رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل عام وأنتم بخير

إلى كل من إختلفت معه فغضب، وكل من خالفته الرأى فظن بى السوء، وإلى كل من ظن أن حب مصر تختص به قلوب دون قلوب، وإلى كل الذين يعرفون أن حب مصر أمر محتوم ومكتوب فى قلوب المصريين جميعا، وإلى كل المصريين فى كل مكان، كل عام وأنتم بخير.

  ومن الخير فى بداية العام أن نتذكر الحب والتسامح والعطاء، تلك القيم المصرية الأصيلة التى زرعتها وتبنت شجرتها على أرض الكنانة الأديان فصارت وارفة الظلال مترامية الأغصان أظلت المصريين عبر العصور، وحمتهم عبر القرون من قيظ الحياة وقسوة الأيام، ومكنتهم من هزيمة الأعداء وعبور الأزمات.  ومن الخير الكثير أن نتذكر هذا الآن فى بداية العام الجديد قبل أن يضيع عام آخر فى الجدال والصراع والتناحر بعد أن مضى على الثورة عامان ملأهما الجدال والتشويه والتسفيه والصراع المخيف، والعجيب أن كل ذلك كان من أجل مصر وحبا للوطن!!.  ولا أدرى كيف يجتمع الصراع المفزع والتشويه الخبيث والجدال العقيم مع الحب، لكنها غرائب الأيام وتراكمات السنين العجاف، والصدأ الذى أصاب النفوس من طول البقاء فى هوة الظلم والخوف، وطول المكوث فى متاهة الفقر والفساد والتأخر والجهل.  كلنا ينظر للمستقبل وكلنا يسعى إليه لكننا نتعامل معه بأفكارنا البالية ومخاوفنا القديمة ويتحكم فينا الماضى بشكوكه وهواجسه.  لقد أسقطت ثورة يناير النظام وأسقطت جدار الخوف ومحت سقف الأمانى لكن كل ذلك كان خارج النفوس وعلى الأرض وأمام الناس، ولكن مافى داخل النفوس والعقول ومايمتلىء به الوجدان وهو الأهم للأسف لم تدركه الثورة حتى الآن.  إننا جميعا نتحدث عن التوافق ونبحث عن أرضية مشتركة للحوار وننسى أن حب الوطن يكفى لهذا ويزيد، وهل هناك أكثر من حب الوطن عامل للتوافق ودافع للتسامح والعطاء؟.  لقد تعودنا طيلة العامين الماضيين أن نذكر عيوب الآخرين ونتذكر المساوىء وننسى كل ماعدا ذلك، لقد تلبستنا روح الهدم فنسينا أن الهدم إستثناء من الأصل وهو البناء فلم تبقى لنا مؤسسة بنيت بعد الثورة إلا وهدمت أو تضافرت الدعوات لهدمها، حتى الدستور الذى أستفتى عليه الشعب ونتفق على أكثره وتتفق الآراء على تعديل مالانتفق عليه تتكاثر الدعوات لإسقاطه والعودة إلى نقطة الصفر والمراوحة فى المكان بدلا من التقدم ومواصلة السير.   إن مالدينا من حكايات عن التعاون والحب فى أيام الرعب والخوف أثناء الثورة كان يكفى لو تذكرناه، أن يغفر كل منا للآخر إساءته وخطاياه، وأن يجمعنا سياجا للثقة لا يتهدم مهما كان الخلاف أو الإختلاف.  ولكننا بدلا من ذلك نتذكر الماضى ونتحدث صدقا أو كذبا عن تاريخ الناصريين الإقصائى وتاريخ الإخوان المراوغ وتاريخ الجماعات الإسلامية الدموى وتاريخ الليبراليين الفاسد وتاريخ العلمانيين الفاجر ولانذكر أن

من كل هؤلاء من جمعتهم سجون الظالمين وألهبت ظهورهم سياط الظلم وننسى أيام الثورة التى وقفت فيها الفتاه المسيحية تصب الماء للشيخ كى يتوضأ وننسى المسلمين الذين حموا الكنائس وحموا محلات المسلمين والمسيحيين وبيوتهم فقد كونوا روابط شبابية لحماية المنازل والبيوت دون أن يسألوا عن ملاكها أو قاطنيها هل هم إخوان أم علمانيين أم ليبراليين أم مسيحيين أوغيرهم.  كنت أتمنى أن نكتب خلافاتنا على الرمال ونحفر تضحياتنا على صخور وجدران الوطن حتى لا ننساها.  فالرابطة بيننا ليست أقل من الأخوة التى كانت بين الأخوين الذين كانا يسيران فى الصحراء فحدث موقف بينهما جعل الأخ الأكبر يضرب أخاه فكتب الأخ الأصغر على الرمال لقد ضربنى أخى ثم أكملا طريقهما، وفى الطريق تعرض الأخ الأصغر للغرق فأسرع أخوه الأكبر لإنقاذه وإستطاع أن ينقذه بعد أن كاد يغرق هو أيضا، فكتب الأخ الأصغر على الصخر لقد أنقذنى أخى، فقال الأخ الأكبر لأخيه: لماذا كتبت على الرمال أنى ضربتك، وحفرت على الصخر أنى أنقذتك؟ فقال لقد كتبت على الرمال أنك ضربتنى حتى تأتى الرياح بالرمال فتزيلها فأنساها، أما عندما أنقذتنى فكتبتها على الصخر حتى لاتمحى أبدا ولا أنساها.  إن مابيننا من حب وأخوة وتضحيات عبر التاريخ لاتكفيه كل صخور الوطن لتسجيله وكتابته فكيف ننساه فى هذه الأيام التى يجب أن نكون فيها معا من أجل الوطن الذى نحبه.  ولن نكون معا إلا بالتسامح والحب والعطاء وهى قيم مصرية أصيلة لو بحثنا عنها لوجدناها مطمورة فى عمق النفوس والقلوب فلنزيل عنها الصدأ والغبار ولنجعل عام 2013 عاما للحب والعطاء والتسامح والبناء. ولنجعل ذكرى الثورة ثورة على مابداخل النفوس  فلنطيح بكل مالايتوافق مع قيمنا المصرية الجميلة كما أطحنا بالنظام الفاسد. وبكل الحب والتسامح كل عام وأنتم بخير