التاثير لتنويم المواطنيين للحصول على اصواتهم او الكذب السياسى ، او استغلال حياتهم المعيشية ، لان اختيار رئيس الجمهورية بعد الثورة سوف يرسى نظاما ديمقراطيا جديدا لم تعتاد عليه مصر فى تاريخها ، ويجب ان يكون نزيها وشفافا ، ولذلك يجب من الان مراجعة اخطاء الانتخابات البرلمانية ، ومعالجة اخطائها ، حتى لا تتكرر وتكون نغمة لمن يريد الاستمرار بمصر فى فراغ ، وعدم الوصول الى بر الامان .

اننا عندما نرى اليوم تونس وهى تحتفل بعيد ثورتها ، ,وقد تحققت اهدافها ، لابد ان نغار ونسارع ايضا فى مسيرتنا لتحقيق اهدافنا ،فنحن ليس اقل من تونس ،والاحتفال ليس باستعدادات الطائرات الهليكوبتر ولا بالاناشيد ، ولا بالمؤتمرات ،بل بالنتائج !!فمتى نحتفل بعيد الثورة وهى تحقق اهدافها ؟
[email protected]