رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عايرونى بالشيب و هو وقارُ

يعتقد البعض أن المشاكل داخلياً تنحصر فى جماعة الإخوان الإرهابيين وتحالف دعم الإرهاب, وأنها خارجياً تنحصر فى دويلة عربية و قناتها الفكاهية؟ المشاكل أكثر من ذلك وأمرُ من

الإرهاب وأزلامه, أو الدويلة وإعلامها. فى خضم المناقشات مع البعض على صفحات التواصل الاجتماعى أو عندما تسنح الفرصة للحديث مع البعض من المعارف, وجدت أن البعض من هؤلاء وأولئك يتهمون جيلى ممن فى عقدهم السادس الآن بأنهم سبب كل البلاوى التى تحدث وحدثت, وحتى لا تحدث بلاوى مستقبلاً علينا ترك الساحة السياسية والاقتصادية والمهنية والمسئولية للأجيال الشابة. بل تعدى الأمر ليعايرونى بالشيب, فلم أجد إجابة إلا أنه وقارُ والتمست لهم العذر لأنهم لم يجدوا ما يعايروننى به من عارُ.عند ذلك وجدت أن هناك مشكلة لدى أجيال الشباب ممن ينتمون إلى تيارات السياسة المتأسلمة, والبعض من التيارات اليسارية المتطرفة, أما الفريق الثالث فهو من هؤلاء الذين يستقون معلوماتهم من الإعلام أو من الأصدقاء. يتهمنا الثلاثة فرق بأننا لم نفعل شيئاً لوطننا بل كان صمتنا خنوعاً للحكم الديكتاتورى هو السبب فى تخلف الوطن ووأد الحريات, وأننا غير قادرين على الابتكار والتأقلم مع التكنولوجيا والحديث منها. الفريق اليسارى والمتأسلم لا يجدى معهم حوار منطقى, ليس لشىء إلا أنهم يطمحون للسلطة والغاية لديهم تبرر الوسيلة حتى ولو كانت سوء الخلق وما بها من بطر الحق وغمط الناس والكذب كما يتنفسون. التياران سوف يبدآن كلامهما بأن الشعب فاسد وأنهم هم الذين سيطهرون النظام والشعب لأن أحدهم أكثر إيماناً من الآخرين والثانى أكثر إنسانية من الباقين!
الفريق الثالث والذى لا يعلم أنه لا يعلم , وأن الشعارات التى يطلقها والحوارات التى يجريها إنما هى من قبيل الجدل وعدم الخبرة بالمشاكل وحلها. ولأننا آباء هؤلاء وأولئك من الفرق الثلاثة فلم يكن للقسوة محل ولم يكن الصمت موقفاً وإنما بدأنا معهم من حيث لا يستطيعون فكاكاً ولا من الإجابة فراراً, فلو كانت هذه الفرق الثلاثة ترى فينا البؤس والتخلف وأنهم هم الذين سيجعلون الجمل يطلع الشجرة, فلقد وضعنا أمامهم الجمل والشجرة لنرى ماذا سيفعلون؟ بمنتهى الرأفة والمشاعر الأبوية لم ندافع عن أنفسنا وماذا فعلنا لهم ولأوطاننا وديننا, وإنما وضعنا أمامهم مشاكل مصر الحقيقية وهى الست الموبقات:
1- تدنى الدخل العام لنقص الناتج المحلى بالنسبة لعدد السكان, وكيف سيزيدونه طبقاً لخطة حقيقية لها تقنياتها وقوانينها ومددها الزمنية؟
2- العدالة الاجتماعية, وما هى الحقوق والواجبات التى يجب التعامل

معها لتحقيقها؟
3- كيفية تطوير البحث العلمى والاستفادة مما ينتج عنه من أبحاث, وكيفية استعادة العقول المهاجرة و ما لديهم من خبرات؟
4- ما هى الحلول الواقعية والحالية لإيجاد مناخ من الشفافية والمحاسبة وإصلاح الخطأ فى القرارات السياسية سريعا قبل أن تتحول إلى كوارث بمرور الوقت الطويل؟
5- كيفية التعامل مع التطرف الفكرى والإرهاب الفعلى دون التعدى على حرية التفكير الرشيد والفعل الحميد؟
6- كيفية التعامل مع المخطط الدولى للفوضى الخلاقة والقضاء على الجيش المصرى واللحمة الشعبية والذى ظهرت نتائجه فى العراق وسوريا؟ وبالرغم من الهراء الذى صم آذانى من إجاباتهم و بالرغم من الغثاء الذى خرج من أفواههم, إلا أننى أشفقت عليهم و لم أجد سوى أن البعض أخطأ فى الاختيار وعلينا ممن هم فى موقع المسئولية إصلاح هذا الخطأ حيث إن الاستمرار فيه لا يمكن أن ينتج صواباً ولأن إصلاح الخطأ بمثله يعنى فقط زيادة عدد الأخطاء. لم أذكر لهم أننا الذين طببناهم وأطعمناهم وغيرنا لهم البمبرز وهم أطفال رضع, وحميناهم وعلمناهم صغاراً ومراهقين, وبعنا ما نملك ليكملوا تعليمهم الجامعى وهم شباب يافعون. لم نذكرهم بأنهم ليسوا إلا بشر يخطئ ويصيب تبعاً لما يعلم, وأن الشهادات التى يحملون بعضها نحمل منها أو ما يزيد وأنهم ليسوا برأسين ومن دونهم برأس واحدة!
قد نكون سبباً من الأسباب و سوء ما ربينا و قد يكون الإعلام ومن عرض منهم علينا وقد يكون الغرور وما ملأ عقولهم من أوهام؟ لم يكن من الصراحة مهرب حيث إن الأمر لا يزال أمراً جللاً. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل و قال السفهاء منا.


استشارى جراحة التجميل