جلسة مع ملك التزوير
لان ما حدث في انتخابات 2010 التشريعية هو درس في التزوير الفاضح كان علينا أن نتخيل ما حدث بأدق تفاصيله وإلا أصبحنا نستحق الانتحار عبطا إذا صدقنا أن الشعب المصري انتخب الحزب الأعجوبة بنسبة 97٪ حيث إن الشعب المصري رفض الانتحار يائساً منه؟! وحتي لا نتوه في الأرقام تفصيلية وتعجيزية من ربطها داخل هذا المقال المحدود فلقد توقعت جلوسي مع ملك التزوير أبليس الأنس في حضور تلميذه أبليس الشياطين لمعرفة ما دار والرد علي الأسئلة المطروحة لتبيان كيفية حصول هذا الحزب الأعجوبة علي هذه النتيجة الأعجوبة أيضا؟!
لذا سأدخل مباشرة في رد ملك التزوير علي كيفية حدوث هذا الأمر الجلل. بدأ حديثه بجملة رأيت أن أضعها أمامكم »يا أفندي التزوير ده فن ونظام وليس عشوائية وجهل« لها مخططون وممولون ولها منفذون ولها من يقومون علي حمايتها؟! حتي الآن هذا كلام مدرك ومعروف وفي عموم الموضوع ولا يوجد كلام تفصيلي لما حدث؟ أما ما حدث تفصيلا فهو أن جهة الإدارة للانتخابات هي التي قامت علي استخدام من يقومون علي الإشراف علي صناديق الانتخابات.
وكما تعلم أن الدوائر عددها يزيد علي 44000 دائرة وحينما يقوم الشخصان المكلفان بالتوقيع نيابة عن 250 ناخباً في الكشوف لدي كل لجنة فرعيةويقوم واحد منها بتسويد 250 بطاقة انتخاب (عمال - فئات) والثاني بتسويد 250 بطاقة (للكوتة) فإن حصيلة الصناديق لكل الدوائر عشرة ملايين صوت للحزب الأعجوبة وبالطبع فوز كوتة المرأة للحزب بنفس الرقم تقريبا. وحتي يكون الأمر واضحا لديكم فإن كتابة أسماء 250 ناخباً في كشوف الناخبين والتوقيع بدلا منهم يستغرق الدقيقة تقريبا مع تسويد البطاقة وهو ما يأخذ أربع ساعات من الوقت اللازم للعملية الانتخابية تبدأ من الساعة الثالثة ظهراً وتستمر حتي السابعة مساء. وسرعة التسويد تزداد بجعل مرشحي الحزب الأعجوبة في أول الكشف برقم 1، 2. ولكن الأفراد القائمين لا يأتمنون علي فعل ذلك مجاملة للحزب الأعجوبة وتطوعا لتزوير إرادة الأمة لذلك جعل المقابل المادي لكل فرد منهم مبلغ ثلاثمائة وخمسين جنيها لليوم والليلة (مرتب شهر تقريبا) يدفع بعد إتمام العملية بمهارة والحصول علي نتائجها ببراعة وتصرف عن طريق مديريات الأمن وفي نظام طابوري دقيق. وأما دوائر الإعادة التي تمت بين أعضاء الحزب الأعجوبة في غالبها الأعم فالتسويد فيها يتم طبقا لتعليمات محددة بفوز من اختاره الحزب الأعجوبة وليس لمن نزل مستقلا علي مبادئ الحزب الأعجوبة أيضا حتي يكون درسا بليغا لكل من يخرج عن الصف ويشق عصا الطاعة. ألم تلحظ شيئا في انتخابات 2005 نجاح مرشح الحزب الأعجوبة فئات لدائرة الدقي والعجوزة بعدد 12800 صوت ثم نجح هو نفسه بعدد 33000 صوت في
الموضوع بسيط إذا أردتم التأكد مما أقول »والكلام هنا لملك التزوير« فليقوم خبراء الخطوط بمضاهاة خطوط المشرفين علي الصندوق بما هو مكتوب من أسماء وتوقيع الناخبين في الكشوف، وأيضا هل فعلاً تم صرف المكافأة التي ذكرتها أم لا وأيضا بكم صوت نجح كل مرشح من الحزب الأعجوبة في 2010 وبكم نجح في 2005، ولماذا تم استبعاد أكثر من مائتي عضو من الحزب الأعجوبة هذه المرة وما هي كانت توجهاتهم نحو عملية التوريث؟!
بل لماذا رفضت اللجنة العليا طلب حضرتك وضع كاميرات للمراقبة والإحصاء والتسجيل علي كل صندوق وقامت بوأد فكرة لها من الفوائد العديدة كانت كفيلة بإعادة ثقة المواطن في الانتخابات ووفرت لجهة المراقبة (القضاة) الأدلة الحقيقية لحدوث التزوير من عدمه. استمعت الي كم الحقائق الرقمية وأنا مندهش من هذا الكم من النظام التزويري ووقع أبليس الشياطين من الإغماء علي الأرض وقد شحب لونه وأصبح زي البفتة البيضاء بعد ان كان ملهلب نار وأيقن الجميع ان حدوث التزوير بهذه الطريقة دليل علي منظومة تزوير لدينا ونصحنا أبليس الشياطين بتصدير التزوير لزيادة موارد الوطن بعد أن أصبح سمك القرش متوفراً في مياه المناطق السياحية وقلت مواردها وردد وهو يجري لبلد آخر يعرف يأكل فيه عيش فعلا 250 بطاقة مزورة ومسودة في 40000 لجنة تساوي عشرة ملايين صوت مزور مع مليون ونصف في الجولة الأولي ومليون ونصف في الجولة الثانية مع سبعة ملايين مزورين في الإعادة هو يعني عشرين مليون صوت يعني 97٪! هل يستطيع أحد أن يضاهي خطوط المشرفين في كشوف الناخبين؟ لك الله يا مصر.