عصام وبلال وشفيق
من العبارات الجميلة التى نبهت فكرى وأعجبتنى، عبارة قرأتها للأستاذ بلال فضل يصف فيها مقدمة أحد كتبه التى تضخمت وإستطالت فقال هذه "مقدمة تضخمت حتى صارت مؤخرة" ضحكت كثيرا وتساءلت إذا كان هذا من الأسباب التى تصير به المقدمة مؤخرة فكيف تصير المؤخرة مقدمة؟.
وودت ساعتها لو أستطيع أن ألتقى بلال فضل لأسأله ولكن الأوضاع التى كنا نعيشها قبل الثورة فى ظل النظام السابق كفتنى الإجابه حينئذ، فكل الذين يحتلون المقدمة فى مجتمعنا مؤخرات حيث كان اختيار أهل الثقة أسلوب دولة وسياسة نظام!. وكنت كلما رأيت أحد أصدقائى غاضبا أو ساخطا مما سمعه من كلام لا يرقى لمستوى الحديث من أحد المسؤلين حول الإصلاح أو التنمية أو حل المشكلات المستعصية كنت أقول له هون على نفسك فهذه مؤخرة تحدثت، ومنهم من كان يفهم ما أعنيه فيبتسم أو يضحك ومنهم من كان ينظر مستفهما أو متسائلا فأقول له لا تنظر لى هكذا ولكن إسأل الأستاذ بلال فضل. وكان من دأب النظام السابق مطاردة من يسعون للإصلاح أوالتغيير ويتم إعتقالهم والتنكيل بهم لإرهابهم ومن حولهم ومن يسيرون على طريقتهم بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، وكنت أهدىء من يحدثنى غاضبا ورافضا التهمة ومستنكرا إعتقال فلان أو علان ببيان أن الدعوة للإصلاح من أخطر الدعوات فى مجتمعنا ولن يقبلها المسؤلين فى بلدنا لأنها ضد طبيعة الأشياء فذلك معناه إعادة الأمور لوضعها الصحيح وهنا مكمن الخطر لأن المؤخرات تدافع عن وضعها فى المقدمة ولن تسمح بالتغيير. وعندما قامت الثورة كان من أسباب نجاحها تلك الطريقة التى تصرف بها المسؤلين مع الأحداث وكان من أبرز هذه التصرفات موقعة الجمل، وأظن أن ساعتها فقط عرف النظام غلطته فى إستبعاد ذوى الفكر والرأى والإعتماد على أهل الثقة فعلى نفسها جنت المؤخرات. وبتخلى المخلوع وإقالة آخر رئيس للوزراء الفريق أحمد شفيق الذى عينه الرئيس السابق أحس الناس بالراحة فقد زالت آخر الأثقال القاعدة على صدره وتنفس الشعب الصعداء وبدأ الهواء النظيف يتسلل إلى صدره ويتغير طعم الحياة. وكان من الطبيعى بسبب طول بقاء أركان النظام السابق فى المقدمة أن ينسوا وضعهم الحقيقى ويصدقوا أنهم من أهل الكفأة والخبرة ويترشحون للرئاسة، وبدأت تصريحاتهم عن الإستقرار تتوالى وكثر حديثهم عن أهمية الإستقرار وأنه فى مقدمة أولوياتهم ولم يكن ذلك غريبا عليهم ولا مستغربا فدائما ما يكون الإستقرار على المؤخرة!!. ومضت الأمور وحاول كل من ترشح للرئاسة أن يلبس ثوب الثورة حتى كدنا نصدق الجميع حتى الفلول منهم أنهم كانوا من الداعين للإصلاح وفى مقدمة الصفوف، ولكن عندما أظهر النائب عصام سلطان
---
أمين عام حزب الوسط بالفيوم