رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين تعقيد المشهد وصناعة الزعيم

من القراءة السريعة للمواقف والآراء بعد الجولة الأولى من إنتخابات الرئاسة تستطيع أن تتبين أن الكثيرين ممن نسميهم النخبة لديهم قدرة عجيبة على تعقيد المشهد ووقف التطور الطبيعى للاحداث والرغبة الدائمة فى العودة للوراء.

فقد كان الظن الغالب لدى معظم الشعب المصرى أن للثورة أعداء وأول هؤلاء الأعداء وأشدهم خطرا هم أركان النظام القديم وأنصاره وأتباعه.  كنا جميعا نظن أن حلمنا واحد ولكننا نختلف حول طريق الوصول لهذا الحلم ووسائل الوصول ولايهم من يكون فى المقدمة أو فى القيادة لكن المهم أن يكون لدينا طريق للإختيار نصل به للتوافق حول شخص أو حزب أو أشخاص أو أحزاب نمنحهم الثقة ولو مؤقتا ثم تصحح الديمقراطية نفسها وتزداد قدرة الشعب فى كل مرة على الفرز والإختيار.  وحتى لو إختار الشعب هذه المرة الإخوان أو السلفيين أوغيرهم فليكن الإحترام الكامل لإختيار الشعب وكلنا يقين أن إستمرار الحال من المحال فقد بدأ الوعى الشعبى فى التبلور وأصبح لدينا رأى عام والحصول على الأغلبية مستقبلا لن يكون سهلا لأى حزب أو تيار وهذا هو دور النخبة والمثقفين فى قيادة قاطرة التحول وصناعة الوعى العام الإيجابى والقادر.  لقد كان المهم هو تنظيم العمل وضبط الإيقاع فحتى لو لم تكن قواعد اللعبة مرضية للجميع فهى على الأقل تحوز رضا الأغلبية، والخطأ والنقص وارد فى أى عمل إنسانى فليس لدى الإنسان نظام كامل على الإطلاق ولكن يكفى أن هناك أناس يسعون للكمال وشعب يراقب الأفعال والأعمال ويختار الأفضل ويستبعد السىء ويسعى للرقى والتقدم.    وكانت المفاجأة التى جاءت بعد إعلان نتيجة الجولة الأولى من إنتخابات الرئاسة والإستعداد لجولة الإعادة أن الكثير من الأفكار الثورية والتوقعات المخلصة ليس لها وجود فى أرض الواقع وأن الثورة قد تحولت لدى الكثيرين إلى حسابات شخصية وحزبية مما جعل المواقف تختلف وتتأرجح بحسب ما يمكن تحقيقه من مكاسب أو تعويضه من خسائر فى نهاية المرحلة الإنتقالية. وجاءت ثنائية الإختيار بين شفيق ومرسى لتصدمنا بمعطيات الواقع وواقع المصالح والحسابات.  فقد كان الظن الغالب أن يجىء الإختيار لدى شعب ثائر على النظام القديم والظلم والفقر والمعاناة ليستدعى إصطفاف الثوار والساعين للتغيير أولا مع مرسى مهما كانت درجة الخلاف مع الإخوان من حيث أنهم كانوا شركاء فى الثورة ثم المطالبة بعد ذلك بتصحيح الأخطاء التى وقع فيها الإخوان وتحقيق ذلك مهما كانت التضحيات وأن يكون الموقف المبدأى ضد أعداء الثورة وضد العودة للوراء.  لكن بدلا من ذلك وجدنا من يدعوا للوقوف عل الحياد وأصبح أعداء الثورة لدى البعض هم القادرين على تحقيق أهداف الثورة وليس مرسى لأننا فقط نختلف مع الإخوان ولا نرضى عن بعض تصرفاتهم أو ربما كما يقول آخرون أننا لا يجب أن نثق فى نواياهم، وكانت المفاجأة أن يصبح مستقبل الوطن لدى الكثيرين ممن نحسبهم من الثوار وممن كانوا فى الميدان يخضع لحسابات المصالح وغابت التضحية وتزبزبت المواقف، وحتى المرشحين للرئاسة المحسوبين

على الثورة لم يستطيعوا تجاوز حساباتهم مع أن منهم من قد حصل على مايقرب من 4 مليون صوت وكان يجب أن يكون كلا منهم أكثر ثقة فى نفسه وفى ناخبيه فيعلن بوضوح تأييده الواضح لمنافسه السابق الذى سيدخل جولة الإعادة فى مواجهة ممثل النظام القديم وأن يعلن كل منهم باسم ناخبيه وجماهير الشعب تبنيه للمطالبات الوطنية المجمع عليها ولاينتظر الرد أو الموافقه أو الإتفاق مع مرسى أو الإخوان ويؤكد بقوة ووضوح أنه لاسبيل أمام الرئيس القادم ولا طريق أمام مرسى إلا الإستجابة وتلبية المطالب الوطنية أو مواجهة الرفض والإقالة.  ولكن للأسف غاب عن هؤلاء المرشحين الذين خرجوا من السباق أن المواقف المترددة والمائعة وحسابات المكسب والخسارة لا ولن تصنع زعامه وطنيه, بالإضافة إلى أن تعقيد المشهد بتجميع الأضداد والحديث عن مجلس رئاسى ليس إلا خروجا عن الطريق وقواعد اللعبة وهذا ليس فى مصلحة الوطن.  إن الكرة الآن فى ملعب مرسى وصباحى وأبو الفتوح فعلى الأول أن ينافس بقوة ويعلن إستعداده للحوار وقبول مبدأ المشاركة وتبنى المطالب الوطنية العامة وعلى صباحى وأبو الفتوح أن يكونا أهلا لثقة ناخبيهما فيعلنا تأييدهما لمرسى كمرشح ثورة ورفضهما لشفيق والنظام القديم بل ورفضهما للدخول فى مجلس رئاسى ويؤكدا على تبنيهما للمطالب الوطنية والمحافظة على الثورة وحمايتها.  فليس المطلوب الآن أن ينجح مرسى وأن يصبح لدينا رئيس يتبنى مطالب الثورة وأهدافها ولكن الأهم من ذلك أن يصبح لدينا زعماء يخشاهم الرئيس القادم وتلتف حولهم الجماهير، فهل يقدر أبوالفتوح وصباحى أهمية المرحلة فيتحولوا إلى زعماء تتجه إليهم القلوب والأبصار أم يعيشوا فى حلم تطبيق العزل السياسى على شفيق وفرصة دخول الإنتخابات مرة أخرى فيصبحوا كغيرهم من السياسيين أو الناس العاديين حتى لو جلسوا على كرسى الرئاسة.  إن التاريخ يعلمنا أن الرئاسة قد تصنع دكتاتور أو سياسى ناجح أو حتى سياسى فاشل لكنها من النادر جدا أن  تصنع زعيم.

أمين عام حزب الوسط بالفيوم