رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المرحلة الإنتقالية

تتردد كثيرا كلمة المرحلة الإنتقالية فى أحاديث السياسيين وكتابات الكتاب والمعلقين كإسم ووصف وإشارة إلى المرحلة التى نعيشها فى مصر بعد الثورة وحتى الآن، وكلهم يظن بهذا الوصف وذلك الإسم أنه يتحدث عن شىء واحد لايختلف عليه الناس وتتفق عليه الأفهام ولايحتاج لتفسير أو شرح،

  تماما كما نتعارف على إسم شىء أو شخص فيعبر الإسم عن المسمى فإذا ذكرنا الإسم تداعت صورته إلى الذهن فلايمكن أن نقول حسنين ونقصد به محمدين إلا إذا كنا جميعا مرشحون فلول  للرئاسة أو نعمل مقدمين لبرامج التوك شو فى التليفزيون المصرى أو وزراء فى حكومة الجنزورى.   والمتتبع للواقع وما تعبر عنه كلمة المرحلة الإنتقالية لدى كل فئة أو تيار يجد أن هذا الفهم الواحد لهذا التعبير والمعنى يجافى الحقيقة بل ليس إلا نوعا من الضلال الفكرى والخيال الكاذب لأن المرحلة الإنتقالية تتعدد معانيها ويختلف معناها من فئة إلى أخرى لدرجة تجعلها محل إختلاف شديد نتمنى أن لاينتبه إليه الثوار والأحزاب فينشأ خلاف جديد حول المعنى والتوصيف فيكفى ما وصلنا إليه من تشرزم وتفتت لدرجة أن هناك ثوار أعجزهم إحصاء أسماء التيارات والإئتلافات فسموا أنفسهم ثوار بلا تيار.  وهذا الإختلاف فى معنى ووصف المرحلة الإنتقالية يظهر ويستبين بوضوح فى الشعارات المرفوعة والآراء المطروحة فما عليك إلا أن تتبع مايقوله الفلول مثلا وستجد أن ما يسمى المرحلة الإنتقاليه لديهم ليس إلا الإنتقال من حكم النظام السابق تحت رئاسة حسنى مباروك وولديه وزوجته إلى حكم النظام السابق تحت رئاسة أحد رجاله ولا يهم الأسماء فإذا لم يكن عمر سليمان لإستبعاده فليكن عمرو موسى أو شفيق.   أما السادة نزلاء طرة والرئيس المخلوع وزوجته وجماعة آسفين ياريس فيرون أن المرحلة الإنتقالية هى الفترة اللازمة لكى تنتقل مصر من الثورة إلى الفوضى كما وعد الرئيس السايق وتنتهى بإنتقالهم من السجون إلى مكاتبهم وأموالهم فى الداخل والخارج وربما إعتذار الشعب لهم عن ما أصابهم.  وذلك الفهم وماسبق من تفسير يختلف عن تفسير المجلس العسكرى وحكومة الجنزورى للمرحلة الإنتقالية التى يرون أن تمامها يكون بإنتقال جميع الثوار إلى رحمة الله سواء كان فى ميدان التحرير أو محمد محمود أو العباسية أو غيرها من ميادين مصر المحروسة ولامانع من الترحم والبكاء والوعد بالقبض على الجانى والقصاص للشهداء.  ويختلف الأمر لدى أعضاء حركة 6 أبريل فالأمر لديهم أكثر تعبيرا وتحديدا ووضوحا فالمرحلة الإنتقالية لديهم لا تعنى إلا إنتقال أعضاء المجلس العسكرى إلى السجون وإنتقال الإخوان والسلفيين إلى المعتقلات وإنتقال السلطة لصاحب نصيبها.   فإذا

إنتقلنا لموقف الإخوان نجد أنهم يرون أن المرحلة الإنتقالية هى المرحلة التى تنتهى بإنتقال الدكتور محمد مرسى من رئاسة حزب الحرية والعدالة إلى رئاسة الجمهورية والإنتهاء من صداع أبو الفتوح.  ويختلف هذا بالطبع عن ما يتمناه السلفيين الذين تعددت أخطاء نوابهم فى البرلمان بسبب دخولهم المفاجىء إلى عالم السياسة دون سابق إعداد أو إستعداد مما جعلهم يتمنون أن تكون المرحلة الإنتقالية هى المرحلة التى ينسى فيها الناس ما فعله البليكيمى ويتذكرون مايقوله الدكتور بكار.  أما مايراه عامة الشعب والمطحونين من أبناء الوطن فلا يتفق مع هذا الرأى او ذاك لأن المرحلة الإنتقالية فى رأيهم هى المرحلة التى تنتقل فيها الثورة إلى الدولة وذلك بتسليم السلطة ومن ثم تنتقل مصر من الفوضى إلى النظام ومن الترويع والخوف والبلطجة إلى الأمن والأمان ومن خواء الجيوب ولهيب الأسعار وأزمات الخبز والبنزين والكيروسين والبوتاجاز إلى رغد العيش ورفاهية الحياة وهنا لب القصيد ومكمن الخطورة الذى يجب أن يتنبه إليه الكتاب والسياسيين والمتحدثين والصحفيين والأحزاب والحكومة والمعارضة فيعدوا له العده حتى لا نفاجأ برد الفعل الناشىء عن الإصطدام بالواقع الإقتصادى والإجتماعى المتردى الذى شغلتنا عنه صراعات السلطة وخلافات السياسية فازداد سوءا وترديا وإتسع الرتق على الراتق وصعب الإصلاح على المصلح.  ندعو الله أن تنتهى هذه المرحلة فى 30 يونية وأن لايكون هناك كابوس آخر إسمه المرحلة الإنتقالية المدنية بعد ماعشناه فى المرحلة الإنتقالية العسكرية وليتنا نعى الدرس ونتعلم مما أصابنا ونسارع لإدراك ما فاتنا ونتوحد خلف أهدافنا ونتجه جميعا للتعاون ونضع خلافاتنا السياسية جانبا ولو مؤقتا لأن الدخول فى مرحلة إنتقالية جديدة لن يكون مرحلة ولكن إنهيار ومهزلة.

-----
أمين عام حزب الوسط بالفيوم