رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثورة والطائفية الجديدة

 

لاحظنا أثناء الثورة تلاحم المسلمين وتأكدنا أن مبارك استخدم سياسة فرق تسد ليسيطر علي الحكم، لذلك نلاحظ بعد الثورة ظهور طائفية جديدة تماما.

أسبابها أولا: فشل النخب في تحقيق اجماع وطني وتحول ديمقراطي نتيجة لصراع الإسلاميين والعلمانيين.. ثانيا: الهيمنة الغربية ودعم إسرائيل للسيطرة علي المنطقة، مما يستلزم دعم العلمانيين ضد الإسلاميين لإعاقة التحول الديمقراطي واقامة نظام حكم شعبي يستطيع تحقيق الاستقلال والنهضة، خصوصا في مصر.

ولأن مبارك دعم التيار العلماني وقهر الإسلامي، كثير من النفوذ حتي الآن مازال في يد النخب العلمانية التي انضم المثقفون المتأثرون »بالفزاعة« من الإسلام الذي يتم تصويره علي أنه ضد الدولة المدنية والمواطنة، والمقصود هنا بالعلمانية هو التضاد مع ثوابت الإسلام.

لذلك التقسيم الجديد لهذه الطائفية علي أساس »الإرادة الشعبية« الطائفة الأولي »مسلم أو مسيحي« تريد نظاما ديمقراطيا تبعا للإرادة الشعبية التي تستهدف الرؤية الإسلامية والطائفة الثانية »مسلم أو مسيحي« تريد نظاما ديكتاتوريا تبعا لارادتها فقط ويستهدف الرؤية العلمانية بإلغاء المادة الثانية من الدستور.. كل أحوال مصر قبل الثورة.. السياسية.. الفقر.. الإدارة.. التعليم، كانت لا تمثل المشكلة بل نتائج حتمية للمشكلة »الازدواج بين الإسلام والعلمانية« حيث المجتمع والدستور مع الإسلام لكن نظام الحكم والدولة مع العلمانية.

إعادة النظر في موضوع تم حسمه شعبيا بنتيجة الاستفتاء الأخير يعتبر محاولات طائفية لأن مجرد الاعتراض علي نتيجة اقتراع حر استجاب له الشعب بكثافة يعتبر تدميرًا لإرادة وكرامة الشعب وبالتالي تدمير لأي محاولة للتعايش السلمي وهذا هو سبب إصرار الجيش علي الالتزام بالخطوات

المحددة نتيجة الاستفتاء وليس السبب أن الجيش مع طائفة معينة دون الأخري.

الشعب يريد أول خطوة انتخابات في سبتمبر وصولا لبرلمان حر ينوب عنه في عمل كل الترتيبات اللازمة للدستور الجديد والانتخابات الرئاسية وخلافه، محاولة تأخير الانتخابات البرلمانية غير مبررة، إذا كانت بدعوي أن الإسلاميين هم فقط الجاهزون للانتخابات والآخرون يحتاجون للوقت، فالعالم كله يعمل منذ عقود أن أي انتخابات حرة بالمنطقة العربية ستأتي بالتيار الذي لا يتعارض مع الهوية الإسلامية أي أن إطالة الوقت سيكون لمزيد من مصلحة التيار المتواصل مع الشارع، ولقد أكد كبار الساسة علي أن التأخير قد يجعلنا نترحم علي أيام مبارك.

مصر لن تستمر ضائعة بين الإسلام والعلمانية، لا يوجد دولة واحدة متقدمة كذلك، مصر في مرحلة الاختيار الحر للهوية والانتماء العام للمجتمع والدولة، معلوم أن الشعب مع الإسلام كهوية بغض النظر عن التوجهات أو التيارات السياسية، من له رأي آخر، نحترمه، لكننا جميعا لابد أن نحترم الديمقراطية ونتيجتها مهما كانت.

*رئيس جمعية المقطم للثقافة والحوار

[email protected]