زنقة الثورات
بالتأكيد العنوان ليس له علاقة بزنقة الستات كشارع في الاسكندرية، وهو أيضاً ليس له علاقة بزنقة زنقة للعقيد معمر القذافي، العنوان له علاقة بالحالة العقلية للثورات وتداعياتها علي الحاضر والمستقبل؟ اذا كانت الثورة هي تغيير للواقع المظلم فإنه من قبيل الغباء السياسي الدخول في نفق الغضب المظلم للانتقال الي المستقبل المظلم أيضا؟! إن حالة الغضب والفوران والرغبة في الانتقام هي الزنقة الحقيقية التي تعاني منها الثورات وعلي حسب معقولية وتحضر كل ثورة تصبح فترة المعاناة من هذه الزنقة أقل لتخرج بأقل خسائر ممكنة، عند ذلك الحد نستطيع ان نخاطب عقول الثائرين والمتوقعين حدوث هذا التغيير الضخم في زمن قياسي ليس له من الواقع شيء، لكي تصل الي الهدف المنشود وهو التغيير إلي الافضل والي العدل والحرية والكرامة هناك عقبات وآليات، لابد من تخطي الكثير من العقبات وعمل الكثير من الآيات، وإن كان من العقل والحكمة المطالبة بالعدالة فإن أول شروطها ان تتوافر للجميع، للصديق والخصم وإلا أصبح ما تطالب به عدالة لك وفقط هو ظلم للآخرين وهو أيضا ما كنا نعاني منه ونتظلم من حدوثه.
ولأن الساحة قد امتلأت بالزيطة ونطاطين الحيطة ومحترفي الزمبليطة فإن من الواجب الحتمي إظهار النقد الذاتي لثورتنا المجيدة في 25 يناير 2011 وإلا أصبحنا مثل هؤلاء البدائيين الذين ثاروا علي الظلم ثم فعلوه وثاروا علي التخلف ثم ارتكبوه وثاروا للتغيير الي الأفضل فأوصلهم الغضب الي التغيير الي الأسوأ! القضية عقلية بحتة لا دخل للمشاعر أو الهرمونات دخل بها، وهو ما يحتاج منا الاستماع الي العقلاء فقط، والزاعقون يمتنعون، عند ذلك نستطيع القول بوضوح إننا في موقف لا نحسد عليه، فتأثيرات الأزمة الاقتصادية كانت من ضمن عوامل الثورة علي الفساد المستشري في كافة القطاعات وهي أيضا تزداد ضيقاً واستفحالاً مع الفترة الانتقالية مع الحكم الديكتاتوري الفاسد الي محاولة وضع أسس حكم ديمقراطي رشيد وهي أيضا تتأثر بهذا الجو العام المشحون بالمطالب والمطالبات مشروعة