الشعب إختار الرئيس ولا مكان للشماته
أخيرا بعد طول إنتظار لما يقرب من عام ونصف، وأحداث إختلطت فيها المرارة بالدم وبالحلم، وأيام ملأها الإقدام والتطلع والخوف، وشباب لم يبخل بالروح ولابالنفس ولابالدم وميدان لم يهدأ فى البرد القارص أو الحر القائظ إختار له التاريخ الإسم وترك للشعب إختيار وقت التجسيد ليكون إسم الميدان على مسمى ورمزا لإعلان حرية الوطن.
أخيرا جاء يوم تسمية أول رئيس بعد الثورة يوما عظيما مهيبا والأيام المولودة من رحم الثورات فى عمر الأمم ليست كثيرة لكنها تصنع حياة ممتدة وتاريخ عظيم، جاء يوم إعلان نتيجة الإعادة فى إنتخابات الرئاسة أخ وشقيق لليوم الأول الذى صنعه الثوار بدمائهم يوم 25 يناير 2011 وهو يوم التخلى. أما هذا اليوم فهو يوم الإختيار ويوم ويوم التحلى. وعظمة هذا اليوم وفرحة هذا التاريخ لا علاقة لها بإسم الرئيس المنتخب أو إنتمائه أو مهارته أو تاريخه أو مؤهلاته ولا حتى بحب الشعب أو كرهه له. ولكن عظمة اليوم وفرحته تأتى من حرية الإختيار والمشاركة. فلب القصيد الآن أن الرئيس قد جاء بعد إنتخابات حرة نزيهة وأن الشعب هو الذى إختار رئيسه ووضعه على الكرسى ليتولى الحكم. لقد كان حلما طال إنتظاره يتحول اليوم إلى واقع نعيشه بكل قلوبنا وجوارحنا كأن الوطن بأشجاره وطيوره وحقوله وبيوته وأرضه وبحره وسمائه تشاركنا فرحتنا ومشاعرنا. إنه اليوم الذى عشنا قبله نختلف ونتحاور ويحاول كل منا إقناع الآخر بالمشاركة وعدم المقاطعة وإختيار مرشح الثورة حتى لو إختلفنا معه حتى لا تتحول الثورة إلى تاريخ وحتى لا يتسرب الإحباط واليأس إلى عقول وقلوب هذا الجيل الجميل وحتى تظل أحلام التغيير تلهم النفوس وتدفع العقول إلى التفكير فى غد أفضل ووطن أرقى وأعظم. وهكذا تحقق الحلم وجاءت الحقيقة الجديدة كما أرادها الشعب لتبعث الحياة فى ضمائرنا وتزرع الأمل فى وطننا وتعلن العنوان الجديد فى صفحات التاريخ المصرى الحديث بكل وضوح تملأه العزة، أن أول رئيس بعد الثورة لم يأتى بأمر العسكر أو الغرب أو الأستانه ولن يكون كل همه جمع الضرائب وإرسال الهديا لإسترضاء السلطان العثمانى ومن فى البلاط السلطانى على حساب الشعب المصرى العظيم، ولم يأتى كما كان قبل ثورة 1952 لأنه كان وليا للعهد يتولى الحكم بعد موت الملك ليتفرغ لإشباع رغباته ونزواته، ولم يتعين رئيسا لأنه كان نائبا للزعيم الذى مات فجأة، ولم يصل إلى كرسى الرئاسة لأنه كان نائبا للرئيس الذى قتل على المنصة بجواره وأنقذته الأقدار فانتقل فجأة من المنصة إلى كرسى الرئاسة ووجد بين يديه سلطات بلا حدود قد كرسها الرئيس السابق وفرصة بنص الدستور القائم أن يحكم مدى الحياه، فلا يلبس إلا قليلا
---
أمين عام حزب الوسط بالفيوم