عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الشعب إختار الرئيس ولا مكان للشماته

أخيرا بعد طول إنتظار لما يقرب من عام ونصف، وأحداث إختلطت فيها المرارة بالدم وبالحلم،  وأيام ملأها الإقدام والتطلع والخوف، وشباب لم يبخل بالروح ولابالنفس ولابالدم وميدان لم يهدأ فى البرد القارص أو الحر القائظ  إختار له التاريخ الإسم وترك للشعب إختيار وقت التجسيد ليكون إسم الميدان على مسمى ورمزا لإعلان حرية الوطن.

  أخيرا جاء يوم تسمية أول رئيس بعد الثورة يوما عظيما مهيبا والأيام المولودة من رحم الثورات فى عمر الأمم ليست كثيرة لكنها تصنع حياة ممتدة وتاريخ عظيم، جاء يوم إعلان نتيجة الإعادة فى إنتخابات الرئاسة أخ وشقيق لليوم الأول الذى صنعه الثوار بدمائهم يوم 25 يناير 2011 وهو يوم التخلى.  أما هذا اليوم فهو يوم الإختيار ويوم ويوم التحلى.  وعظمة هذا اليوم وفرحة هذا التاريخ لا علاقة لها بإسم الرئيس المنتخب أو إنتمائه أو مهارته أو تاريخه أو مؤهلاته ولا حتى بحب الشعب أو كرهه له.   ولكن عظمة اليوم وفرحته تأتى من حرية الإختيار والمشاركة.  فلب القصيد الآن أن الرئيس قد جاء بعد إنتخابات حرة نزيهة وأن الشعب هو الذى إختار رئيسه ووضعه على الكرسى ليتولى الحكم.  لقد كان حلما طال إنتظاره يتحول اليوم إلى واقع نعيشه بكل قلوبنا وجوارحنا كأن الوطن بأشجاره وطيوره وحقوله وبيوته وأرضه وبحره وسمائه تشاركنا فرحتنا ومشاعرنا.  إنه اليوم الذى عشنا قبله نختلف ونتحاور ويحاول كل منا إقناع الآخر بالمشاركة وعدم المقاطعة وإختيار مرشح الثورة حتى لو إختلفنا معه حتى لا تتحول الثورة إلى تاريخ وحتى لا يتسرب الإحباط واليأس إلى عقول وقلوب هذا الجيل الجميل وحتى تظل أحلام التغيير تلهم النفوس وتدفع العقول إلى التفكير فى غد أفضل ووطن أرقى وأعظم.  وهكذا تحقق الحلم وجاءت  الحقيقة الجديدة كما أرادها الشعب لتبعث الحياة فى ضمائرنا وتزرع الأمل فى وطننا وتعلن العنوان الجديد فى صفحات التاريخ المصرى الحديث بكل وضوح تملأه العزة، أن أول رئيس بعد الثورة لم يأتى بأمر العسكر أو الغرب أو الأستانه ولن يكون كل همه جمع الضرائب وإرسال الهديا لإسترضاء السلطان العثمانى ومن فى البلاط السلطانى على حساب الشعب المصرى العظيم، ولم يأتى كما كان قبل ثورة 1952 لأنه كان وليا للعهد يتولى الحكم بعد موت الملك ليتفرغ لإشباع رغباته ونزواته، ولم يتعين رئيسا لأنه كان نائبا للزعيم الذى مات فجأة، ولم يصل إلى كرسى الرئاسة لأنه كان نائبا للرئيس الذى قتل على المنصة بجواره وأنقذته الأقدار فانتقل فجأة من المنصة إلى كرسى الرئاسة ووجد بين يديه سلطات بلا حدود قد كرسها الرئيس السابق وفرصة بنص الدستور القائم أن يحكم مدى الحياه، فلا يلبس إلا قليلا

يسترضى الشعب وبعد أن تستقر له الأوضاع ويجتمع حوله المنافقين والأنصار يختصر الوطن فى شخصه ويحول الدولة إلى ضيعة وملك خاص ويخطط لتوريث الحكم لإبنه من بعده.   إن الشعب هذه المرة هو الأستانه وهو السلطان وهو زعيم الثورة وهو صاحب القرار وصاحب الإختيار.  هو من سيحدد للرئيس صلاحياته حتى لو سحبها الإعلان الدستورى أو جاء قبل أن يحددها الدستور وهو من سيمنح الرئيس سلطاته ويراقب إستخدامها ويحاسبه عليها، وهو من سيسعى الرئيس الجديد لإسترضائه وتحقيق مايتمناه حتى لو كان لبن العصفور.  لا تحزن إن كان الرئيس لا يمثل إختيارك ولا يرقى لطموحاتك فليس هنا وقت ولامكان للحزن.  لقد جاء الرئيس الجديد بناء على إرادة الشعب وبإختياره وليس عمله أو وظيفته ملكا ولا سلطانا ولكن رئيسا خادما يسعى لتحقيق طموحاتنا جميعا وأمانينا جميعا ولا سبيل لبقائه إلا بإسترضائنا ورضانا جميعا فنحن الشعب وأنا وأنت الرئيس.  فالحمد لله ناصر الثورة وناصر الشعب المظلوم.  وبنصر الله يفرح الثوار والمخلصون لكنهم أبدا لا يشمتون.  فالشماته تهدم الأوطان وتناقض الإخلاص وهى تعبير عن الأنانية وحب الذات وعدم الإعتبار بسنن الله فى الخلق.  وهى إماته للقيم وتسفل فى الأخلاق وتمزيق للأواصر والعلاقات فى المجتمع الإنسانى الذى لا سبيل لرقيه وتقدمه إلا بالتواصل والتعاون.   فليس المخلصون وحدهم هم من أكرمهم الله بالنصر فى الإنتخابات فربما يكون من بين من خالفهم التوجه والرأى من هو أخلص منهم وأشد حبا للوطن.  فليكن يوم تسمية الرئيس بداية جديدة لتوحيد الصفوف والتعاون والتعاضد والتنافس الشريف من أجل الوطن والشعب وأظن أن عبء هذا يقع فى المقام الأول على أكتاف الرئيس الجديد وبما نعلمه عنه من خلق وفضل نتمنى أن يتجاوز أخطاء الماضى ويكون رئيسا لكل الشعب. 
---
أمين عام حزب الوسط بالفيوم