الخليفة المُختار والخليفة المحتار؟
لأن المواضيع قد تداخلت حتى أصبح الحليم حيران, ولأن العرب والمسلمين لا يزال قطاع منهم يرفل فى الهلوسة والأوهام, ويجعل تفكيره فى حنجرته بدلاً من عقولهم، لقد خرجت علينا
جماعة داعش بإعلان السيد أبوبكر البغدادى خليفة مختاراً للمسلمين, وكانت جماعة الإخوان المسلمين تستعد لإعلان السيد مرسى المصرى خليفة للمسلمين أيضاً إلا أن السيد مرسى رهن السجن حالياً وهو محتار أيعلن نفسه من محبسه خليفة أم ينتظر الخروج كما سبق له الهروب؟.. ولعل الإخوة الأتراك يستعدون لإعلان السيد أردوغان التركى خليفة للمسلمين أيضاً, ويجوز أن يعتبر الإيرانيون أن السيد خامئنى الإيرانى خليفة للمسلمين تبعاً للموضة!.. ونحن لا نعرف على وجه التحديد ما المعايير التى تم اختيار أو التفكير فى اختيار هذا أو ذاك؟.. ونحن لا نعرف على وجه الدقة هل إذا تم اختيار أحدهم فى العراق والآخر فى مصر سيصير هناك نزاع على الخلافة وتقوم الحروب على ذلك أم ماذا؟.. ولأننا لا شأن لنا بما يفعله العراقيون بأنفسهم سوى النصيحة والدعاء لهم بالهداية, فإن الأمر الخاص بنا هو اعتبار البعض من جماعة الإخوان الإرهابية السيد مرسى المصرى خليفة للمسلمين وأن شرعيتهم المزعومة هى الخطوة الأولى لذلك وعلى هذا صاح مرسى مجلجلاً: «الشرعية دونها الرقاب» وبهذا أصبح هناك خليفة مختار من داعش وخليفة مختار من مصر وأصبح كل من استيقظ قبل الآخرين قادراً على أن يجعل حلفاءه من القتلة والمجرمين ينادونه خليفة على المسلمين؟.. فى معرض مناقشتى للبعض من الزملاء الذين يعتنقون هذا الفكر الوهمى كان سؤالى لهم: ولماذا تريدون خليفة للمسلمين؟.. وكيف ستختارونه؟.. وأين سيكون ذلك؟.. ومتى سيكون كذلك؟.. ومن هو هذا الخليفة المُدعى؟.. ولأن الموضوع كما ذكرت آنفاً ليس سوى هلوسة متطرفين ولخبطة مهلوسين جاءت الإجابة على النحو التالى: لكى تتقدم الأمة الإسلامية لابد لها من خليفة؟.. لقد وضعوا الحصان أمام العربة لعلها تسير! لأن الأمة الإسلامية لن تتقدم إلا إذا استخدمت عقولها بدلاً من حناجر متطرفيها وقنابل مجرميها, ولأن الأمة الإسلامية لن تتقدم إلا إذا أنتجت سلاحها وغذاءها ودواءها وطورت العلوم واستمتعت بالفنون وسادت شعوبها مظلة القانون, وتفقه علماء الدين فى الشريعة وقرأت الشعوب القرآن وعملت به, وأدرك المسلمون أن العمل كالصلاة عبادة, وأن الصوم
كيف يكون لمتخلفين رئيس يتفقون عليه وهم لا يعلمون عن التحضر وتكريم الله للإنسان؟.. هم لا يدركون القصد من خلق الإنسان ولا يدركون الضرورة لاستمرار وجوده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وليس من بين القصد من خلق الإنسان خليفة مُختار أو خليفة محتار وليس من الضرورة ذلك أيضاً، الرئيس لدى العقلاء هو موظف رسمى لإدارة شئون البلاد مع مؤسساتها وفرض تطبيق القانون دون محسوبية أو تشدد وفرض العدالة والأمن فى الربوع وحماية الدين والعقيدة والنفس التى خلقها الله وعدالة توزيع ثروات البلاد وحماية الحدود من الأعداء, هو موظف لدى المسلمين يتسلم راتبه من أموالهم.. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل وقال السفهاء منا.. يحيا الشعب المصرى حراً كريماً.
استشارى جراحة التجميل