عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

متى يفرح الشعب بالثورة ؟

  بعد مرور عام من قيام الثورة ، مازال الشعب يريد ان يفرح بثورته المجيدة والعظيمة ، ان الثورة كان حلماً لم يتخيله احداً ان يحدث ، وان يقلع الشعب الاعزل اقوى ديكتاتور وافسد نظام ، واكبر عصبة وحاشية استولت على كل خيرات مصر ، وحولت شعبها الى جائعين وفقراء ومرضى ،ومهاجرين فى دول العالم

،ونشرت الجهل والامية ،وقضت على ما ينبت فى الارض بل ، واهلكت الارض نفسها ، وحولت ارض الغلال الى صحراء ، وافقرت الدولة من العلماء والادباء والنخب ، وانتجت الوصوليون وشعراء الحاكم والسلطة ، بل حولت احلام اجيال من الشباب الى اوهام ويأس واحباط وامراض نفسية ، حتى اموال العجزة والشيوخ نهبوها ، واغلقوا الافواه ، واكتموا الحق ، وشردوا اسراً ، وسجنوا الابرياء ، واهانوا المرأة ، بل واهانوا الشعب كله !! ،حولوا احلام شعب يوصف بالموهبة والفطرة الخلاقة والعقل المبدع الى شعب حلمه كيف يأكل ويحصل على الدواء ،وحصروا حلمه فى الرحيل عن بلده الى اى بلد يهاجر اليها ليحصل على معيشته ، قتلوا ابرياء بدعوى الاعداء والهاء الشعب فى اعداء وهمية ، خلقوا الفتن وابدعوا فى التفريق بين طوائف الشعب ليسهل التحكم فيه ، سمموا اكله ومياهه وسمائه بكل انواع السموم ، واستوردوها خصيصا ً لتقضى على الشعب الذى يحكموه ، افلسوا مصر وسرقوا اموالها وقضوا على اقتصادها ، وانهكوا بلد من افضل بلاد العالم بشراً وجوا ومياة !! تعاونوا مع الاعداء لحماية مناصبهم ، وحاربوا الله بمحاربتهم الاخلاق والقيم والدين ، نشروا الرزيلة والفجر وانشأوا الملاهى واغلقوا اماكن التنوير ، سلطوا ابناء الوطن من الشرطة والداخلية على ترويع اخوانهم بدلاً من حمايتهم وحفاظ امنهم ، احرقوا الكنائس ، واغلقوا المساجد ، واستغلوا عقول الشيوخ والعلماء فى نشر افكارهم الهدامة التى حولت شعب مصر الى ما لا يدركه ، حتى الفتوى حرفوها ليحدثوا التفتت فى رواسى الشخصية المصرية المحافظة ، حولوا الثقافة والادب الى الهاء وتفريغ للعقول ،انه فساد لم يحدث فى اى وقت او اى نظام .
  هذا هو النظام السابق الذى افسد فى الارض وافسد كل جوانب الحياة ، فلم يترك السلطة الا بالقوة ، وتركها فاسدة ومريضة وهالكة ، ولم يستيطع الشعب بعد كل ذلك محاسبتهم ، ان الله سوف ينتقم منهم ومن يساعدهم ويحميهم ، ان حكم الاعدام للنظام الفاسد وحاشيته هو رحمة لهم ، بل ان العدل يحاكمون ويعدمون الف مرة ومرة .
بعد كل ذلك قام الشعب بالثورة ، لكى يفرح ، وبعد مرور عام ، مازال ينتظر نتائج ثورته التى يتلاعب بها ،ولا يعرف من هم الذين يريدون القضاء عليها ، انها حالة الحيرة والاندهاش من معرفة المجهول ، وان الشعب المصرى  المسالم يدرك ان هناك

من يعرف هذا المجهول ، ولكنه دخل فى دائرة اما واما ، اما خيارات ، وخيارات لا يستطيع ان يختار بينها ، ان ينتظر ما يمنهج له المجهول ويسلم له بما يتعاطف عليه بما يسمح به ،او يعاند ويقاومه ولا يعرف نتيجة هذه المقاومة والعناد .
ان اعداء الثورة بداخل مصر افظع واشد كرها للتغيير وان يعيش الشعب بكرامة اكثر من اعداء مصر بالخارج ، فهل يدرك اعداء الثورة ان الوقت قد حان ليعيش الشعب بكرامة وحرية ، وانه لن يقبل بالذل مرة اخرى ، حتى لو اصموا اذانهم واغموا اعينهم ، فلن يغير من عزيمة وقوة الشعب فى الحصول على ما يتمناه .
سيادة المجلس العسكرى ، سيادة رئيس الوزراء ، الشعب قام بالثورة لكى يفرح ، فهل سوف تحققون البسمة على وجوه هذا الشعب بقراراتكم ووصول نتائج تلك القرارات الى كل بيت فى مصر ، وان يبدأ كل مصرى بالاحساس بان له قيمة ، وقيمة الانسان المصرى لا تقدر ، اصدروا قرارات شجاعة وسريعة تعين الشعب على الفقر والحياة اليومية ، لا تعيشوا فى ابراج عالية وقصور فخمة ، وتتركوا شعبكم يقبع فى الفقر والازلال ، انزلوا الى الشارع ولا تجلسون على الكراسى المدهبة التى قضت على من قبلكم ، وشاهدوا المصرى وهو يلقى ما لا يتخيله عاقل فى الحصول على رغيف العيش او الدواء ، او ما يحتاجه الاطفال والشيوخ ، قرروا مرة واحدة ان تكونوا من الشعب ، وانتظروا حب وتقديرا من هذا الشعب الطيب المسالم الذى لا يحب العنف ويجرى السلام فى دمه ، انتظروا حباً ، ورفع فوق الاعناق ، حما الله مصر ورعا شعبها .
  كل عام والشعب المصرى يعيش فى سلام وامن وطمأنينة ، ورفع عنه الظلم والقهر ، وسلمه من الاعداء ، كل عام وانتم بخير .
[email protected]