طبول الحرب
يبدو المشهد الحالى عشوائيا فى ظاهره مرتبا مدبراً فى تحليل بواطنه. إن الإساءات المتكررة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من دول تدعى العلمانية وأنها تقف على مسافة واحدة من حريه الاعتقاد، لا نستطيع وضعه فى خانة العمل الفردى المنطلق من الكراهية أو الجهل وإنما تكراره بهذه الصورة الفجة يجعل منه عملاً من أعمال الأجهزة الراصدة للتغيرات المجتمعية
والعقائدية. إن السياسات فى هذه الدول التى تدعى الحضارة والتقدم تقوم على أساس النفعية (البرجماتية) وهى حينما تقوم بعمل عدائى تجاه دول أخرى هى السوق الأكثر رواجاً لمنتجاتها فإنها لا يمكن أن تدعى أن هذه العدائية من قبيل الصداقة أو المنفعة أو الحرية. الحقيقة الواقعة أن الدول الغربية تقف موقفا عدائيا من أى تقدم علمى أو تقنى أو اقتصادى لدول الشرق الأوسط الذى تدين غالبية سكانه بالإسلام والحقيقة الثانية أن بعض هذه الدول تتحرك نحو التقدم العلمى أو التقنى أو الاقتصادى وهو ما يعنى خطراً على أسواقها. القضية الواضحة أن الإساءات للرسول صلى الله عليه وسلم هى أدوات لإظهار غضب المسلمين الذى قد يكون مصحوبا بالعنف وهو ما يعنى قدرة الإدارات السياسية الغربية على تحجيم هجرة البعض من هذه الشعوب وبالأخص دول شمال أفريقيا إليها وهو أيضا ما يجعل من زيادة فرص العمل فى هذه الدول الأوروبية والتى تعانى من كساد وركود اقتصادى وبطالة شديدة الوطأة أمر وارد الحدوث. إلا أن السيناريو الأكثر احتمالا هو دغدغة المشاعر الدينية لمن يحملونها أو إظهار الخوف على حرية الفكر لمن يعتنقونها تحضيراً لحرب اقتصادية قادمة هى حرب الطاقة بامتياز.
إن قدرة ايران وباكستان على إنشاء قواعد علمية والحصول على التقنية النووية هى الخطوة الأولى فى الحصول على الطاقة الكهربائية من المفاعلات النووية والحصول على الوقود النووى الذى سيكون المادة الفاعلة فى تشغيل محطات الكهرباء القادمة بعد بضعة عقود من الزمان وعندما ينضب البترول وتصير الطاقة الشمسية بتكاليفها الباهظة والطاقة النووية هما سبل الحصول على الكهرباء لتشغيل المصانع ولتحريك الحياة. لا يستطيع أى سياسى فى الدول الغربية أو الولايات المتحدة ان يقوم بإبلاغ الناخب دافع الضرائب أن تكلفة الحرب التى سيشنها هى لإخضاع الشعوب الإسلامية وإعادتها الى العصر الحجرى بمنعها من الحصول على العلوم والتقنية النووية، لا يستطيع الناخب العادى فهم ذلك ببساطة أو التضحية من أجله بسذاجة ولكنه قد يفعل إذا شعر بالخطر على حريته فى دول تحترم حرية مواطنيها فقط أو بالخطر على فرص العمل المتاحة لديه والتى توفر له حياة كريمة
استشارى جراحة التجميل