عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كوميديا مباشر مصر

يعتقد البعض من المتخلفين فكرياً ونفسياً أنهم باستوديو إعلامى فى حجم رأس الدبوس داخل دويلة فى حجم زجاجة كازوزة أنهم أنداد للدولة المصرية بمؤسساتها ورجالها ونسائها وجيشها وقبل كل شيء قدرها ومقدارها! والمتابع لما يتحدثون به وعنه وله يجد أن الموضوع لديهم ليس سوى دعم غير مباشر لمن يحاولون إسقاطه وهو فى حالتهم البائسة الدولة المصرية

وشعبها العظيم ورئيسها المنتخب وثورتيها المجيدتين 25 يناير و30 يونية.. ما علينا, مما لا شك فيه أن كوارث الاقتصاد المصرى معروفة ومحددة منذ مينا موحد القطرين وحتى السيسى مُبهدل الإخوان الإرهابيين, هذه الكوارث تتلخص فى أربع مشاكل رئيسية, نقص الإنتاج مقارنة بعدد السكان, منظومة دعم هلامية تدعى أنها تنحاز للفقراء وهى لا تصب فى مصلحة أحد, ومنظومة ضريبية لا تحمى حقوق وواجبات الممول ولا حقوق وواجبات الدولة, وجهاز حكومى مترهل العدد ومتراخى القدرات حتى قام المصريون بعمل تمثال للكاتب المصرى الجالس القرفصاء وواضعاً سجلاً فارغاً على ركبتيه وناظراً إلى المجهول فى أبلغ تعبير عن البيروقراطية الحكومية المصرية!
هذه الكوميديا مباشر مصر لا تتعاطى مع المشاكل وإنما تتعاطى ترامادول لدرجة أن البعض منهم هاجم رفع الدعم عن المحروقات بالرغم من علمه بأن المرتبات قد أصبح لها حد أدنى وحد أعلى وهو ما يصب فى حقيقة الأمر فى مصلحة الطبقة المحدودة حيث إن الدعم العينى المتسرب من بين أيديهم أصبح دعماً مادياً فى أيديهم. ولعل الذين سيعانون من رفع الدعم عن البنزين والمحروقات هم الفئة الغنية بالدرجة الأولى حيث أصبح وجود سيارة لدى العائلة مغامرة, وسيارتين مخاطرة, وثلاث سيارات  مصيبة, وأربع سيارات كارثة, فى الحقيقة أن القرارات الاقتصادية بتحديد الحد الأدنى والأقصى للأجور ورفع الدعم عن البنزين وزيادة الضرائب وقاعدة الممولين

وزيادة الضرائب على السجائر والخمور هى العلاج الصحيح والمر فى نفس الوقت ولكن يبقى التحدى الأكبر وهو زيادة الناتج المحلى ليتناسب مع عدد السكان وكذلك ترشيد الدعم المقدم لمحدودى الدخل والذى لن يصل إلى النتائج المرجوة منه إلا إذا تم تحديد عدد أفراد الأسرة المستحقة له بعدد ثلاثة أفراد أو أربعة على أقصى تقدير.
والحقيقة الأخرى أن هذه القرارات الاقتصادية الصحيحة لن تؤتى ثمارها إلا إذا تواكب معها إصلاح سياسى وإدارى حتى يكون نظام الحكم رشيداً يسمح بالشفافية والمحاسبة وتصحيح الخطأ عن طريق تداول السلطة, ومنظومة فكرية وقيمية تصحح وتقاوم مفاهيم التطرف والتسيب وخطاب دينى رشيد يحقق القيم والمبادئ الأساسية للفهم الدينى والشريعة, وخطاب ثقافى منفتح على التعددية والقبول بالآخر. التحدى القادم هو كيفية الوصول إلى مجلس نواب حقيقى يحمل داخله رجال الدولة ورجال السياسة القادرين على بناء نظام سياسى وحكم لم يبن بعد. أما هؤلاء الأقزام فى كوميديا مباشر مصر وغيرها والدويلة التى تنفق وتغدق عليهم الملايين من الدولارات، فمصيرهم إلى مزبلة التاريخ ما لم يكونوا قد وصلوها فعلا. ربنا لا تؤاخذنا بما قال وفعل السفهاء منا.


استشارى جراحة التجميل