كيف يعرف هؤلاء عظمة الرسول؟
هدأت عاصفة التظاهرات وسكنت ضوضاء الغضب العاطفى ضد الفيلم الذى أطلق عليه المسلمون بالخطأ الفيلم المسىء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. ولكن على عقلاء الأمة ومفكريها وناشطيها أن لا يهدأوا وأن يقودوا حركة الغضب العقلى ضد هذا الحقد الدنىء وأن لا يسكنوا حتى ينتصر الحق ويفتضح أمر المبطلين. لقد أخطأ من أطلق على هذا الفيلم وصف الفيلم المسىء للرسول الكريم،
فقد كان من الأصوب أن نطلق عليه الفيلم الكاذب او الفيلم الملفق حتى تكون الرسالة واضحة تبين حقيقة الفعل وتدفع المتلقى للبحث عن الحق. فحتى لو كانت نية من أطلقوا هذا الإسم على الفيلم هى لفت إنتباه المسلمين إلى الإساءة والتشويه المتعمد لحياة الرسول الكريم، فقد أحسنوا النيه وأخطأوا الهدف!!. فما كان ينبغى أن يكون الهدف هو لفت إنتباه المسلمين وإثارتهم فقط، فقد كان أحد أهداف صناع الفيلم أيضا هو إثارة رد الفعل الشعبى غير المنظم وغير المحسوب، ولكن كان يجب أن تكون رسالتنا واضحة ومؤثرة بإعلان الحقيقة والتركيز على الكذب والتلفيق ليصل المعنى الصحيح من غضبة المسلمين لكل المتابعين والمراقبين والذين سيدفعهم الفضول بسبب الأحداث لمشاهدة الفيلم. ومحتوى الفيلم وتوقيته يؤكدان أيضا أن هذا الوصف الذى أطلقه المسلمون فى أنحاء الأرض على الفيلم غير صحيح وما كنا لنتجاوز كبد الحقيقة لو قلنا الفيلم المسىء للإنسانية بدلا من قولنا الفيلم المسىء للرسول الكريم. فالواضح من توقيت الفيلم ومحتواه أنه يسعى لتقويض الصورة التى نشرتها ثورات الربيع العربى عن العرب والمسلمين والعمل على ترسيخ الصورة التى صنعوها وروجوها للمسلم الإرهابى والعربى الهمجى بعد أحداث 11 سبتمبر. إن الخوف والقلق من نجاح المسلمين فى تغيير الصورة التى صنعها الكارهين للإسلام والمسلمين عبر القرون والخوف من سطوع شمس الإسلام التى إستطاع الحاقدين تشويهها وطمسها وتغييبها عن أنظار العالم الذى سأم الظلام والضلال وأمسى يتخبط باحثا عن النجاه، هى الدافع والأساس الذى يقف خلف كل هذا التشويه والهجوم على الإسلام والمسلمين ونبي الإسلام ورسالته. ولا يغيب عن المتابع أن من أهداف إنتاج مثل هذه الأفلام هو إهانة من يمثلون العظمة والرقى فى التاريخ الإنسانى، وتشويه رموز الطهارة والسمو فى نظر الناس حتى يظنوا أن تطهر الإنسان ورقيه أمر مستحيل، فتسقط بذلك مقاومة الإنحطاط وتتلاشى رغبات السمو لدى البشر ويرضى الجميع بحياة الخنازير. إن تجار الهوى والعرى والجنس والمخدرات وآكلى لحوم البشر والمقتاتين على الحقد والكذب والمتربحين من الخراب لن يرضيهم ابدا أن تبور تجارتهم فكيف يسمحون لشمس الإسلام أن تسطع ولرسالة الأديان أن تتضح ويعرفها الناس!. إن الإساءة لكل صورة جميلة وتشويه كل رمز للخير فى الحياة هو هدف