عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكفاح المشلح

مايحدث الآن فى مصر من تصريحات فضائية وبرامج حوارية رمضانية ومقالات نقدية لايخرج  المتلقى من معظمها إلا بمعانى سلبية من عينة أن الوطنية هى التربص وتصيد الأخطاء وأن العمل الوطنى هو السعى لإفشال الآخر والتشكيك

فى قدرته ونزاهته وأن قمة النجاح السياسى هى الوصول لإفشال الخصم ومنعه من تحقيق أى نجاح على المستوى السياسى والوطنى.  وليس على واحدة ونصف ولكن على وقع هذه المعانى السلبية والتى يمكن وصفها بالخليعة ولاتتناسب مع روحانيات الشهر الكريم لخلوها من القيم الوطنية الصحيحة تاتى تصريات الراقصة دينا فى برنامج أنا والعسل، والتى نشرتها بوابة الوفد تحت عنوان "الرقص الشرقى كفاح" لتكمل الصورة الجديدة لمصر بعد الثورة وتوضح الحقيقة وتأخذ بأيدينا لتعديل المثل القائل "خذوا الحكمة من أفواه المجانين" ذلك المثل الذى آمنا به فى مصرنا الحبيبة لعقود فتحولت حياتنا إلى بؤس وخيبة.  ولكن بعد الإستماع لهذه التصريحات الحكيمة التى أطلقتها الراقصة دينا يتحتم علينا إذا أردنا تغيير الواقع أن نسعى لتغيير المثل ليكون "خذوا الحكمة من أفواه المجانين والراقصات".  فعلى المستوى الشخصى أعترف أنه من الممكن أن يكون لهذه التصريحات فائدة كبيرة فى فهم بعض ماكان يستشكل على فهمه سابقا، فقد كنت أقف متحيرا أمام أقوال وافعال وتصرفات الكثير من الأحزاب والسياسيين والمعلقين بعد تولى الرئيس مرسى الرئاسة، فبدلا من التعاون وبث الطمأنينة والثقة كان التخذيل والتخاذل وتضخيم المسالب والتخويف من المستقبل.  وياتى مثالا على ذلك تشكيل الوزارة فعندما تأخر فى إعلان الحكومة قالوا اين هذه الحكومة التى كان يتحدث عنها الإخوان أنها جاهزة لتولى المسؤلية، ولو سمعوا باختيار إخوانى واحد فى الحكومة تقوم الدنيا ولاتقعد ضد التكويش، ولو جاءت حكومة تكنوقراط فإن التكنوقراطية لاتنفع فى هذه المرحلة وإذا جاءت سياسية كان الإتهام الجاهز أنها  من أهل الثقة وليست من أهل الكفاءة.  وهكذا مع كل مايقوم به الرئيس من أفعال أو يدلى به من تصريحات لا تجد إلا تصرفات رافضة وتعليقات مستنكرة تذكرك بحكاية جحا وابنه وحماره.  ومن هنا فقد جاءت تصريحات الراقصة دينا لتزيل العجب وتمحو الحيرة فقد قالت فى تصريحاتها الرمضانية الأخيرة "إن الرقص الشرقى كفاح" وهنا تنبهت إلى أن عدم فهمى وإستنكارى لأقوال بعض هؤلاء السياسيين والكتاب والمعلقين وعكشنة توفيق عكاشة وخرطشة النائب السابق محمد أبو حامد الشهير بأبو خرطوشة وهذيان مصطفى بكرى وتصميمه على أن أحمد شفيق كان هو الفائز فى إنتخابات الرئاسة، كان سببه عدم فهمى لكلمة كفاح والتى كنت

أظن بسبب التعليم العقيم ونشأتى القروية أن لها معنى واحد ولون واحد فقط، ولم أكن أدرى أن الكفاح أنواع وألوان وكما أن هناك كفاح مسلح كذلك من الممكن أن يكون الكفاح مشلح!!، وبذلك يبطل العجب إذا عرف النوع والسبب، ويكون الشكر واجب للراقصة دينا على هذا التوضيح والبيان.  وليس هذا فقط فالراقصة تجلت وأضافت تصريحا آخر لا يقل خطورة عن التصريح السابق يحق لها تأخذ علية جائزة السبق وبراءة الإختراع حيث قالت "أن الفرق كبير بين الرقص والإثارة، وأنه يمكن التفريق بينهما من المشاهد الناضج وليس السكران".   ولو تأملنا هذا الكلام لتوصلنا للسبب الرئيس لمشاكلنا بل ووضعنا نواظرنا على المواضع الحساسة أقصد المهمة التى غابت عنا قبل حديث الراقصة، فمن هذا الحديث يتبين أن أكثر مشاكلنا لم تكن بسبب النهب والفساد والفقر والظلم وسوء الإدارة الذى عاناه الشعب طيلة 30 عام ولكن السبب يكمن فى أننا شعب سكران، والدليل واضح فمعظمنا يخلط بين الرقص والإثارة ويفهم ما يقوله أمثال أبوحامد ومصطفى بكرى وعكاشة وكثير من الكتاب والمحللين على أنه إثارة مع أنه رقص واضح، ولهذا فإن الشكرا مرة أخرى للراقصة دينا أيضا واجب ومن الآن فصاعدا علينا أن نكون أكثر وعيا ونضجا فى فهم مايقدمه إعلامنا المحترم بل ويجب أن نقدر له ذلك بل ونعتزر عن إتهامنا إياه بعدم الحيادية لأننا لونظرنا إلى ما يقدمه بعين المشاهد الناضج لوجدنا أن أكثر ما يقدمه فى البرامج الحوارية والسياسية رقص وليس إثارة.  وفى هذا المنعطف التاريخى وهذه الفترة المهمة من تاريخ بلدنا الحبيب لابد من إستمرار الكفاح المشلح.
أمين عام حزب الوسط بالفيوم