الفخ لتبرير الديكتاتورية؟
لقد أيقن جميع المصريين إلا قلة منهم أن الدول الغربية والولايات المتحدة وبالقطع اسرائيل، أيقن غالب المصريين الشرفاء ان هذه الدولة لا تستطيع التعامل مع شعوب متحضرة تحكمها انظمة سياسية ديمقراطية تضع مصالح الوطن والشعوب فوق بقائهافي السلطة او وجودها خارجها ولأن الثورة المضادة تلفظ انفاسها الاخيرة ولم يعد في جعبة بهلواناتها الكثير ليفعلوه
، فان حادثة استشهاد الجنود المصريين وجرح اخرين في سيناء برصاص قادم من الجهة التي تتواجد بها قوات اسرائيلية لا نستطيع تمريرها مرور الكرام حيث انها كانت في ظروف وملابسات لا علاقة لها بدفاع جيش الاحتلال الاسرائيلي عن نفسه!! دعونا نتذكر ان مبررات الديكتاتوريات المتعاقبة على حكم مصر كان تحت مسمى حماية الأمن القومي المصري وأن سقوط هذه الديكتاتوريات وبخاصة الاخيرة «الرئيس السابق مبارك ومنظومة الفساد» لم تكن سوى مفاجأة من العيار الثقيل للدول المذكورة في أول سطرين من المقال، لقد اعطت هذه الدول المبرر لاستمرار الديكتاتوريات بحروب لم يكن لها جدوى اقتصادية أو بسط النفوذ الحقيقي والواقعي على مقدرات الشعب المصري ولم تكن حربا 56 و76 سوى تبرير لاستقرار هذه الديكتاتورية ومنحها أسباب جعل مصر متخلفة ومرتبكة تحت عنوان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، لم يكن أمام المصريين سوى ربط الحزام بشدة حتي يوفروا لجيشهم كل أسباب القوة الممكنة حتي يسترد كبرياءه التي اهدرها الجهلاء والحمقى في 67، حتي هذه اللحظة 73 وانتصارنا الرائع كان الديكتاتور غير قادر على أن يضع مصالح مصر فوق بقائه على كرسي السلطة او ان يأخذ ما يفيد مقابل ما يمنحه الى من نعتبره العدو، وعندما جاء داهية السياسة المصرية «السادات» وداهية السياسة السعودية «فيصل» وبدآ في أن يأخذا مقابل ما يؤخذ منهم تمت تصفيتهما الواحد تلو الآخر ليسجلا في التاريخ تحت مسمى قتلة ذكائهما؟ لم يكن لدى الرئيس السابق سوى أن يجعل من الديكتاتورية العنوان لحكمه حتى وان غلفه بهذا الديكور من ادعاء الديمقراطية ولم يكن التوريث سوى الحلقة الثانية لهذه الحقبة من الديكتاتورية البائسة وما جرته على الشعب من منظومة فساد ضربت بأطنابها الى كافة فئات الشعب لم يكن حفاظ القوى الغربية واسرائيل على منظومة الفساد السابقة سوى أنها تعرقل تقدم الأمة المصرية علمياً وفكرياً واقتصاديا ولم تكن حركات جر الشكل سوى اختبار لهذه المنظومة كل فترة واخرى وهل ستقوم على التحرك أم ستقبع ساكنة وفي الحقيقة من حسن حظنا انها ظلت ساكنة، بالقطع الحادث الأخير عند طابا هو نوع من جر الشكل فهو يحمل اجابة لهذه الاسئلة هي ستتحرك قوات لتأخذ بثأر شهدائنا؟ عندها الحرب في هذا التوقيت هل هزيمة بكافة المقاييس؟ وهل سيقوم البعض من الحمقى باستدعاء الديكتاتور العسكري العادل حتى نثأر لشهدائنا؟ وعندها سيكون المبرر الديكتاتوري ملائماً لاستمرار مرحلة التخبط والتدهور وبقاء الأمة المصرية متخلفة، وهل سيقوم المصريون بفهم الاشارة والفخ المنصوب لهم ويتحملون الصبر على الثأر لشهدائهم؟ وعندها على هذه القوى