رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

احذر التخدير

لأن التاريخ ليس للتسلية ولكن للدراسة والتحليل ولأن أحداثه ليست لمصمصة الشفايف أو التندر ولكن للاعتبار والتعليم, فلا يمكن بعد ثورتين فى ثلاث سنوات أن نكرر نفس الأخطاء والهفوات. الرئيس القادم عليه أن يحذر الجهلاء والمنافقين وأن يعى الدرس من أنه يوردونه الهلاك المحقق بتخديره بمعسول الحديث

والإشادة بكل ما يفعله حتى ولو كان غير صحيح, فالمنافق لا يبغى سوى السلطان والجاهل لا يعى الفرق بين الخطأ والصواب. القضايا التى تنتظر من سيقومون على إدارة شئون البلاد ورعاية أحوال العباد معقدة وصعبة الحلول وتحتاج إلى فهم لما يحدث ويدور وما هو ممكن وما هو مستحيل. سيخرج علينا البعض يتحدثون عن العدالة الاجتماعية ويطالبون بحقوقها ولكن إذا طالب البعض بأداء واجباتها بلعوا ألسنتهم خوفاً على سعيهم للسلطة. لن يستطيع البعض من البهلوانات الذين يحسبون أنفسهم أكثر إنسانية من الآخرين أن يطالب بسن قوانين تحدد الدعم لعدد أربعة أفراد للأسرة لا تستحق بعد ذلك العدد دعماً للفرد الخامس, وهم أيضاً لن يستطيعوا أن يطالبوا البعض من محدودى أو معدومى الدخل بالانخراط فى برامج لإعادة التأهيل ليصبحوا قادرين على الإنتاج وزيادة دخولهم. ولن يستطيع هؤلاء المهرجون أن يطالبوهم بالانتقال من العشوائيات إلى ما يصلح للحياة الكريمة فى المدن والقرى الجديدة. هم لن يقدموا حلاً لإعادة هيكلة الجهاز الإدارى المترهل والذى يحتوى على 6.5 مليون موظف بالرغم من أنه لا يحتاج إلا 200 ألف موظف سوى أن على الدولة أن تمتلك أدوات الإنتاج لتكون ملكية المشروعات على المشاع (نفس الأفكار البالية التى ماتت ودفنت بجوار أصحابها) لتستطيع تقسيم الثروة التى سيحتكرونها! سوف يخدرونك بضرورة حماية الفقراء حتى لا تقوم ثورة الجياع وأن القضاء على الأغنياء بفرض الحراسات والاستيلاء على ما يمتلكون سوف يجعلك آمناً سطوة أموالهم, احذرهم قد فعلوها من قبل مع عبدالناصر واستولوا على أموال الأغنياء ليضعوها فى جيوبهم وتركوا الفقراء كما هم, ولسان حالهم يقول

له المساواة فى الظلم عدل ولكن من خيبتهم الصابحة لم يعلموا حتى الآن أن المساواة فى الظلم ظلم. احذر أن يفتنوك بمقولة الديكتاتور العادل كما فتنوا من سبقوك, ولتعلم أنه إذا كان هناك لص شريف أو عاهرة عفيفة فلن يكون هناك ديكتاتور عادل, بالقطع لن يجتمع الاستبداد والعدل كما لن يجتمع السرقة والشرف. إنها حالكة حالقة, ليس فيها تبرير الخطأ وليس فيها فعل الخطأ لتصل للصواب وليس فيها الاستمرار فى الخطأ لعل الوصول إلى الصواب. الصواب لا يأتى إلا من العقلاء الصادقين الذين يدركون حجم المشكلة ويقومون على إصلاح الحياة السياسية والفصل والتوازن بين السلطات, وإصلاح المنظومة الاقتصادية وتوزيع الثروة وهو ما يحتاج إلى خطط مدروسة وأعمال باهرة ملموسة والوقت اللازم بدون تسرع ولا تأخير. سيبقى إصلاح المنظومة الفكرية والثقافية ومنظومة الخطاب الدينى والقيم وهو ما يحتاج إلى أجيال عديدة إن بدأناها الآن قد نصل إلى نتائج بعد خمسة عقود. نحن نستحق أفضل مما نحن فيه إذا كنا صادقين مع أنفسنا حذرين من المنافقين والجهلاء فإن فى غرور القوة المهلك وفى الحذر من خدره المهرب وأستقى العبر من التاريخ ولا تكن كمن حلم بزراعة البطيخ فى المريخ. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد. يحيا الشعب المصرى حراً كريماً.


استشارى جراحة التجميل