رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المثقفون وخطاب الإستاد والثورة

من يتابع تعليقات المثقفين وآراء الكتاب والصحفيين حول خطاب الرئيس الأخير بمناسبة ذكرى نصر إكتوبر المجيد ربما يظن أن توجيه الخطاب من الإستاد بعد أن طاف الرئيس حول المدرجات محييا جمهور الحاضرين

قد أدى للخلط بين السياسة والرياضة.   فمعظم الكتابات والتعليقات على الخطاب جاءت على نمط التعليق على المباريات الكروية ولم تخرج عن أحد وصفين إما سىء سىء سىء ولا شىء جديد، أو كما رد شباب الإخوان بأنه جميل جميل رائع الله عليه.   وأرى أنه كان من الأفضل كتابة معظم هذه المقالات والتعليقات فى الأبواب الرياضية بالصحف أو نشرها فى المجلات الرياضية المتخصصة تحت عناوين مثيرة إستعدادا لعودة الدورى وتنشيطا لذاكرة الصحفيين والمعلقين الرياضيين.  لقد غاب العقل وحضرت المشاعر وغابت مصلحة الوطن وحضرت مصالح الأحزاب والتيارات والقوى السياسية المتناوئه. تحولت الديمقراطيه إلى عواطف وحب وكره وسيطرت المشاعر على آراء وكتابات السياسيين، ولو صدر هذا من أشخاص عاديين لهان الأمر ولكن أن يكون المثقفين ومن نطلق عليهم النخبة هم من تولوا العزف على المشاعر والكتابة على أوتار العواطف فهذا مايدعو للقلق على مستقبل الوطن.   فهناك من لم يعجبه الحضور ولا شكل الجمهور فقال إنها أخونة للإحتفال مع أنه لم يكن هناك قيد على الحضور ولو كان العدد قليل ولم يرقى لمستوى المناسبة لوصف الإحتفال بأنه مهزلة وعدم إحترام للتاريخ العظيم وعدم تقدير لعطاء القوات المسلحة وأنه لايتناسب مع جلال الذكرى وأن الإسلاميين لا يحترمون النصر العظيم لأنه كان بقيادة الليبراليين.  وهناك من لم يعجبه طول الخطاب ولا لغته مع أن الخطاب كان فى مناسبة وطنيه وموجها لجماهير الشعب عامة ومن هذه الناحية قد تكون فى البساطة والإطالة والتفصيل والإعادة إفاده، فلماذا يريد المثقين أن يكونوا هم المعنيين بخطابات الرئيس دون بقية الشعب ولو فعل ذلك لقالوا إن الرئيس يحدث جماعته إنطلاقا من الإشارة إلى طبيعة الجمهور الحاضر فى الإستاد.    لقد تركز النقد على من غاب ومن حضر وعلى التطويل والتقصير وعلى ماكان يجب أن يقال اكثر من التركيز على ما قيل، ومن إهتم منهم بما قيل لم يجد فيه إلا ما أطلق عليه ثلاثية النفاق، إذا حدث كذب وإذا عاهد أخلف وإذا أؤتمن خان!!.  إلى هذا الحد وصل النقد وغابت الموضوعية ونسى المثقفين أن عليهم واجب للوطن يأتى قبل العواطف والمشاعر ويتقدم على الإنتماءات السياسية والحزبية فدورهم ليس النقد وبيان القصور والتنبيه على الخلل فقط ولكن من ضمن

دورهم ورسالتهم أيضا تحفيز الهمم وإثارة العزائم وبث الثقة والأمل، فلو إقتصر دور النخبة والمثقفين على النقد والتأكيد على الضعف والإشارة لقدرات العدو وصعوبة المواجهة لما كان العبور ولما كان النصر.  إن النقد البناء والنصح الخالص وتحفيز الهمم وإحياء الأمل وبث الثقة بأن النصر قادم رغم قلة الإمكانات وصعوبة الموانع وجهازية الأعداء كان أحد الأسباب المهمة للعبور والنصر.  ليس المطلوب أن نرى الخطاب كما يراه شباب الأخوان بأنه كامل مكمل أبيض ناصع لانقص فيه، ولكن المطلوب مراعاة الظروف وتقدير الأمور حتى يكون النقد موضوعى وبناء.  إن التركيز على الفشل ومواطن الزلل وإغفال الإيجابيات وترويج التفكير السلبى والنظرة السوداوية أشد على الثورة من كل أعداء الثورة فى الداخل والخارج.  فماذا بعد أن يعيش الناس بمشاعر سلبية وأحاسيس سلبية وإعتقادات سلبية غير أنهم لن يروا إلا السلبيات ولن يفكروا إلا فى السلبيات وماذا ننتظر منهم بعد ذلك غير الإحباط والسلوك السلبى وعدم إحترام القانون وعدم المشاركة مع أننا نعلم جميعا أن القضاء على العشوائية واللامبالاه والفقر وميراث السنين المر لن ينجح ولن يكون إلا بالمشاركة الشعبية بكل قوة وبزل الجهد بكل جد وإطلاق العنان للخيال والفكر.   نعم لقد عشنا سنين فى كذبة إعلامية كبيرة تصور لنا وتتحف آذاننا ليلا ونهارا أن مصر محط أنظار العالم وأن كلام رئيسها تاريخى ينتظره الرؤساء والشعوب والقاسى والدانى يستنيرون بهداه ويتعلمون من حكمته وحنكته ثم إكتشفنا عمق المأساه وحجم الكارثة، ولكن ليس معنى ذلك أن يحركنا الماضى ويسيطر علينا خوفنا من تكرار ما كان فنقتل الأمل فى قلوب الناس ونقتل ثورتنا فى أول الطريق.