رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للأسف الثورة نجحت!!!

قال الفريق أحمد شفيق عندما كان يتحدث على قنات سى بى سى فى برنامج مصر تنتخب "للأسف الثورة نجحت" قالها بصورة عفوية لأنه كان يتمنى إنحصار الثورة وإستمراره كرئيس للوزاراء فربما كان يستطيع تثبيت المتتنحى وإقناع الثوار بالتخلى والعودة للبيوت.

ومما هو جدير بأن نذكره ولاننساه أن الفريق أحمد شفيق كان رئيسا للوزراء وبيده إصدار القرارات وتأمين المظاهرات عندما حدثت موقعة الجمل، ومن أقواله بعد الثورة "إن الرئيس حسنى مبارك مثله الأعلى"، وكان يطلق على الثورة أنها مجرد حركة ولم يسمها ثورة إلا بعد تنحى المتنحى وإنخلاع المخلوع.  ولأن هذه أقواله وغيرها كثير مما يتندر به الناس ويرونه جديرا بعمل قناه فضائية ليساهم مع توفيق عكاشة فى إضحاك الشعب وفرفشته بأقواله وأفعاله بدلا من الترشح لرئاسة الجمهورية، فإنى عندما أرى صور الفريق شفيق وبوستراته وبنراته الداعيه لإنتخابه رئيسا أقول لنفسى إننا فى بلد العجائب.  وفى بلد العجائب الثائر كل شىء جائز.  فتجد الليمون فى حجم البطيخ والفأر يستطيع أن يحمل أمثال ما يحمله الفيل وتتكلم الحيوانات وربما تقول شعرا، كما أن الحمير لها أجنحة ومن الممكن  أن تطير.  ولأن بلد العجائب هذه يجتمع فيها الشىء ونقيضه فى نفس الوقت، فمن الممكن أن تكون وزيرا لما يقرب من عقد كامل فى نظام فاسد لحاكم فاسد ومن المقربين للرئيس الفاسد وصديقا حميما لأسرة الفاسد وفى نفس الوقت تدعى أنك لست من رجال النظام الفاسد!.  من الممكن أن تسعى لعدم سقوط المخلوع وحمايته والدفاع عن سياساته وتجميلها وأن يكون مثلك الأعلى الرئيس المخلوع ثم تترشح لتحقيق أهداف الثورة التى خلعت المخلوع!!.  من الممكن أن تكون رئيسا للوزراء قام بتعيينك الرئيس المتنحى لتتعامل مع الثورة وتخمدها وتقضى عليها وتقع فى عهدك موقعة الجمل يقتل فيها الثوار وتزهق الأرواح وتسال الدماء ثم تترشح من أجل العدل والقصاص ودماء الثوار!!!.  من الممكن أن تكون من أصحاب القصور ومن الذين إستفادوا من الفساد ورتعوا فيه عشرات السنين وحصلوا على الملايين وعاشوا يتنعمون عقودا وسنين ولم يخجلهم أو يؤرقهم يوما منظر البائسين والمطحونين من الشعب الفقير والمقهور ومع ذلك تترشح لتحقيق شعار العيش الكريم والحرية والعدالة الإجتماعية!!!. من الممكن أن تكون مسؤلا فى نظام

يعتمد على أمن الدولة فى كل شىء من بداية التعيين فى أى وظيفة حتى لو كانت عامل فى مصلحة إلى تعيين الوزراء ورؤساء الجامعات والتدخل فى كل شىء بداية من الحياة الشخصية حتى الفن والصحافة والإعلام ثم إذا سقط النظام وإختلف معك مواطن عادى أو نائب فى البرلمان وقدم أوراقا أو مستندات تدينك إتهمته بأنه كان عميلا لأمن الدولة الجبان!!!.  إنها بلد العجائب وفى بلد العجائب من الممكن أن تكون أسدا وفأرا وشريفا وحرامى وقاتل وبرىء وظالم وعادل وثورى وفلول!.  من الممكن أن تقول للأسف الثورة نجحت وتترشح للرئاسة لأن الثورة قد نجحت!!، لا تتعجب فكل شىء ممكن، لكن ماليس ممكن وهو الأهم الذى يجب أن نعلمه جميعا ونتذكره جميعا إذا كنا نريد التغيير والخير لهذا الوطن هو أن الذين نهبوا الوطن وحولوه لبلد المتناقضات ودوله تعيش على القروض والماعونات وسكتوا على نهبه وكانوا سندا للظلم وللظالمين وكانوا أصدقاء ومداهنين للحكام الفاسدين لن يكونوا يوما أبدا قادرين على التغيير للأفضل أو تحقيق الإصلاح.  إن الحقيقة الثابته التى يؤكدها التاريخ منذ أن وجد الإنسان على الأرض وحتى الآن أن الإصلاح لا يحققه جبابرة ولا ظلمة ولا فاسدون بل أناس فضلاء شجعان صادقون.  فهل نتعلم من التاريخ ونختار للمستقبل أم نستعيد الماضى ونعيد الأخطاء وتتحول الثورة إلى مأساة وتنبت شجرة البؤس من جديد وتموت أشجار الربيع وتزبل الورود ويضيع الأمل ويعود الحزن يسكن قلوب الملايين .
---
أمين عام حزب الوسط بالفيوم