رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصام وبلال وشفيق

من العبارات الجميلة التى نبهت فكرى وأعجبتنى، عبارة قرأتها للأستاذ بلال فضل يصف فيها مقدمة أحد كتبه التى تضخمت وإستطالت فقال هذه "مقدمة تضخمت حتى صارت مؤخرة" ضحكت كثيرا وتساءلت إذا كان هذا من الأسباب التى تصير به المقدمة مؤخرة فكيف تصير المؤخرة مقدمة؟.

وودت ساعتها لو أستطيع أن ألتقى بلال فضل لأسأله ولكن الأوضاع التى كنا نعيشها قبل الثورة فى ظل النظام السابق كفتنى الإجابه حينئذ، فكل الذين يحتلون المقدمة فى مجتمعنا مؤخرات  حيث كان اختيار أهل الثقة أسلوب دولة وسياسة نظام!.  وكنت كلما رأيت أحد أصدقائى غاضبا أو ساخطا مما سمعه من كلام لا يرقى لمستوى الحديث من أحد المسؤلين حول الإصلاح أو التنمية أو حل المشكلات المستعصية كنت أقول له هون على نفسك فهذه مؤخرة تحدثت، ومنهم من كان يفهم ما أعنيه فيبتسم أو يضحك ومنهم من كان ينظر مستفهما أو متسائلا فأقول له لا تنظر لى هكذا ولكن إسأل الأستاذ بلال فضل.  وكان من دأب النظام السابق مطاردة من يسعون للإصلاح أوالتغيير ويتم إعتقالهم والتنكيل بهم لإرهابهم ومن حولهم ومن يسيرون على طريقتهم بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، وكنت أهدىء من يحدثنى غاضبا ورافضا التهمة ومستنكرا إعتقال فلان أو علان ببيان أن الدعوة للإصلاح من أخطر الدعوات فى مجتمعنا ولن يقبلها المسؤلين فى بلدنا لأنها ضد طبيعة الأشياء فذلك معناه إعادة الأمور لوضعها الصحيح وهنا مكمن الخطر لأن المؤخرات تدافع عن وضعها فى المقدمة ولن تسمح بالتغيير.   وعندما قامت الثورة كان من أسباب نجاحها تلك الطريقة التى تصرف بها المسؤلين مع الأحداث وكان من أبرز هذه التصرفات موقعة الجمل، وأظن أن ساعتها فقط عرف النظام غلطته فى إستبعاد ذوى الفكر والرأى والإعتماد على أهل الثقة فعلى نفسها جنت المؤخرات.  وبتخلى المخلوع وإقالة آخر رئيس للوزراء الفريق أحمد شفيق الذى عينه الرئيس السابق أحس الناس بالراحة فقد زالت آخر الأثقال القاعدة على صدره وتنفس الشعب الصعداء وبدأ الهواء النظيف يتسلل إلى صدره ويتغير طعم الحياة.  وكان من الطبيعى بسبب طول بقاء أركان النظام السابق فى المقدمة أن ينسوا وضعهم الحقيقى ويصدقوا أنهم من أهل الكفأة والخبرة ويترشحون للرئاسة، وبدأت تصريحاتهم عن الإستقرار تتوالى وكثر حديثهم عن أهمية الإستقرار وأنه فى مقدمة أولوياتهم ولم يكن ذلك غريبا عليهم ولا مستغربا فدائما ما يكون الإستقرار على المؤخرة!!.   ومضت الأمور وحاول كل من ترشح للرئاسة أن يلبس ثوب الثورة حتى كدنا نصدق الجميع حتى الفلول منهم أنهم كانوا من الداعين للإصلاح وفى مقدمة الصفوف، ولكن عندما أظهر النائب عصام سلطان

المستندات التى تحمل توقيع الفريق شفيق وعرضها أما النواب فى البرلمان وإتهمه بالموافقه على بيع 40 ألف متر من الأرض على ساحل البحيرات بأبخس الأسعار لجمال وعلاء مما يعنى المشاركه فى إهدار المال العام والمساعدة على الفساد،  غضب الفريق شفيق وأعلن عن دعوته لعقد مؤتمرا صحفيا للرد على عصام سلطان وتطلعنا للمؤتمر وللرد فإذا به يتهم عصام سلطان أنه كان عميلا لأمن الدولة وأنه كان يكتب التقارير الأمنية عن الثوار وكان سبب الفرقة بين الحركة الوطنية للتغير وكفاية والفصائل الوطنية والإخوان وأصابتنى المفاجأة فقد عاد حديث المؤخرات قويا واضحا وبنفس رائحته الكريهه تحقيقا للحكمة القائلة أنك تستطيع أن تضحك على الناس بعض الوقت لكنك من المستحيل أن تضحك عليهم كل الوقت.  ورحت بلا تفكير أبحث عن بلال فضل ليس بسبب تداعى الأفكار ولكن لأنى أعلم من كتاباته أن لديه حساسية شديدة لحديث المؤخرات ومن المؤكد أنه قد توقف عن أخذ دواء الحساسية بعد الثورة مما يجعل الأمر أكثر خطورة عليه لو سمع هذا الحديث من شفيق!!.  وبالفعل لم أستغرق وقتا فقد وجدته يهذى على تويتر ويقول "لازم أعترف لما كنت باروح أمن الدولة أسلم تقاريرى كنت بقابل فى الكافتريا عصام سلطان وجورج إسحق وعبد الحليم قنديل، وكان شفيق وعز بيتعزبوا جوه!" وأحسست بخطورة الحالة ورحت أفكر فى الإتصال بعصام سلطان ليطالب بإرسال بلال للعلاج فى الخارج ولو على نفقة حزب الوسط لأنه هو المسؤل عن هذه الحالة باستفزازه لشفيق، ولكنى تذكرت أن مرض الحساسية لحديث المؤخرات غير موجود بالخارج فتمنيت أن يبتعد الجميع عن إستفزاز شفيق حتى لا يتكلم وأن نتحلى جميعا بالصبر حتى يحسم الشعب الأمر ونقضى على المرض.
---
أمين عام حزب الوسط بالفيوم