عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قرارات «مرسى» السابقة واللاحقة:

سارعت وسائل الإعلام المصري باتهام حماس بجريمة رفح، ثم وصلت التحليلات لاتهام إسرائيل لضرب العلاقات المصرية الفلسطينية بعد تحسّنها مؤخرا, مؤكد أن إسرائيل لها دورٌ جوهريّ في الجريمة، لكن الهدف لم يكن أبداً ضرب العلاقات المصرية الفلسطينية،

لأن إسرائيل أول من يدرك أن مثل هذه الجريمة لن تحقّق لها هذا الهدف، فالعلاقة المصرية الفلسطينية تغيّرت تماما فسابقاً كانت قائمة على توافق بين مبارك والسلطة الفلسطينية على مشروع إقليمي وبرنامج سياسي لايعادى اسرائيل أما اليوم فالعلاقة تمثل توافقاً بين تيارين سياسيين منتخبين ومدعومين شعبيا، وهذا ما ظهر في انتخابات فلسطين الاخيرة التى نجحت فيها حماس وكذلك الانتخابات المصرية الأخيرة التى نجح فيها الإخوان, أى أن تقويض مرسى والقضاء على الثورة كان الهدف من الجريمة خصوصا بعد مساندة الإعلام المصرى لاسرائيل بتصويره للجريمة على أنها الخطر القادم من غزة لاستهداف الآتي:
أولاً: ضرب شعبية مرسى والإخوان ليس فقط لصالح الثورة المضادة (قضية الحرية) بل أيضا لصالح الرؤية العلمانية على حساب الإسلامية التى تستدعى التقارب بين نظام الحكم فى مصر وحماس التى يدعون انها ارهابيه (قضية الهوية).
ثانياً: توجيه المصريين لان العدو الاستراتيجى هو حماس والإرهاب الإسلامى وليس إسرائيل التى يمكن التعامل معها سلميا, وهى خطة إسرائيلية ينفذها أعداء الشعب عندنا منذ عقود وبالفعل هناك كثير من المثقفين المخلصين عندنا بلعوا هذا الطعم على مدى العهد البائد.
ثالثاً: تركيز اهتمام الشعب على التهديد الخارجى فقط وليس الثورة المضادة والفساد الداخلى أيضا وهى مؤامرة شيطانية بجميع المقاييس لانه تضليل عام لصالح العدو الاستراتيجى.
-لكن سرعان ما ظهر القائد الحقيقى الذى حسم الصراع السياسى على السلطة فى عدة أيام, كل ذلك تم التفكير فيه والتخطيط والترتيب والتنفيذ فى ثلاثة أيام على الأكثر وهى معجزة «استراتيجية» بكل المقاييس وهو أمر مطمئن على مستقبل الثورة بين أيدى هذا الرئيس وأرجو من الله أن أكون محقا فى ذلك, فكيف كانت قدرات الرئيس فى حسم القرارات السابقة؟؟ وبالتالى ما هى القرارات  المستقبلية؟؟ لقد تم تدارك كل الاحتمالات لدرجه أن طنطاوى وعنان لم يعرفا أى شئ الا فى مكتب الرئيس  عند إفادته لهما بالقرارات ولقد عادا  للمنازل دون التجرأ على العودة لمقر القوات المسلحة (لاتخاذ إجراءات مضادة) لانهما لا يمتلكان الشرعية فى زمن يقوم فيه الشعب بحسم أى صراع على السلطة, ولقد أكدت ذلك قبل أحداث رفح بأسبوعين فى مقالى

للرئيس يعنوان «الرئيس يستطيع إسقاط النظام» أكدت أن الثورة المضادة تعتمد فقط على عدم قدرة الرئيس على الحسم (كما كان يبدو لهم) فى حين اذا تحرك الرئيس فلن يستطيع أحد مواجهته مطلقا إلا «الشعب» ولكن  ولكن!.
هل كان من الممكن إنجاز هذه النقلة الثورية بدون ظروف استثنائية دافعه لتغيير جذرى مثل أحداث رفح ومؤامرة جنازة الشهداء؟؟ هل يا ترى يا سيادة الرئيس لو لم تحدث هذه الجريمة هل كنت ستحسم الصراع كذلك؟ هذه هى القضية الحقيقية؟؟ والتى ستظهر معالمها فى القرارات الرئاسية القادمة لان العالم لن يترك مصر بسهوله حتى تنهض، وبالتالى ستتغير المنطقة 180 درجة وسيتأثر العالم تباعا, فليست المشكلة الان من الداخل فلقد حسمها الشعب خصوصا بعد فشل مسرحية 24 أغسطس, الخطورة من إسرائيل التى يستحيل أن تستسلم لنجاح الثورة وتخطط الان لتهديد سيناء لإحداث فوضى فى مصر لإسقاط نظام الحكم الجديد,لاحظنا منذ عدة ايام استهداف طائرة إسرائيلية لقائد دراجة نارية داخل الحدود المصرية «جر شكل» يمثل تطور خطير لاختبار رد الفعل المصرى كشعب ودولة بعد الثورة ومتوقع تكرار ذلك. وبشكل عام يستحيل مواجهة ذلك الا بتأسيس الأمن القومى المصرى بالتوازن الاستراتيجى مع اسرائيل ولا يمكن ذلك إلا من خلال أولا: بناء المفاعل النووى و ثانيا : التنمية الشاملة لسيناء وليكن بتأسيس وزارة خاصةلذلك,,, وهى القرارات الرئاسية التى تمثل الثمرة الفعلية للقرارات السابقة بحسم الصراع على السلطة كما تمثل المدخل الحتمى الوحيد لتحقيق الاستقلال الوطنى ومواجهة الهيمنة الخارجية وكذلك الحصول على الطاقة اللازمة لتحقيق النهضة الداخلية.
----
رئيس جمعية المقطم للثقافة والحوار