رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سياسات مواجهة الإساءات

لا يمكن تصور إمكانية الاستهزاء برسولنا صلي الله عليه وسلم، القرآن الكريم يؤكد «والله يعصمك من الناس»، و«إنا كفيناك المستهزئين»، يستحيل أن تتأثر ثقة أي مسلم برسولنا نتيجة لهذه الإساءات العنصرية، ما حدث يستهدف الاستهزاء بنا نحن المسلمين المعاصرين.

حدثت مؤامرة بالتحالف بين قوي خارجية وداخلية، الصهاينة والفلول، باستثمار عواطف المسلمين، بتمويل نفس البلطجية، «بالأزمات السابقة محمد محمود والمتحف العلمي»، لتحويل الغضب إلي فوضي، لإرباك نظام الحكم، فضلاً عن تهديد علاقاتنا الدولية ووصم شعوبنا بالإرهاب، تلا ذلك هجوم مدبر علي قوات حفظ السلام بسيناء، وصولاً لأن الشعوب العربية تهاجم السفارات الأمريكية ودبلوماسييها وتقتل سفيراً، أمريكا ترسل بوارجها البحرية لسواحلنا لحماية ذويها، محاولة إحداث مواجهات تدمر الحكم الإسلامي بمصر.
صحيح أن الأمور استقرت أسرع نسبياً من الأزمات السابقة، وعادت البورصة بسرعة للارتفاع بسبب كسر شوكة الثورة المضادة وقياداتها لكن ليس بالقدر الحاسم.
من حقنا التعبير عن الغضب بدون العنف الذي يمثل أكبر إساءة للإسلام، كل المذاهب الفقهية تؤكد حرمة قتل النفس إلا بالحق وتحرم تحديداً قتل السفراء، بالعنف غير المقبول إسلامياً ولا دولياً، سمحنا لأمريكا أن تكتفي فقط بإدانة الفيلم المسيء وتتحول للهجوم علينا بسبب همجيتنا.
القرآن يؤكد «وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به» مواجهة محاولات الإساءة لرسولنا لابد أن تكون بأخلاق الرسول، الاحتجاج السلمي للمصريين أدي لخلع أكبر طاغية وإزالة نظامه العسكري المتجبر في فترة لا تمثل عشر الفترة التي احتاجتها تركيا، فهل يعقل أن نتشكك في قوة تأثيرنا السلمي دون الحاجة للعنف؟
التعريف بالإسلام والرسول يكون بمبادرات مؤسسية محترفة تناسب العهد الجديد وليس بالمحاولات الحماسية المبعثرة من موقف الدفاع عن النفس، لابد للمؤسسات الدينية مثل الأزهر من الاستعانة بخبراء الفكر والتخطيط والإنجاز الاستراتيجي، لأنها خبرات يصعب تواجدها في مصر، نحتاج رؤية فكرية عملية للتعامل مع الآخر دون الانتظار للإساءات القادمة المتوقعة «مسئولية الرئاسة مع الأزهر وسفاراتنا بالخارج»، هناك قضايا فكرية وفقهية شديدة الحساسية، مثل قتل المرتد وتكفير المخالف سياسياً أو إهدار دمه كما حدث مؤخراً، وبشكل عام العلاقة مع الآخر الحضاري، الأمر الذي يمثل قضية غير متفق عليها مؤسسياً في مصر مما يسمح بانتشار آراء ليست معتدلة من رموز دينية متعصبة، هناك فراغ هائل.
هؤلاء الخبراء، بداهة، سيعملون علي توافر خطة محددة «مسبقاً» يتم تنفيذها من خلال شخصيات محددة لها صلاحية الرد الرسمي الفوري الحاسم علي هذه الإساءات، لأنها أزمات حساسة قد

تؤدي لعواقب خطيرة، لاحظنا ارتباك وتأخر الرئاسة والأزهر في معالجة الأزمة وكان سبباً في زيادة التحرك الشعبي وتحول الغضب إلي العنف لأن شعب مصر الثورة لا يمكن أن يقبل بالهوان، وهنا لابد من الإشارة لضرورة الوعي بأن استيعاب الحماس الشعبي والشبابي، خاصة هو مهمة حتمية لنظام الحكم من خلال مشروع قومي نلتف حوله، الأمر الذي نفتقر إليه منذ عقود طويلة.
لابد من دور قوي لمؤسسات المجتمع المدني، أحزاب وجمعيات ونقابات ونوادٍ لتوعية الجمهور وتوجيهه لأعمال مجتمعية منظمة مثل المقاطعة الاقتصادية والثقافية للدول التي يصدر منها الإساءات، إذا تم تفعيل ذلك بقوة المجتمع ونظام الحكم المدعوم شعبياً، مع امتناع الجماهير علي العنف ستضطر كل دول العالم لدعمنا وسيتم حتماً نجاح الضغوط علي المجتمع الدولي لتجريم تكرار هذه الإساءات.
خارجياً لا تعنينا الشخصيات التي كتبت كتاباً أو أنتجت فيلماً ضد الإسلام، هؤلاء هم حثالة العالم، فتوي الخميني بإهدار دم سلمان رشدي أدت لزيادة شهرته وحيازته للجوائز الدولية، كلما كتب ضد الإسلام، ما يعنينا هو العمل المؤسسي الرسمي والمجتمعي، لأنه هو الذي سيضمن ألا يتجرأ أحد علينا، أما داخلياً فلابد من سرعة محاكمة رموز النظام البائد والثورة المضادة «سياسيين وإعلاميين ورجال أعمال» علي الجرائم السياسية لضمان عدم تكرار هذه المؤامرات.
الإسلام يزداد انتشاراً بمثل هذه الأزمات، لأن الناس تتجه لفهمه واستيعابه فيعتنقونه، تكرار ذلك في الأزمة الأخيرة في أمريكا، بتوزيع منشورات عن الرسول، الإسلام ينتشر الآن بالقوة الذاتية للمنهج فقط، فما بالكم إذا أضيفت القيمة البشرية عن طريق القدوة التي نتطلع إليها فينا كمسلمين؟

رئيس جمعية المقطم للثقافة والحوار
[email protected]