رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإعلام والهلوسة السياسية

يقوم الإعلام علي أربع ركائز هي: نشر الخبر وعرض الرأي والإعلان والتسلية عندما يقوم هذا الإعلام بعرض الخبر مخلوطا بالرأي فإنه تجاوز الحقيقة وفقد المصداقية لهذا الخبر وهذاالرأي عند ذلك يكون الخطأ في مقدم الخبر أو عارض الرأي إلا أن الأمر يزداد سوءا

ويتحول الي هزل عندما يكون نشرالخبر مخلوطا برأي أحدهم بغية الإعلان وبهذا يتحول الأمر برمته الي سلعة هي في الغالب فاسدة لمن يتعاطاها إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذه المرحلة السيئة جدا بل تحول الي كارثة حقيقية عندما تسيطر علي مصالح القنوات والصحف فكرة التنافسية والسبق الصحفي بغية جذب وتسلية الشاهد أو المستمع أو القارئ ويتم خلط الخبر بالرأي بالإعلان بالتسلية وعوامل التشويق والإثارة مما يجعل الأمر أكثر ارتباكا وسخافة أكثر مما هو عليه وفي الحقيقة إن الغالب من الشعب المصري ليس ضد الإعلام ولا أجندته المعلن عنها والخفي وإنما هو ضد هؤلاء وأولئك البهلوانات الذين يعتبرون أنفسهم قادة للرأي والسلطة الرابعة في وطننا المنكوب بأمثالهم ومما زاد الطين بلة إن الجميع في مصر تحولوا من كرويين أو فهلويين أو أشخاص طبيعيين الي سياسيين من كل الدرجات والتي أفضلها هو سياسي بدرجة سيئ. نعم نحن نعاني من أمية سياسية ليس للإعلام وحسب ولكن أيضا لمن يشاهدون هذا الإعلام وهذه مصيبة أما المصيبة الأفدح والأعظم أن السياسيين الذين يضعون الخطط لهذا الإعلام هم بدرجة سيئ جدا! عند ذلك الموقف المعقد والمتشابك لا نستطيع القول إن الإعلام يشارك بدور في السياسة الرشيدة وإنما هو صانع الكثيرمن الهلوسة السياسية التي تدور رحي معاركها علي الشاشات والصفحات والإذاعات؟ يعتقد البعض أن الإعلام مجبر علي الدعاية والإعلان والتسلية بقصد جني الأرباح وتحقيق المردود الاقتصادي لهذه الصناعة اليومية التي تتكلف الكثير من الأموال لنقلها عبر الأثير وفي خضم ذلك وجد نفسه يغلق الحقائق لتصبح سلعة تباع وتشتري وتزيف في أغلب الأوقات حتي يستطيع التنافس بها والحصول علي أكبر جزء من اقتصاديات هذه الصناعة ولأن هناك البعض يفتقدون عنصر الفهلوة أو الجذب الإعلاني ولكن لديه هذه الأجندة الخاصة فإنه يقوم علي ترويج الخبر مخلوطا بالرأي فقط وهو يفتقد هذا العنصر الاقتصادي المهم وهو الإعلان مما جعله يصيغ الخبر مخلوطا بالرأي والوهم والأكاذيب مضافا اليها هذه الأجندة الخاصة لعل

ذلك يكون جاذبا للبعض ممن يبغون نوعا جديدا من التسلية والمتعة إلا أن الشيء المهم في ذلك هو أنهم واضحون في نهجهم ومقاصدهم ويعتبرهم البعض أنهم أكثر مصداقية من أولئك الذين يستطيعون قول الحقيقة ولكن يرفضون لأنها لا تتوافق وما يعتقدون من هراء!! عند هذا المنعطف الخطير وهو عدم توافق الحقيقة مع هذا الواقع وما يعتقده من يقومون علي صناعة الإعلام يتحول الأمر من كارثة الي مأساة حيث تتم صياغة جمل مبهمة وصور ملفقة وأخبار كاذبة - طبقا لمصادر مجهولة - وحوارات عشوائية غوغائية تنم عن جهل ووقاحة - البعض يعايرنا أن الموسسة العسكرية المصرية تتلقي تمويلا من الخارج - لم أجد وقاحة وغباء أكثر من هذا الطرح الذي يقف البعض من الإعلاميين أمامه صامتين علي أساس أن السكوت علامة الرضا! بالقطع نحن نختلف ونتفق مع سياسات المجلس الأعلي للقوات المسلحة ليس من قبيل المعارضة والاختلاف أو من قبيل النفاق والاتفاق ولكن من أجل المصلحة العامة لدولة عريقة مثل دولتنا إن الإعلام كان يهلوس قبل 25 يناير وكنا نعذره للقبضة الأمنية الباطشة ولكن الإعلام مازال يلهوس بعد 25 يناير بالرغم من تلاشي القبضة الأمنية الباطشة!  وعند ذلك لانستطيع لوم الأمن ولكن نستطيع بمنتهي الدقة أن نشخص حالة الإعلام بأنه يهلوس سياسيا في الغالب ويهلوس وحسب دائما لأنه يعرف سوي الهلوسة والإعلام علم ودراسة وحينما يتحول الي عشوائية ودجل فماذا تنتظرون سوي الهلوسة!
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.. يحيا الشعب المصري حرا كريما.