رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على كل من يفكر في الترشح للرئاسة أن يراجع نفسه اولا

 فى كل يوم تصل الى أذهاننا أصوات لها رنين عال تزكى نفسها للترشح لرئاسة الجمهورية، وكما يقول المثل الشعبى ( وكأنك يا أبو زيد ما غزيت ) يبدو أن هؤلاء البالغين من العمر أرذله لم يقرأوا ماحدث جيدا

  أو ربما لم يستوعبوا الدرس حتى الآن ، فعندما تساءل البعض عن قدوم الأمين العام للجامعة

العربية فى اليوم العاشر للأنتفاضة واندس بين المتظاهرين ، اعتقد بذكائه المفرط أن ذلك لم يترك

علامة استفهام كبيرة عندهم .! جاء وفى مخيلته أنه مقبول عند الكثيرين ، بعد أن خدعه بعــــــــــض

المقربين والممالقين له بأن ترشحه للرئاسة سوف يقابل بحفاوة كبيرة من كل أطياف الشعب ، عندئــذ غررت به نفسه وأعلن عن ذلك جهرة ، .! ومثله مثل الآخرين الذين تجاوزوا السبعين مـــن العمر ، الذين زينت لهم أنفسهم عشق الكرسى والشهرة والمال الوفير ، حيث أصبح منصب الرئاسة فى كل بلــــدان

العالم الثالث مصدرا كبيرا للتربح ، وكلنا أصبح لا يخفى عليه كم الثروات المذهلة التى حققها الحكام الذيـن

اجبروا على الرحيل أو الذين مازالوا على كراسيهم ...!

ونريد أن نسأل أمين الجامعة ، ماذا حقق من انجازات طوال مدة جلوسه على الكرسى للبلاد العربية أولا ، ثم

للتحضير قبل انعقاد القمم العربية ثانيا ..؟ بالنسبة للجامعة فهى لم ترقى ببرامجها وما تعده سلفا لحل أى مشكلة من المشكلات التى واجهت أى بلد عربى مثل ( العراق ، الصومال ، فلسطين " غزة " ، لبنان ...ألخ )

وذلك لكونها هى وكل أعضائها مسيسة من قبل الأنظمة الحاكمة ..! اذن ماذا كان دور الأمين العام منذ توليه

المسئولية  غير الوجاهة والتمسك بالكرسى والغناء الفاحش الذى لايعلم به الا القليلون والمقربــون

وما خفى كان أعظم ، ونحن لانريد أن يكون تركيزنا على شخص معين ، ولكنا أردنا أن نضرب مثل عن أى مواطن يفكر جديا فى الترشح لرئاسة الجمهورية ، عليه أولا أن يسأل نفسه عن عمره وعن رجاحة عقلـــــــه

وعن مايحمله من مؤهلات تمكنه من تحمل مسئولية شعب بلغ تعداده أكثر من خمسة وثمانون مليون مواطــن

خارجين من حقبة حكم أمسك بها العسكر ثمانية وخمسون سنة أذاقوهم فيها كل أنواع الذل والهوان ،عـــلاوة

على اخمادهم للعقول المفكرة والمثقفة ، والعمل بسياسة التجويع ليظل المواطن يشغل نفسه دائما وأبدا عــــن

كيفية الحصول على لقمة العيش التى يسد بها رمق جوعه وجوع أبنائه ، والأكثر عجبا أنهم سمحوا للعقــــول

العبقرية أن تهاجر الى البلاد المتقدمة لأن بلادنا ليست فى حاجة اليهم ..! أما الأكثر عجبا هو العمل علـــــــى

انتشار الرشوة والفساد داخل كل المؤسسات والهيئات الى أن امتلأت حسابات كل المحسوبين على أنظمـــــــة

الحكومات المتعاقبة من وزراء ومحافظين ورؤساء تحرير صحف واعضاء فى الجامعة العربية وأعضــــــاء

فى مجلسيى الشعب والشورى ورموز معروفة فى الحزب الوطنى وفى الأذاعة والتلفزيون وفى شركــــــــــة صوت القاهرة للمرئيات وفى مدينة الأعلام السينمائى وجهاز السينما وبعض النقابات وأخيرا رجال الأعمــال

الذين سمح لهم النظام أن يجردوا الدولة من كل ممتلكاتها عملا بالمثل الشعبى (نفعنى ونفعك ) فلقد تقاسمــــوا

مع الحاكم وعائلته ثروات الشعب المغلوب على أمره .

لذلك نحن نقول أنه يجب على من خطر فى فكره أن يقوم بترشيح نفسه ، عليه بالضرورة أولا واخيـــرا أن

يكون مواطنا شريفا لايتجاوز الخمسينات من العمر ، مشهودا له بالنزاهة وأمواله التى يمتلكها من مصــــادر

معروفة ومقبولة لدى الشعب ، فكل من رشح نفسه فى الرئاسة السابقة أغدق عليه الحاكم بالملايين والجميع

ناهز السبعين من العمر ماعدا مواطنا واحدا كان فوق الأربعين لا نعلم من أين له بكل هذه الأموال التى مكنته

من تأسيس حزب وجريدة وشقة فاخرة فى الأحياء الراقية، وكل هذه الأموال التى تم اهدارها على الدعاية لحملة الرئاسة التى باءت بالفشل، ولذلك من المؤكدأن ذلك كان  مرجعه الحسابات الخاطئة والتسرع والغرور الذى سوف يلازمـه اذا مافكر فى اعادة الكرة مرة ثانية .

نقول الشرف والنزاهة ورجاحة العقل والمؤهلات العلمية والمال المكتسب من مصادر مشروعة وليست بهـــا

أية شبهة ، كل هذا علاوة على ما حددته البنود التى تم تعديلها فى الدستور ، فهل كل هذه الشروط متوافرة فى

من فكر واتخذ القرار فى الترشح للرئاسة ..؟ هذا ما سوف تجيب عليه الشهور القادمة ، وليكن فى علم كـــــل

منهم أن الشعب بشبابهه ورجاله ونسائه وفتيانه وكل طوائفه أصبح لديه الوعى الذى استعاده بعد ثباتـــــه فـى

نوم عميق كل هذه السنين ،أصبح يعى جيدا من الذى يستحق أن يدلى له بصوته ومن لايستحق ..! لقد تجــاوز

الشعب مرحلة الأستكانة والخنوع والهزيمة داخل النفس واستفاق من غيبوبته ، لذلك قرر أن يقف بكل حـــزم

وثبات أمام كل من تسول له نفسه أن يحاول أو يفكر فى خداعه أواستغلاله من الوصول الى سدة الحكم ، ثـــم

يبيعه بمصاهرته للقوى الخارجية مثلما فعل من قبله الذين أبرموا مع اسرائيل وواشنطون معاهدة ( كمب ديفد)

أو مثل الذين باعوا القضية الفلسطينة من أجل عيون الصهاينة ، و أهدوهم الغاز والبترول بأبخس الأثمان،

ان مثل هذا لن يتكرر أبدا ، لذا يجب على الحكومة القادمة التى ستخلف حكومة تصريف الأعمال أن يكون من أول اهتماماتها هو الغاء المعاهدة المشئومة مع الصهاينة وكذلك كل الأتفاقيات الأخرى المبرمة معهــــم .

كذلك يجب عليها أيضا النظر فى كل القوانين البالية التى عفى عليها الزمن والتى شرعت منذ عهد محمد على

ومن خلفه حتى مابعد ثورة يوليو 1952 ، حيث أنها قوانين مهترئة أصبحت لاتواكب العصر بما حدث فيــــه

من تغيرات من أهمها القيمة الفعلية للجنيه المصرى وتأثير ذلك على الأقتصاد والمال والنمو المتزايد فى عدد السكان ، مقارنة مع ارتفاع نسبة خريجى الجامعات فى مختلف التخصصات وعدد العاطلين منهم الذى يقارب

المليونين ، فمن المهم جدا أن تضع الحكومة الجديدة أهمية قصوى لأيجاد فرص عمل لهؤلاء الشباب لتدويــر

عجلة التنمية فى البلاد ، كما يجب عليها الأهتمام الشديد بأعادة تشغيل كل المصانع التى أغلقها النظام السابـق

واسترداد المصانع والشركات والقطاع العام الذى تم بيعه بأبخس الأثمان للمنتفعين وأصحاب الأعمال الذيـــن

لم يتم القبض عليهم ومحاسبتهم حتى الآن ، فالمفروض أن عدد الذين تم القبض عليهم لايرقى للعدد الهائـــــل

الذى يجب القبض عليه فورا ومحاسبته داخل كل المؤسسات والهيئات والوزارات اعتبارا من رئيس مجلـــس

الأدارة حتى الصف الثالث الذى يليه .

 

فى الحقيقة نحن نشفق على الحكومة القادمة وعلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى وقع على كتفيه العبـأ

الأكبر منذ رحيل النظام السابق الذى ترك له ارث يحيط به الفساد من

كل جوانبه ، فما زال الآلاف من رموز

الحزب الحاكم ( لا يجب علينا أن نقول الحزب الوطنى، فهو الفرد الحاكم لأن فى ذلك اساءة لمفهوم الوطــن)

لم يتم القبض عليهم ومحاسبتهم ، كذلك الكثير من القضاه الذين سايروا الحاكم وأتمروا بأوامره ،فمثلهم مثل

رؤساء تحرير الصحف وكل الصحافيين الفاسدين الذين باعوا ذممهم والذين اشتراهم النظام فتحولوا مـــــــن

اليسار الى اليمين المعتدل بقدرة قادر، مثلهم مثل بعض الأحزاب المعارضة الذين أخرصهم النظام ،فدفـــــق

عليهم المال الوفير ليأمن شرهم ، كذلك لا يكفى أن يحاسب وزير الداخلية بمفرده داخل هذا الجهاز الذى يضم

آلاف العناصر الذى يجب محاسبتهم ، وليس هناك أى غرابة فى محاسبة ثلاثة أو أربعة ملايين بتهمة الفســاد

واهدار المال العام وسرقة المليارات من بنوك وخزائن الدولة متمشين فى ذلك مع سياسة الرئيس وعائلتــــه ،

ليس عيبا فى ذلك ، ولكن العيب هو فى عدم محاسبة كل هؤلاء مهما كان عددهم . ولقد نوهت فى مقال سابق

بأنه كان يجب على الشباب وكل من شاركهم المطالبه برحيل الحاكم وعائلته ألا يغادروا البلاد قبل محاسبتهم

ولكن يجب علينا ألا نستسلم ، انما يجب علينا ألا نترك أى وسيلة من الوسائل القانونية التى تـــــــؤدى  فـــــى

النهاية الى الأمساك بهم ومسائلاتهم . ولقد تم لنا ذلك والحمد لله .

أما بخصوص الدستور الذى تم تعديله ، فان ذلك كان ما أراده الحاكم السابق على أمل أنه باق على رأس السلطة ،فلقد قام بتشكيل حكومة جديدة بعد أن حل حكومة نظيف ،ثم جاء بنائب له ،ثم وعد بعدم ترشحـــــــه

لرئاسة أخرى ، وكذلك فعل مع رؤوس الحزب الحاكم ولجنة السياسات ، بدل قطع الشطرنج ونصب مكانهــا

أخرى ،ثم طلب اعادة النظر فى مجلسى الشعب والشورى ، ولكن كل هذا لم يرقى لما كان يطالب به الشــعب

وتم للشعب كل ما أراده ، رحل الحاكم ،ورحلت أيضا حكومة شفيق ، وتم حل مجلسى الشعب والشورى ، وتم الغاء الحزب الحاكم ، والأمساك ببعض رموز الفساد والتحفظ على أموالهم ، وشكلت وزارة تصريــــــف

أعمال برئاسة عصام شرف ، وكل هذا قد تم ولكن الدستور بقى كما هو عليه ، لم يتغير فيه غير الخمسة مواد

علما بأننا نعرف جميعا أنه قد تم تفصيله ليتمشى مع الحاكم السابق وعائلته ، اذن أصبح هناك ضرورة ملحــة

من أجل تغيير الدستور ،حيث أن بقاؤه كما هو عليه يمثل عارا كبيرا لحجم ماحدث وما زال يحدث بعــــــــــد

الخامس والعشرون  من يناير 2011 .

لماذا التلكؤ فى تشكيل لجنة من الدستوريين المتخصصين فى عمل الدساتير ، أو قراءة بعض الدساتير السابقة

مثل دستور 1936 أو دستور 1952 وتعديل مايمكن تعديله وما يتمشى مع ظروف المرحلة ويواكب العصر؟

من المفروض أن يحدث هذا قبل الشروع فى الترشح للرئاسة ، حتى لانعطى لحكومة مابعد تصريف الأعمال وللرئيس القادم التفكير فى تفصيل دستوريتوائم مع ظروفه، مثلما حدث مع سابقيه .! لقد فعلها السادات مرتان ثم فعلها خليفته عدة مرات ، فلماذا لم يفعلها القادم قبل انتهاء مدة رئاسته المحددة بأربع سنوات أو ربما قبــــل

نهاية الفترة الثانية لو قدر له ذلك ..؟ نحن بشر ولسنا آلهة أو ملائكة أورسل منزهين .! والمثل واضح أمامنـا

فكل الذين يريدون ترشيح أنفسهم حتى الآن ، هم الذين يعشقون البقاء فى السلطة وتحت بريق الأضواء ،ومن

الشيئ المؤسف له أنهم لم يشبعوا ، فهم يحبون المال حبا جما ، ويأكلون التراث أكلا لما ..! هم لايخافون فــى

الله لومة لائم ، الناس تعتقد أن حكم العباد التى أمنهاالله عليهم شيئ هين ، يعتقد أنه قد تمرمغ فى بحر السياسة

وبحر من العلاقات ، وأن ذلك ليس له علاقة بالخوف من الله فى ظلم عبد واحد من عباد الله ، وهاهو عمر بن

الخطاب الذى لم ينام باليل أو النهار خوفا من أن يكون هناك من بات جائعا ، وهاهو أبوبكر الصديق الــــــذى

كان يقول أنه لايأمن مكر الله عندما كانت له رجل فى الجنة وقبل أن ينقل رجله الأخرى ، كان يخاف من الله

لدرجة أنه غير واسق من اجتياز الأختبار ، وأخيرا هذا عمر بن عبد العزيز الذى عرضت عليه الخلافــــــــة

فأبى ورفض وارتعدت مفاصله خوفا من ألا يستطيع أن يعدل بين العباد ..!

 

 

 

  د / حمدى حمودة                                                                                                        

                                                                                                                                   

البريد الالكتروني

[email protected]